إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عَون بن عبدالله بن جعفر الطيار عليهما السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عَون بن عبدالله بن جعفر الطيار عليهما السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أبَواه
    أمّه: السيّدة المكرّمة، عقيلة آل أبي طالب، زينب بنت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وبنت فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله.. فهي من أشرف نسبٍ وأطهر بيت وأسمى مَحْتِد، وهي سليلة النبوّة والإمامة والعصمة، ووريثة مجد الرسالة، ومَن في أهلها نزل قوله تبارك وتعالى:
    إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكُمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكم تطهيراً .
    قُلْ لا أسألكُمْ عليهِ أجْراً إلاّ المودّةَ في القُربى .
    تلك هي مولاتنا زينب صلوات الله عليها.. تربّت في حِجْر النبيّ صلّى الله عيه وآله، وكَنَف الإمام عليّ والصدّيقة الزهراء صلوات الله عليهما، فنشأت تستنشق عبقات الوحي ونسائم الرسالة، وتعيش في أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله تواكب وقائع الإسلام وما جرى على أهلها وذويها من الظلم والغصب والغدر بالسيف وبالسُّمّ.. فإذا قام أخوها الحسين سيّدُ شباب أهل الجنّة سلام الله عليه بنهضته الإلهيّة العظمى، قامت العقيلة زينب الكبرى عليها السّلام معه ورحلت إلى جانبه نحو أرض الكرب والبلاء، يرافقها ولداها: عون، ومحمّد؛ ليجاهدا بين يَدَي إمامِهما الحسين صلوات الله عليه ويُستَشهَدا، دفاعاً عن حُرَم الدِّين، وشرف الإسلام.
    أبوه: عبدالله بن ( جعفر الطيّار الشهيد بمؤتة ذي الجَناحَين يطير بهما في الجنّة حيث يشاء )، وعبدالله هو أوّل مولودٍ وُلد في الإسلام بأرض الحبشة حينما هاجر أبوه جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه إليها بأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ تقيّةً من إيذاء قريش ونشراً للإسلام،فأسلم على يده ملكُ الحبشة النجاشيّ، وأخذت الرسالة المحمّديّة طريقَها إلى قلوب الناس إلى يومنا هذا.
    وأمّا عبدالله بن جعفر.. فكان رجلاً جليلاً، أمُّه المرأة الفاضلة أسماءُ بنت عُمَيس، تشرّف بالزواج من ابنة أمير المؤمنين العقيلة زينب سلام ربّنا عليها. وقد عُرِف عبدالله بجوده حتّى ضُرِب به المثل. وكان عبدالله قد حَظِيَ بعناية رسول الله صلّى الله عليه وآله، لا سيّما بعد شهادة أبيه.. يروي هو بنفسه قائلاً:
    أخذ ( رسول الله صلّى الله عليه وآله ) بيدي يمسح بيده على رأسي حتّى رقيَ إلى المِنبر، وأجلَسَني أمامَه على الدرج السفلى والحزنُ يُعرَف عليه، فقال: إنّ المرء كثيرٌ بأخيه وابن عمّه، ألاّ إنّ جعفراً قد استُشهِد، وجُعل له جناحانِ يطير بهما في الجنّة.
    ثمّ نزل ودخل بيته وأدخلني معه، وأمر بطعامٍ يُصنَع لأجلي، وأرسل إلى أخي فتغَدَّينا عنده غذاءً طيّباً مباركاً، وأقَمْنا ثلاثةَ أيّام في بيته ندور معه.. كلّما صار في بيت إحدى نسائه. ثمّ رجعنا إلى بيتنا، فأتانا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وأنا أُساوم شاةَ أخٍ لي، فقال: اللهمّ بارِكْ له في صَفقته. فما بِعتُ شيئاً ولا اشتريتُ شيئاً إلاّ بُورِك لي فيه
    .
    ولمّا أراد معاوية أن يخطب زينبَ بنت عبدالله بن جعفر لابنه يزيد، على حُكْم أبيها في الصداق وقضاء دَينه.. أجاب عبدالله: إنّ أمر نسائنا إلى الحسن بن عليّ ( عليه السّلام ). فما كان من الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه إلاّ أن زوّجها من ابن عمّها القاسم بن محمّد بن ( جعفر الطيّار )، وجعل مهرَها ضيعتَه ( بستانه ) التي كانت بالمدينة

