بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ذكر القرآن الكريم في سورتين اسم ـ يأجوج ومأجوج ـ ، وردت في المرة الاولى في الآيات التي نبحثها من سورة ـ الكهف ـ والثانية في سورة الانبياء ، آية ( 96 ). الآيات القرآنية تؤيد بوضوح ان هذين الاسمين هما لقبيلتين همجيتين كانتا تؤذيان سكان المناطق القريبة بهم.
ويقول العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان : انه يستفاد من مجموع ماذكر في التوراة ان مأجوج او يأجوج ومأجوج هم مجموعة او مجاميع كبيرة ، كانت تسكن اقصى نقطة من شمال آسيا ، وهم اناس محاربون يغيرون على الاماكن القريبة منهم ، وانهم كانوا امما حربية معروفة بالمغازي والغارات. (1)
والبعض يعتقد ان هاتبين الكلمتين عبريتين ولكنهما في الاصل انتقلتا من اليونانية الى العبرية ، اذ كانتا تلفظان في اليونانية بـ « كاك » و « ماكاك » ثم انتقلتا على هذا الشكل الى كافة اللغات الاوربية.
وقد وردت اخبار تاريخية مختلفة لحركة هؤلاء الاقوام وهجراتهم منها ، ان منطقة شمال شرقي الارض من نواحي « مغولستان » كانت في الازمنة السابقة كبقية السكان ، وكانت تتكاثر بسرعة ، وبعد ان ازداد عددهم ، اتجهوا نحو الشرق او الغرب ، وسيطروا على هذه الاراضي وسكنوا فيها تدريجيا.
وقد كان آخر مقطع تاريخي لهجومهم في القرن الثاني عشر الميلادي بقيادة « جنكيز خان » حيث هجم شرق البلاد الاسلامية ودمر العديد من المدن ، وفي طليعتها مدينة بغداد ....
ويظهر من هذا ان « يأجوج ومأجوج » هم من هذه القبائل الوحشية حيث طلب اهل القفقاز من ـ كورش ـ عند سفره اليهم ان ينقذهم من هجمات هذه القبائل الوحشية ، كما طلب قوم ذي القرنين منه ان يجعلوا له خرجا على ان ينجيهم من يأجوج ومأجوج ـ ويجعل فيما بينهم سدا ، فاجابهم الى بناء السد وابى ان يقبل خرجهم ، وانما طلب منهم ان يعينوه بقوة ....
________________________________________
1 ـ تفسير الميزان : ج 13 ص 379.