الإمام علي والامام المَهدي (عليهما السلام ) وجهان لحقيقة واحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين المظلومين الاطهار
إنَّ مقولة الإمام علي :عليه السلام:
.
ولكن لِنَردَّ المَعالمَ مِن دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك:
قد إختزَلَتْ في ذاتها فلسفة قيام الدولة العادلة في بناء الإنسان والمجتمع وفق معايير ومَعالم الدين الحق وتطبيقات الإصلاح الشاملة.
وهذا ما سيُحققه الإمام المهدي:عليه السلام: تطبيقاً في الأرض قاطبة بإذن الله تعالى وتسديده .
إذ أنَّ الجامعَ المُشتَرك بين المعصومين :عليهم السلام:
هدفاً ونتيجةً
.
هو إحياء معالم الدين الإسلامي الحق
وإظهار الإصلاح الإطلاقي في البلاد عامة.
لذا أُوكِلَتْ هذه المَهمة الكبيرة إلى الإمام المهدي
عليه السلام بصورة نهائيّة وكليَّةً في هدفها الحق وأنه
عليه السلام: هو الذي يَملأ الأرضَ قسطاً وعدلا كما مُلِئَتْ جورا وظلما:
الهداية :الصدوق :ص40.
وإذا طالعنا السيرة والتأريخ نجد أنَّ
الإمام علي :عليه السلام:
عندما مسكَ بزمام الأمر في وقت حكومته
قد عَمِلَ جاهداً على بث الوعي في عموم المسلمين
وأكّدّ على أنّ تصدره لقيادة الأمة الفعلية
إنَّما ينطلق من الباعث الإيجابي والشرعي والإصلاحي
للعمل على إعادة بناء الهيكلة الصحيحة للإنسان والدولة والمجتمع.
كون الفساد والإنحراف قد دمّر كل شيء من قَبل
فلم تصله الحكومة إلاّ عرجاء شوهاء مكشوفة السوأة.
وهنا يضعُ الإمام عليٌ :عليه السلام: قوله الشريف:
نموذجا في قيادة الدولة ومهمتها في التغيير والإصلاح للواقع على الأرض.
فيقول:
أللّهم إنَّكَ تَعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ولا إلتماس شيء من فضول الطعام
ولكن لنردَ المعالم من دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك
فيأمن المظلومون من عبادك وتُقام المُعطلة من حدودك:
إنظر :الكتاب :131 :نهج البلاغة.
وهذا المضمون ذاته قد جاء في فقرات دعاء الندبة
مِنهاجا وفكرا مُؤسساً لإعتقاد حقٍ يُراد تطبيقه مُستقبلا على يد الإمام المهدي:عليه السلام:
:أين المُنتَظَر لإقامة الأمَت:المُنخفض من الأشياء: والعوج
أين المُرتجى لإزالة الجور والعدوان
أين المُدَّخَر لتجديد الفرائض والسنن
أين المُتخيَّر لإعادة الملة والشريعة
أين المُؤمَّل لإحياء الكتاب وحدوده
أين مُحيي مَعالم الدين وأهله :
إقبال الأعمال :السيد ابن طاووس :ج1:509.
لذا كانت من أولى مهمات الإمام علي :عليه السلام:
أن يزيل صور الإنحراف التي طرأتْ على الحياة الإسلامية
في وقت الخلفاء الثلاثة
وأن يعود بالأمة إلى أصالة المنهج الإلهي
إذ طرحَ مشروعه القويم وهو اصلاح السياسة الراهنة في وقته
واصلاح الوضع الاقتصادي وبناء دولة العدالة والمساواة والنزاهة والأخلاق.
فكان :عليه السلام:
يسعى مثابرا وجادا في بناء الأمة بناءاً واعيا وعلميّا
في شتى مجالات الحياة الإنسانية
فهذه أطروحاته ومقولاته المقدسة في نهج البلاغة
تؤكد على عصمة وعيّه الثاقب وسداد فهمه للقرآن الكريم
في ضرورة التغيير للإنسان والدولة والمجتمع
وتثبيتْ أساس العدل والحق في الأرض .
وهو القائلُ:عليه السلام:
: والله لو أُعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها
على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة
ما فعلتُ
وإنَّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها
ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى .
نعوذ بالله من سبات العقل
وقبح الزلل وبه نستعين:
:نهج البلاغة:ج2:ص218.
ولكن حالتْ مؤامرات المنافقين والناكثين والقاسطين والمارقين دون ذلك
فإنشغل عن طموحاته الراقية بهذه المشاكل الخطيرة التي حلّتْ بالمسلمين
والتي راح :عليه السلام: ضحيتها غدرا وعدوانا .
وأخيرا بقتْ حكومة وعدالة وقيادة الإمام علي:عليه السلام:
حكومة وعدالة وقيادةً تُصنّف في الدرجة الأولى في الرتبة الحضارية في المسيرة الإنسانية .
وأصبحتْ نموذجا يُمكن بل يجب الأخذ من منهاجه
في صورة بناء الإنسان والدولة والمجتمع البشري.
مهما تغيَّر الزمان وتبدّل وضع الإنسان .
فالقيم والحقائق لاتتبدل أبدا بل تبقى عامرة في الميدان
فلا يمكن الإستغناء عنها حياتياً.
وهذا ما سيتجلى فعلاً في دولة العدل الإلهيَّة المُرتقَبة التحقق والقيام على يد الإمام المهدي:عليه السلام:
فسلامٌ على الإمام علي امير المؤمنين في العالمين وعلى ولده الامام المنتظرناصرالمظلومين ورحمة الله للناس اجمعين
ورحمة الله وبركاته
المصدر: كتاب المهدي قادم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين المظلومين الاطهار
إنَّ مقولة الإمام علي :عليه السلام:
.
