المشيئة ـ القضاء والقدر
المناالمناضرة الاولىظرةالاولى
مناظرة أمير المؤمنين عليه السلام مع رجل قَدَري في المشيئةروى ابن عساكر ـ بسنده ـ عن الحرث ، قال : جاء رجلٌ إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر ؟
قال عليه السلام : طريق مظلم لا تسلكه !!
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر ؟
قال عليه السلام : بحر عميق لا تلجه.
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر ؟
قال عليه السلام : سرالله قد خفي عليك فلا تلجه.
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر ؟
قال عليه السلام : سرّالله قد خفي عليك فلا تفشه.
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر؟
قال عليه السلام : أيّها السائل إذاً الله خلقك لما شاء أو لما شئت؟
قال : بل لما شاء.
قال : فيستعملك كما شاء أو كما شِئْت؟
قال: بل كما شاء.
قال عليه السلام : فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت ؟
قال : بل كما شاء.
قال عليه السلام : أيّها السائل ألست تسأل ربّك العافية ؟
قال : نعم.
قال عليه السلام : فمن أي شيء تسأله العافية ، أمِن البلاء الذي ابتلاك به غيره؟
قال : من البلاء الذي ابتلاني به.
قال عليه السلام : أيّها السائل تقول : لا حول ولا قوّة إلاّ بمن؟
قال : إلاّ بـالله العلي العظيم.
قال عليه السلام : أفتعلم ما تفسيرها ؟
قال : تعلّمني ممّا علّمك الله ياأمير المؤمنين ؟
قال عليه السلام : إنّ تفسيرها ، لا تقدرعلى طاعة الله، ولا يكون له قوّةٌ في معصية فيالاَمرين جميعاً إلاّ بالله.
أيّها السائل ألك مع الله مشيئة(1)أو فوق الله مشيئة ، أو دون الله مشيئة ؟ فإن قلت ، إنّ لك دون الله مشيئة فقد اكتفيتبها عن مشيئة الله، وإن زعمت أنّ لك فوق الله مشيئة فقد ادّعيت أنّ قوّتك ومشيئتك غالبتان على قوّة الله ومشيئته ، وإن زعمت أنّ لك مع الله مشيئة فقد ادّعيت مع الله شركاً في مشيئته.
أيّها السائل إنّ الله يشجّ ويداوي ، فمنه الداء ومنه الدواء(2)،أعقلت عن الله أمره.
قال : نعم.
قال علي عليه السلام : الآن أسلم أخوكم ، فقوموا فصافحوه.
ثمّ قال علي عليه السلام : لو أن عندي رجلاً من القدرية لاَخذت برقبته ثمّ لا أزال أجأها حتى أقطعها ، فإنّهم يهود هذه الاُمّة ونصاراها ومجوسها.(3)
____________
(1) أي ليس للعبد مشيئة مستقلة دون مشيئة الله تعالى ، قال تعالى : ( وَمَا تَشاؤن إلاّ أن يَشاءالله إنّا لله كان عليماً حكيماً).
(2) قال تعالى : ( وإن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلاّ هو).
(3) ترجمةالاِمام علي بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج 3 ص 285 ـ 286 ، ح 1307 ، العقد الفريد للاَندلسي : ج 2 ص 218 ـ 219 ، دستور معالم الحِكَمْ من كلام أمير المؤمنين عليه السلام للقضاعي : ص 107 ـ 109 ، تذكرة الخواص لابن الجوزي : ص 144 ، بتفاوت.
المناالمناضرة الاولىظرةالاولى
مناظرة أمير المؤمنين عليه السلام مع رجل قَدَري في المشيئةروى ابن عساكر ـ بسنده ـ عن الحرث ، قال : جاء رجلٌ إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر ؟
قال عليه السلام : طريق مظلم لا تسلكه !!
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر ؟
قال عليه السلام : بحر عميق لا تلجه.
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر ؟
قال عليه السلام : سرالله قد خفي عليك فلا تلجه.
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر ؟
قال عليه السلام : سرّالله قد خفي عليك فلا تفشه.
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القَدَر؟
قال عليه السلام : أيّها السائل إذاً الله خلقك لما شاء أو لما شئت؟
قال : بل لما شاء.
قال : فيستعملك كما شاء أو كما شِئْت؟
قال: بل كما شاء.
قال عليه السلام : فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت ؟
قال : بل كما شاء.
قال عليه السلام : أيّها السائل ألست تسأل ربّك العافية ؟
قال : نعم.
قال عليه السلام : فمن أي شيء تسأله العافية ، أمِن البلاء الذي ابتلاك به غيره؟
قال : من البلاء الذي ابتلاني به.
قال عليه السلام : أيّها السائل تقول : لا حول ولا قوّة إلاّ بمن؟
قال : إلاّ بـالله العلي العظيم.
قال عليه السلام : أفتعلم ما تفسيرها ؟
قال : تعلّمني ممّا علّمك الله ياأمير المؤمنين ؟
قال عليه السلام : إنّ تفسيرها ، لا تقدرعلى طاعة الله، ولا يكون له قوّةٌ في معصية فيالاَمرين جميعاً إلاّ بالله.
أيّها السائل ألك مع الله مشيئة(1)أو فوق الله مشيئة ، أو دون الله مشيئة ؟ فإن قلت ، إنّ لك دون الله مشيئة فقد اكتفيتبها عن مشيئة الله، وإن زعمت أنّ لك فوق الله مشيئة فقد ادّعيت أنّ قوّتك ومشيئتك غالبتان على قوّة الله ومشيئته ، وإن زعمت أنّ لك مع الله مشيئة فقد ادّعيت مع الله شركاً في مشيئته.
أيّها السائل إنّ الله يشجّ ويداوي ، فمنه الداء ومنه الدواء(2)،أعقلت عن الله أمره.
قال : نعم.
قال علي عليه السلام : الآن أسلم أخوكم ، فقوموا فصافحوه.
ثمّ قال علي عليه السلام : لو أن عندي رجلاً من القدرية لاَخذت برقبته ثمّ لا أزال أجأها حتى أقطعها ، فإنّهم يهود هذه الاُمّة ونصاراها ومجوسها.(3)
____________
(1) أي ليس للعبد مشيئة مستقلة دون مشيئة الله تعالى ، قال تعالى : ( وَمَا تَشاؤن إلاّ أن يَشاءالله إنّا لله كان عليماً حكيماً).
(2) قال تعالى : ( وإن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلاّ هو).
(3) ترجمةالاِمام علي بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج 3 ص 285 ـ 286 ، ح 1307 ، العقد الفريد للاَندلسي : ج 2 ص 218 ـ 219 ، دستور معالم الحِكَمْ من كلام أمير المؤمنين عليه السلام للقضاعي : ص 107 ـ 109 ، تذكرة الخواص لابن الجوزي : ص 144 ، بتفاوت.