🌺🌺(الحلقة الخامسة)🌺🌺 تكمل عليها السلام حديثها عن النبي صلى الله عليه واله ....وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزّي إليه صلى الله عليه وآله سلم . فبلغّ الرسالة صادعاً بالنذارة (١) مائلاً عن مدرجة المشركين (٢) ، ضارباً ثبجهم (٣) ، آخذاً بأكظامهم ، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة (٤) ، يكسر الأصنام وينكت الهام (٥) حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، ___________ (١) الصدع : الإظهار تقول : صدعت الشيء ، أي أظهرته ، وصدعت بالحقّ إذا تكلمت به جهاراً ، قال الله تعالى : « فاصدع بما تؤمر » . والنذارة بالكسر : الإنذار وهو الإعلام على وجه التخويف . (٢) المدرجة : المذهب والمسلك . وفي الكشف : « ناكباً عن سنن مدرجة المشركين » وفي رواية ابن أبي طاهر « مائلاً على مدرجة » أي قائماً للرد عليهم ، وهو تصحيف . (٣) الثبج بالتحريك : وسط الشيء ومعظمه ، والكظم بالتحريك : مخرج النفس من الحلق ، أي كان صلى الله عليه وآله لا يبالي بكثرة المشركين واجتماعهم ولا يداريهم في الدعوة . (٤) كما أمره سبحانه : « ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن » . وقيل : المراد بالحكمة : البراهين القاطعة ، وهي للخواص وبالموعظة الحسنة ، : الخطابات المقنعة والعبر النافعة ، وهي للعوام ، وبالمجادلة التي هي أحسن : إلزام المعاندين والجاحدين بالمقدمات المشهورة والمسلمة ، وأمّا المغالطات والشعريات فلا يناسب درجة أصحاب النبوات . (٥) النكت : إلقاء الرجل على رأسه ، ويقال : طعنه فنكته . والهام جمع الهامة ، بالتخفيف فيهما ، وهي الرأس والمراد قتل رؤساء المشركين ، وقمعم وإذلا لهم ، أو المشركين مطلقاً وقيل : أريد به إلقاء الأصنام على رؤوسها ، ولا يخفي بعده لا سيما بالنظر إلى ما بعده . وفي بعض النسخ : « ينكس الهام » وفي الكشف وغيره : « يجذّ الاصنام » ومن قولهم : جذذت الشيء : كسرته . ومنه قوله تعالى : « فجعلهم جذاذا » .🌺الحلقة السادسة تاتي ان شاء الله 🌺