    وكان عبدالله بن جعفر يعظّم الحسنَين عليهما السّلام، فقال له معاوية: ما أشدَّ تعظيمَك للحسن والحسين، وما هما بخيرٍ منك، ولا أبوهما خيرٌ مِن أبيك! فردّ عليه عبدالله، وذكر له جملةً من فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، وقال له بغضب: إنّك لَقليلُ المعرفة بهما وبأبيهما وأُمّهما.. بلى واللهِ هُما خيرٌ منيّ، وأبوهما خير من أبي، وأمهما خيرٌ مِن أمّي ( ثمّ ذكر مثالب أعداء أهل البيت عليهم السّلام، وفضائحهم في بحثٍ طويل )
    .
    وحين أراد الإمام الحسين عليه السّلام أن يتحرّك نحو كربلاء.. سأله جماعةٌمن أهل بيته التريّثَ؛ خوفاً عليه مِن غدر الكوفيّين، فكتب عبدالله بن جعفر مع ابنَيه: عون ومحمد: أمّا بعد، فإنّي أسألك باللهِ لَمَا انصرفتَ حين تقرأ كتابي هذا؛ فإنّي مُشْفِق عليك مِن هذا التوجّه أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك. إنْ هلكتَ اليومَ طَفِئ نورُ الأرض؛ فإنّك عَلَم المهتدين، ورجاء المؤمنين، فلا تَعجَلْ بالسير، فإنّي في أثر كتابي، والسلام.
    ثمّ أخذ عبدالله بن جعفر من والي مكّه عمرو بن سعيد بن العاص كتاباً فيه أمانٌ للحسين عليه السّلام وجاء به إلى الإمام الحسين عليه السّلام ومعه يحيى بن سعيد بن العاص وجَهِد أن يصرفه عن الرحيل، فلم يَقبَلْ ذلك منه أبو عبدالله الحسين سلام الله عليه، وعرّفه الرؤيا التي رآها، إذ قال عليه السّلام لعبدالله:
    إنّي رأيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله في المنام، وأمَرَني بما أنا ماضٍ له..
    فلمّا يئس منه عبدُالله بن جعفر أمَرَ ابنَيه: عَوناً ومحمداً بلزوم خالهما الإمام الحسين عليه السّلام، والمسيرِ معه والجهادِ دونه
    .
    سَطَتْ ورَحَى الهيجـاءِ تَطحَنُ شُـوسَها ووجـهُ الضُّـحى فـي نَقعِـها مُتَنقِّبُ

    تَهَلّلُ بِشْـراً بـالـقِـراعِ وجـوهُـها

    وكَـم وَجْـهِ ضرغـامٍ هنـاك مُقطِّبُ

    وتَلتذُّ إنْ جـاءتْ لهـا السُّمـرُ تَلتَـوي
    وللبِيضِ إنْ سُلّتْ لدى الضـرب تَطرَبُ

    أعـزّاءُ لا تَلـوي الـرقـابَ لفـادحٍ
    ولا مِن أُلـوفٍ فـي الكـريهةِ تَرهَبُ

    فمـا لسـوى العليـاءِ تاقَت نفـوسُهم
    ولم تَكُ فـي شـيءٍ سوى العِزِّ تَرغبُ

    فلـو أنّ مجـداً فـي الثـريّـا لَحلّقتْ
    إلـيـهِ، وشـأنُ الشَّـهمِ للمـجدِ يَطلبُ

    فـأسيافُهم يـومَ الوغـى تُمطِر الدِّمـا
    وأيديهمُ مِـن جُودِهـا الدهـرُ مُخصَبُ

    وما بَرِحتْ تُقـري المـواضي لحومَها
    ومِن دمِها السُّمـرُ العَواسـلُ تَشـربُ

    إلى أن تهـاوتْ كالكواكبِ فـي الثَّرى
    وما بعدَهم يا ليتَ لا لاحَ كوكبُ!

    الله *يا دمعة *رقيه *
    *شفاعتكم سادتي يوم الورود *
يعمل...
X