بسم الله الرحمن الرحيم تجلى الله في خلقه بصفاته وأسمائه بخلق الانسان الكامل الذي أراده الله ان يكون مصداقا لصفاته وافعاله واسمائه وتجلي حقيقي لله في خلقه وخليفته في ارضه .ان الاخلاقُ هي السمات التي بها ترسم خارطة الحياة والفيصل الذي به تعرف الإنسانية والمعيار الذي يقاس به التفاوت بين البشر من خصال طيبة بذرت في جبلّتنا وتعلّقت في انفسنا فكلما اتصف الانسان بُخلق طيب عرف به ميزه عن غيره والٌخلق نوعان خٌلق يقارب صفات الله واسمائه وخُلق يخالفها ويجانبها وهو الخُلق السيء الذي نهانا الله عنه ، ان من الاخلاق التي ولدت مع الانسان الفطرة السليمة وهناك مايكتسبه الانسان من بيئته ويشحذها بمواضبته على التخلق بها ومنها ما ولدت معه حبه لذاته، قال تعالى (( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )) سئل الامام الصادق عليه السلام عن تأويل قوله تعالى ليعبدون فقال عليه السلام ليعرفون الله ومعرفة الله هي التخلق بما علمنا من صفاته سبحانه وفي حديث لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) (من عرف نفسه عرف ربه) ومعرفة النفس هي تعرية الصفات وانكشاف غموضها والتبحر في تهذيبها لتصل الى المثل العليا التي يأمرنا الله بالتمثل بها وكما ورد في كتابه الكريم يصف رسوله ((وانك لعلى خلق عظيم )) ونرى الخلق الكريم في نبينا عليه الصلاة والسلام واله هو انعكاس لانوار الله في قلب رسوله فكان مظهرا لله في خلقه وصفاته الطاهرة فكان طاهرا لان الله افاض عليه من صفاته العليا واسمائه العظمى ، ومصداقا لعظمته في ذاته وفعله ، ومن الصفات الأخلاقية العظيمة نجدها متجسدة في العهد لمالك الاشتر عندما ولاه مصر بقوله (وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ، وهذه الصورة عن الاخلاق تجلت واضحة بكل كلام وافعال النبي واهل بيته الطاهرين . بقلم :حسين ال جعفر الحسيني
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الاخلاق اكسير الحياة
تقليص
X