بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
إنه العشق في الله والجنون الذي فيه كمال العقل وبه تمام الإيمان ، أصيبوا به رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في ذلك العالم المسمى بعالم الذر ، فكان لهم ذلك ببصيرة لا عن هوى ولا لدنيا ، بل وفاءاً بوعدٍ الذي قطعوه على أنفسهم بأن يكونوا من أنصار الحق وأهله ، فاختاروا الطريق المعبد ليختصروا المسافة ليصلوا به إلى مرضاة الله ، ويستقروا في رحمة الله ويتقلبوا في نعيم جنانه ، فركبوا على اسم الله سفينة النجاة وطافوا أمواج الحياة العاتية ليختموا بها أعمارهم بالشهادة الطيبة مع سبط رسول الله وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، متعهدين له بأن يكونوا له خير صحب وأنصار ، وقد أثبتوا ذلك في يوم عاشوراء حينما انطلق أول سهم من ليفتك بسليل الهدى وإمام الحق ومصباح الدجى والهادي من الضلال ، فحملوا الأرواح على الأكف وخلعوا زينة الدنيا ليحملوا وببسالة على ذلك الجيش الباغي يقاتلون قتال المستميت ويتعشقون للموت فداءاً لولي الله .. فيهم الصغير الذي لم يبلغ لحلم والكبير الطاعن في السن وفيهم الشباب الكل منهم يتمنى أن يُقتل ثم يُحرق ثم يُذر في الهواء ويُنشر ويعود للحياة ليُفعل به ذلك الفعل سبعين مرة ويبقى الحسين سالماً دون مساس ، طفلهم يرتجز باسم الحسين وشيخهم يرتجز بفدائه للحسين والشباب يرتجز بالدفاع عن الحسين ، وحتى المرأة العجوز في كربلاء قد ارتجزت قائلة
أنا عجوزٌ في النساء .. ضعيفة خاوية بالية نحيفة
أضربكم بضربة عنيفة .. دون بني فاطمة الشريفة
نعم لقد رسموا على رمال كربلاء بدمائهم الزكية زينة الجهاد لتبقى تُشرق لتضيء للأحرار دروب الخير ليهتدوا بها إلى التهيؤ لمحاربة الطغاة مسطرةً لهم الخطوط العريضة للكيفية التي بها يسعدوا بنصرة المستضفين بصدق النية وقوة الإيمان ، واضعة الخطة المحكمة التي بها يتمكن المؤمنون من الأخذ بثارات غريب كربلاء مع حفيده قائم آل محمد الإمام المنتظرعجل الله فرجه الشريف بصرخة تُرعب المتجبرين والمفسدين .. تبقى تدوي في سماء المجد بحروف النور محتواها هيات منا الذلة بشعارٍ واحد مرسوم على راية العزة يحوي كلمات الأخذ بالثأر من كل ظالم يعمل على إبادة دين الله وإفساد الحياة بجور وقتل وتجبر وتسلط كما فعل ذلك السفاح بدين الله وانتهاك حرم رسول الله وقتل ولي الله بأبشع مايكون القتل ، ليلقى السائرون على نهج يزيد على أيدي المؤمنين وبقيادة إمام الحق والمُظهر لدولة العدل الهلاك ويخلد في عذاب لله في دركات النيران ..
إن الطريق الذي رسموه لنا أنصار الإمام الحسين عليه السلام يحوي الصبر والتجلد والهيام في دين الله وولي أمر الله والدفاع عنه بالنفس والنفيس من دون خوف ولا وجل ، لنكون كما هم خيرصحب لإمام زماننا نفديه بأرواحنا لنكون بذلك معينين له على إقامة دولة الحق الإلهي على ربوع الكون.