السيّد محمّد جمال الهاشميّ
لِـذِكراك يـضطربُ الـمِنبرُ |
ويـبكي لـتاريخِك الـمِزبَرُ | |
أبـا جـعفرٍ يـا سليلَ النجوم | بها الـحقُّ مـنكشِفٌ نَـيّرُ | |
ويـا أمـلَ الـدين سارت إليه |
مواكـبهُ وهــي تَـستَبشِرُ | |
وهـل أنـت إلاّ الإمـامُ الذي |
بـألطافهِ حَـقـلُنا مُـزهِـرُ | |
بـغـير ولائــكَ لا تـعتلي | صـلاةٌ.. ولا عَـمَلٌ يُـؤجَرُ | |
فـمَن فـاز فـي حـبّهِ مؤمنٌ | ومَن شـذّ عـن حـبّهِ يكفرُ | |
لأنّـك جَـسَّدتَ ديـنَ النبيّ | بسَيرٍ بـه الـفكرُ يَـستَبصرُ | |
وأنّـك عـبّدتَ نـهجاً عليه | يُـسيّر مـوكبَهُ « جـعفرُ » | |
وأنــت حـقـيقةُ إيـماننا | وفـيك انـطوى سِرُّنا المضمرُ | |
وأنـت شـفيع الورى يومَ لا | شفـيعٌ ولا عـمـلٌ يُـثمِرُ | |
فَـدَيتُك مِن صامدٍ في الخُطوب | يُـقاسي مِـن الصبر ما يُوقِرُ | |
يـرى الشمسَ يَكسِف أنوارَها | ضَـبابٌ عـلى أُفـقها يُـنشَرُ | |
ويُـبصر أحـكامَ دِيـنِ النبيّ | يُغـيّرها الـجَـشِعُ الـمُنكِرُ | |
فـجاهَدتَ عـصرَك في منهجٍ | به قـد صـفا أُفْـقُه الأكدَرُ | |
تُـحدِّثُ أصـحابَك الأكرمين | بمـا قـاله جَـدُّك الأطـهرُ | |
فـتَنشُر في الجوّ نورَ الصباح | بلـيلٍ مَـخـاوِفُه تُـذعِـرُ | |
وتَـنُثُر مِـن بَـذرِ حقل الحياة | بقـاحلةٍ مـاؤُهـا مُـمـقِرُ | |
رَمَـيتَ الـقشورَ لـمَن رامها | ضَـلالاً.. وكـان لك الجوهرُ | |
وحـاربَكَ الـظلمُ خـوفاً على | مَـتاعٍ هـو الـعارُ، لو يَشعُرُ! | |
عَـبَرتَ الـعُبابَ، وأمـواجُهُ | تـثـورُ فـتُغرِقُ مَـن يَـعبُرُ | |
فَـدَيتُك من صامدٍ في الخطوب | وقـد ثـار طُـوفانُها يَـهدرُ | |
فـفي كـربلاءَ رأيتَ الحسين | وحـيـداً يُـحـاربُهُ الـعسكرُ | |
ونِـسـوتُـه ثُـكَّـلٌ ذُعَّـرٌ | وأصـحـابُه جُــدَّلٌ جُـزَّرُ | |
وسِرتَ مع الركب ركبِ الإسار | بـك الـنِّيبُ في سَيرها تعثرُ |