(العلائم الفارقة بين الالهام و الوسوسة)
من تمكن من معرفة الخير و الشر سهل عليه التفرقة بين الالهام و الوسوسة و قد قيل الهام الملك و وسوسة الشيطان يقع في النفوس على وجوه و علامات:
(احدها) كالعلم و اليقين الحاصلين من جانبيمين النفس و تقابله الشهوة و الهوى الحاصلان من جانب شمالها. (و ثانيها) كالنظر الى آيات الآفاق و الانفس على سبيل النظام و الاحكام المزيل للشكوك و الاوهام، و المحصل للمعرفة و الحكمة في القوة العاقلة هي جانب الايمن من النفس و يقابله النظر اليها على سبيل الاشتباه و الغفلة و الاعراض عنها، الناشئة منها الشبه و الوساوس في الواهمة و المتخيلة التي على الجانب الايسر منها، فان الآيات المحكمات بمنزلة الملائكة المقدسة من العقول و النفوس الكلية، لانها مبادىء العلوم اليقينية، و المتشابهات الوهميات بمنزلة الشياطين و النفوس الوهمانية، لانها مبادىء المقدمات السفسطية. (و ثالثها) كطاعة الرسول المختار و الائمة الاطهار في مقابلة اهل الجحود و الانكار و ارباب التعطيل و التشبيه من الكفار. فكل من سلك سبيل الهداية فهو بمنزلة الملائكة المقدسين الملهمين للخير، و من سلك سبيل الضلال فهو بمنزلة الشياطين المغوين بالشرور. «و رابعها»كتحصيل العلوم و الادراكات التي هي في الموضوعات العالية و الاعيان الشريفة كالعلم بالله و ملائكته و رسله، و اليوم الآخر، و البعث، و قيام الساعة، و مثول الخلائق بين يدى الله تعالى، و حضور الملائكة و النبيين و الشهداء و الصالحين، في مقابلة تحصيل العلوم و الادراكات التي هي من باب الحيل و الخديعة و السفسطة، و التامل في امور الدنيا الغير الخارجة عن دار المحسوسات، فان الاول يشبه الملائكة الروحانية و جنود الرحمن الذين هم سكان عالم الملكوت السماوي، و الثاني يشبه الا بالسة المطرودة عن باب الله، الممنوعة من ولوج السماوات، المحبوسة في الظلمات، المحرومة في الدنيا عن الارتقاء، و المحجوبة في الآخرة عن دار النعيم.
اللهم ارنا الحق حقا فنتبعة والباطل باطل فنجتنبه اللهم ثبت قلوبنا على دينك بحق محمد وال محمد
من تمكن من معرفة الخير و الشر سهل عليه التفرقة بين الالهام و الوسوسة و قد قيل الهام الملك و وسوسة الشيطان يقع في النفوس على وجوه و علامات:
(احدها) كالعلم و اليقين الحاصلين من جانبيمين النفس و تقابله الشهوة و الهوى الحاصلان من جانب شمالها. (و ثانيها) كالنظر الى آيات الآفاق و الانفس على سبيل النظام و الاحكام المزيل للشكوك و الاوهام، و المحصل للمعرفة و الحكمة في القوة العاقلة هي جانب الايمن من النفس و يقابله النظر اليها على سبيل الاشتباه و الغفلة و الاعراض عنها، الناشئة منها الشبه و الوساوس في الواهمة و المتخيلة التي على الجانب الايسر منها، فان الآيات المحكمات بمنزلة الملائكة المقدسة من العقول و النفوس الكلية، لانها مبادىء العلوم اليقينية، و المتشابهات الوهميات بمنزلة الشياطين و النفوس الوهمانية، لانها مبادىء المقدمات السفسطية. (و ثالثها) كطاعة الرسول المختار و الائمة الاطهار في مقابلة اهل الجحود و الانكار و ارباب التعطيل و التشبيه من الكفار. فكل من سلك سبيل الهداية فهو بمنزلة الملائكة المقدسين الملهمين للخير، و من سلك سبيل الضلال فهو بمنزلة الشياطين المغوين بالشرور. «و رابعها»كتحصيل العلوم و الادراكات التي هي في الموضوعات العالية و الاعيان الشريفة كالعلم بالله و ملائكته و رسله، و اليوم الآخر، و البعث، و قيام الساعة، و مثول الخلائق بين يدى الله تعالى، و حضور الملائكة و النبيين و الشهداء و الصالحين، في مقابلة تحصيل العلوم و الادراكات التي هي من باب الحيل و الخديعة و السفسطة، و التامل في امور الدنيا الغير الخارجة عن دار المحسوسات، فان الاول يشبه الملائكة الروحانية و جنود الرحمن الذين هم سكان عالم الملكوت السماوي، و الثاني يشبه الا بالسة المطرودة عن باب الله، الممنوعة من ولوج السماوات، المحبوسة في الظلمات، المحرومة في الدنيا عن الارتقاء، و المحجوبة في الآخرة عن دار النعيم.
اللهم ارنا الحق حقا فنتبعة والباطل باطل فنجتنبه اللهم ثبت قلوبنا على دينك بحق محمد وال محمد