ولكن لِنَردَّ المَعالمَ مِن دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك:
قد إختزَلَتْ في ذاتها فلسفة قيام الدولة العادلة في بناء الإنسان والمجتمع وفق معايير ومَعالم الدين الحق وتطبيقات الإصلاح الشاملة.
وهذا ما سيُحققه الإمام المهدي:عليه السلام: تطبيقاً في الأرض قاطبة بإذن الله تعالى وتسديده .
إذ أنَّ الجامعَ المُشتَرك بين المعصومين :عليهم السلام:
هدفاً ونتيجةً
.
هو إحياء معالم الدين الإسلامي الحق
وإظهار الإصلاح الإطلاقي في البلاد عامة.
لذا أُوكِلَتْ هذه المَهمة الكبيرة إلى الإمام المهدي
عليه السلام بصورة نهائيّة وكليَّةً في هدفها الحق وأنه
عليه السلام: هو الذي يَملأ الأرضَ قسطاً وعدلا كما مُلِئَتْ جورا وظلما:
الهداية :الصدوق :ص40.
وإذا طالعنا السيرة والتأريخ نجد أنَّ
الإمام علي :عليه السلام:
عندما مسكَ بزمام الأمر في وقت حكومته
قد عَمِلَ جاهداً على بث الوعي في عموم المسلمين
وأكّدّ على أنّ تصدره لقيادة الأمة الفعلية
إنَّما ينطلق من الباعث الإيجابي والشرعي والإصلاحي
للعمل على إعادة بناء الهيكلة الصحيحة للإنسان والدولة والمجتمع.
كون الفساد والإنحراف قد دمّر كل شيء من قَبل
فلم تصله الحكومة إلاّ عرجاء شوهاء مكشوفة السوأة.
وهنا يضعُ الإمام عليٌ :عليه السلام: قوله الشريف:
نموذجا في قيادة الدولة ومهمتها في التغيير والإصلاح للواقع على الأرض.
فيقول:
أللّهم إنَّكَ تَعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ولا إلتماس شيء من فضول الطعام
ولكن لنردَ المعالم من دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك
فيأمن المظلومون من عبادك وتُقام المُعطلة من حدودك:
إنظر :الكتاب :131 :نهج البلاغة.
وهذا المضمون ذاته قد جاء في فقرات دعاء الندبة
مِنهاجا وفكرا مُؤسساً لإعتقاد حقٍ يُراد تطبيقه مُستقبلا على يد الإمام المهدي:عليه السلام:
:أين المُنتَظَر لإقامة الأمَت:المُنخفض من الأشياء: والعوج
أين المُرتجى لإزالة الجور والعدوان
أين المُدَّخَر لتجديد الفرائض والسنن
أين المُتخيَّر لإعادة الملة والشريعة
أين المُؤمَّل لإحياء الكتاب وحدوده
أين مُحيي مَعالم الدين وأهله :
إقبال الأعمال :السيد ابن طاووس :ج1:509.
لذا كانت من أولى مهمات الإمام علي :عليه السلام:
أن يزيل صور الإنحراف التي طرأتْ على الحياة الإسلامية
في وقت الخلفاء الثلاثة
وأن يعود بالأمة إلى أصالة المنهج الإلهي
إذ طرحَ مشروعه القويم وهو اصلاح السياسة الراهنة في وقته
واصلاح الوضع الاقتصادي وبناء دولة العدالة والمساواة والنزاهة والأخلاق.
فكان :عليه السلام:
يسعى مثابرا وجادا في بناء الأمة بناءاً واعيا وعلميّا
في شتى مجالات الحياة الإنسانية
فهذه أطروحاته ومقولاته المقدسة في نهج البلاغة
تؤكد على عصمة وعيّه الثاقب وسداد فهمه للقرآن الكريم
في ضرورة التغيير للإنسان والدولة والمجتمع
وتثبيتْ أساس العدل والحق في الأرض .
وهو القائلُ:عليه السلام:
: والله لو أُعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها
على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة
ما فعلتُ
وإنَّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها
ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى .
نعوذ بالله من سبات العقل
وقبح الزلل وبه نستعين:
:نهج البلاغة:ج2:ص218.
ولكن حالتْ مؤامرات المنافقين والناكثين والقاسطين والمارقين دون ذلك
فإنشغل عن طموحاته الراقية بهذه المشاكل الخطيرة التي حلّتْ بالمسلمين
والتي راح :عليه السلام: ضحيتها غدرا وعدوانا .
وأخيرا بقتْ حكومة وعدالة وقيادة الإمام علي:عليه السلام:
حكومة وعدالة وقيادةً تُصنّف في الدرجة الأولى في الرتبة الحضارية في المسيرة الإنسانية .
وأصبحتْ نموذجا يُمكن بل يجب الأخذ من منهاجه
في صورة بناء الإنسان والدولة والمجتمع البشري.
مهما تغيَّر الزمان وتبدّل وضع الإنسان .
فالقيم والحقائق لاتتبدل أبدا بل تبقى عامرة في الميدان
فلا يمكن الإستغناء عنها حياتياً.
وهذا ما سيتجلى فعلاً في دولة العدل الإلهيَّة المُرتقَبة التحقق والقيام على يد الإمام المهدي:عليه السلام:
فسلامٌ على الإمام علي امير المؤمنين في العالمين وعلى ولده الامام المنتظرناصرالمظلومين ورحمة الله للناس اجمعين
ورحمة الله وبركاته
المصدر: كتاب المهدي قادم