بسم الله الرحمن الرحيم
استشهاد الإمام سيد الساجدين
في الخامس والعشرين من المحرّم الحرام/95هـ، كانت شهادة الإمام السجّاد علي زين العابدين (عليه السلام)، وكان قد بقي بعد واقعة كربلاء خمسة وثلاثين عاماً، وقد مُنع من الدعوة والوعظ والهداية من قبل بني أمية، وتفرّغ الإمام (عليه السلام) إلى الزهد والعبادة، ومن خلال الدعاء نشر علوماً ومعارف عظيمة.
وللإمام السجّاد (عليه السلام) دور أساسي في حفظ نهضة عاشوراء وديمومتها، حيث دأب على إحياء ظلامة أبيه، سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، حتى استمرت قضية عاشوراء إلى يومنا هذا، وستستمر إلى يوم القيامة بإذن الله تعال.
كما سعى (عليه السلام) إلى فضح الطغاة والظالمين من خلال الدعاء وبيان الأحاديث وتنظيم الكوادر الواعية وغيرها، فضلاً عن مجالس الحزن والعزاء على شهداء كربلاء، وبيان ما جرى في عاشوراء من ظلم وجور، فإن الله (عزّ وجلّ) فطر الناس على حب المظلوم ونصرته، وسلاح الظلامة أقوى وأمضى سلاح على الظالم المعتدي.
وبعد فاجعة كربلاء، جعل الإمام السّجاد (عليه السلام) من ظلامة أهل البيت شعاراً لتأكيد أن أعداء الحق لا صلة لهم بالإسلام، فكان (عليه السلام) وفي كل المناسبات يذكر مصيبة أبيه وأخوته وأصحابهم، وكذلك مصيبة الأسر المفجعة، وهتك حرمة بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله)، سيدات الإباء والفضيلة، حتى استطاع (عليه السلام) من خلق حركة عاطفية دائمة في أوساط الناس، لتبقى نهضة كربلاء حية وخالدة، وستبقى.