بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
نعيش هذه الايام الحزينة ذكرى جرح سيدنا ومولانا سيد الوصيين وامير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام هذه الايام التي تهدمت فيها اركان الله وانطمس تفيها اعلام التقى حيث قتل فيها ابن عم المصطفى ذلك الرجل العظيم الذي افتقدته الانسانية جمعاء .
تاريخ جرحه عليه السلام
في19من شهر رمضان جرح امامنا صلوات الله وسلامه عليه سنة40 للهجرة في محراب صلاته
النبي صلى الله عليه واله يخبرعليا عليه السلام بشهادته
إلى أبي سنان الدؤلي أنه عاد عليا في شكوى اشتكاها قال:فقلت له: تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكني والله ما تخوفت على نفسي، لاني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله الصادق المصدق يقول: إنك ستضرب ضربة ههنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى يخضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاهاكما كان عاقر الناقة أشقى ثمود.1)
**وفي اخر خطبته صلى اله عليه واله في فضل شهر رمضان قال امير المؤمنين صلوات الله عليه : فقمت وقلت : يارسول الله ! ما أفضل الأعمال فيهذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن ! أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللهعز وجل ، ثم بكى ، فقلت : يارسول الله ! ما يبكيك ؟ فقال : يا علي ! لما يستحل منكفي هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، فيضربك ضربة على قرنك تخضب منها لحيتك .قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقلت : يارسول الله ! وذلك فيسلامة من ديني ؟ فقال ( عليه السلام ) : في سلامة من دينك .2)
الامام عليه السلام يُخبر عن رحيله
**وروى ان أمير المؤمنين " عليه السلام " جمع الناس للبيعة ، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادى لعنه الله فرده مرتين أو ثلاثا ،ثم بايعه وقال عند بيعته له : ما يحبس اشقاها فو الذى نفسى بيده لتخضبن هذه من هذا ، ووضع يده على لحيته ورأسه " عليه السلام " ، فلما ادبر ابن ملجم لعنه الله منصرفا قال عليه السلام :اشدد حيازيمك للموت فان الموت لاقيكا * ولاتجزع من الموت إذا حل بواديكا3)
**وروى أن ابن ملجم المرادى لعنه الله أتى أمير المؤمنين" عليه السلام " يبايعه فيمن بايعه ثم ادبر عنه فدعاه أمير المؤمنين" عليه السلام " فتوثق منه ، وتوكد عليه ان لا يغدر ولا ينكث ففعل فقال ابن ملجم : والله يا أمير المؤمنين ما رأيتك فعلت هذا بأحد غيرى فقال " عليه السلام "اريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مرادى امض يا بن ملجم فوالله ما أرى ان تفى بما قلت .4)
**عن عمرو بن الحمق قال: دخلت على علي عليه السلام حين ضرب ضربة بالكوفة فقلت: ليس عليك: بأس إنما هو خدش قال لعمري إني لمفارقكم، ثمقال: إلى السبعين بلاء - قالها ثلاثا - قلت: فهل بعد البلاء رخاء ؟ فلم يجبنيوأغمي عليه، فبكت ام كلثوم، فلما أفاق قال: لا تؤذيني يا ام كلثوم، فإنك لو ترينما أرى [لم تبك] إن الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيون يقولون:انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه...،5)
**في خبر اليهودي الذي سأل أمير المؤمنين عليه السلامعما فيه من خصال الاوصياء: قال عليه السلام: قد وفيت سبعا وسبعا يا أخا اليهودو بقيت الاخرى واوشك بها، فكأن قد، فبكى أصحاب علي عليه السلام وبكى رأس اليهودوقالوا: يا أمير المؤمنين أخبرنا بالاخرى، فقال: الاخرى أن تخضب هذه - وأومأ بيده إلى لحيته - من هذه - وأومأ بيده إلى هامته - قال: وارتفعت أصوات الناس في المسجدالجامع بالضجة والبكاء، حتى لم يبق بالكوفة دار إلا خرج أهلها فزعا، وأسلم رأس اليهود على يدي علي عليه السلام من ساعته، ولم يزل مقيما حتى قتل أمير المؤمنين عليه السلام واخذ ابن ملجم لعنه الله، فأقبل رأس اليهود حتى وقف على الحسن عليه السلام والناس حوله وابن ملجم لعنه الله بين يديه، فقال له: يا أبا محمد اقتله قتله الله، فإني رأيت في الكتب التي انزلت على موسى عليه السلام أن هذا أعظم عندالله عزوجل جرما من ابن آدم قاتل أخيه، ومن الغدار عاقر ناقة ثمود. 6)
ولتمضي مقادير الله عز وجل
**عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: إن أمير المؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه وقوله لما سمع صياح الاوز في الدار: " صوائح تتبعها نوائح " وقول ام كلثوم:" لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلي بالناس " فأبى عليها وكثردخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح، وقد عرف عليه السلام أن ابن ملجم قاتله بالسيف كان هذا مما لم يجز تعرضه ؟ ! فقال: ذلك كان ولكنه خير تلك (5) الليلة لتمضي مقادير الله عزوجل.7)
وصيته لولده الحسن عليهما السلام
**عن الفجبع العقيلي قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي فقال: هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أخو محمد رسول الله صلى الله عليه واله وابن عمه وصاحبه أول وصيتي أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله وخيرته، اختاره بعلمه وارتضاه لخيرته، وأن الله باعث من في القبور، وسائل الناس عن أعمالهم، عالم بما في الصدور، ثم إني اوصيك يا حسن - وكفى بك وصيا - بما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه واله فإذا كان ذلك يا بني الزم بيتك، وابك على خطيئتك، ولا تكن الدنيا أكبر همك، واوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلها، والصمت
عند الشبهة، والاقتصاد، والعدل في الرضى والغضب، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحب المساكين ومجالستهم والتواضع فإنه من أفضل العبادة، وقصر الامل واذكر الموت، وازهد في الدنيا فإنك رهين موت وغرض بلاء وطريح سقم، واوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيتك، وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل، وإذا عرض شئ من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شئ من أمر الدنيا فتأنه حتى تصيب رشدك فيه، وإياك و مواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإن قرين السوء يغر جليسه، وكن لله يا بني عاملا، وعن الخنى زجورا، وبالمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا وواخ الاخوان في الله، وأحب الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك وابغضه بقلبك، وزايله بأعمالك لئلا تكون مثله، وإياك والجلوس في الطرقات، ودع الممارات ومجارات من لا عقل له ولا علم، واقتصد يا بني في معيشتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالامر الدائم الذي تطيقه، والزم الصمت تسلم، وقدم لنفسك تغنم، وتعلم الخير تعلم، وكن لله ذاكرا على كل حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقر منهم الكبير، ولا تأكلن طعاما حتى تصدق منه قبل أكله، وعليك بالصوم فإنه زكاة البدن وجنة لاهله. وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوك، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء فإني لم آلك يا بني نصحا وهذا فراق بيني وبينك، واوصيك بأخيك محمد خيرا، فإنه شقيقك وابن أبيك وقد تعلم حبي له، وأما أخوك الحسين فهو ابن امك، ولا اريد الوصاة بذلك والله الخليفة عليكم، وإياه أسأل أن يصلحكم، وأن يكف الطغاة البغاة عنكم،
والصبر الصبر حتى ينزل الله الامر، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-بحار الانوار / جزء 42 / صفحة [193]
2-بشارة المصطفى ( صلى الله عليه وآله )
3-بحار الانوار / جزء 42 / صفحة [192]
4-روضة الواعظين
5-بحار الانوار / جزء 42 / صفحة [223]
6-بحار الانوار /جزء 42 / صفحة [191]و192
7-بحار الانوار / جزء 42 / صفحة [246]
8-بحار الانوار / جزء 42 / صفحة [202]و203و204