بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
علي جدعان
* * *
اللهم صل على محمد وآل محمد
علي جدعان
إنـي بَنيـتُ مـنـاهـجـاً وفصـولا |
للـحـب والـعُـشّـاق جيـلاً جـيـلا |
|
جـمّعـتُ أسـرارَ الـهـوى وحَفِظتُها |
وشَرَحتُـهـا.. فـصّلتُـهـا تفـصيـلا |
|
لــم أُبـقِ نـادرةً بـهـا أو قـصـةً |
حتـى جـمـعتُ إلى الفـروع أصولا |
|
فالـعـاشقـون عـلـى يـديّ تعلّـموا |
قـصصَ الهـوى منذ العصور الأولـى |
|
فـجـمـيلُ لـيـلى أونـزار تتـلمـذوا |
عـنـدي فـحـازوا رتـبـةً وقـبـولا |
|
لكـنهم لـم يعـشـقـوا كحبـيـبـتـي |
كـلاّ ولا عـرفـوا الهـوى المسـؤولا |
|
فتـحلّقــوا حـولي أُديـرُ عـليهـمو |
كــأسَ الـهـوى فـتعـلّلوا تـعليـلا |
|
وتـمـايـلـوا لـمّـا قـرأتُ قصيـدتي |
والـحـبُّ بـيـن الـعـاشقـين رسولا |
|
سـجــدوا يـلـفّـهـمُ الـخشـوعُ |
محـةً لـمّا قـرأتُ عن البتـول فصولا |
|
لـمّـا قــرأتُ عـن الهـوى أنشودتي |
وأخذتُ أغـرسُ فـي السـحاب نخيـلا |
|
وزرعـتُ بـعـضي فـي الولاء قصيدةً |
وسـكبـتُ فـي كـل الـقـفار سيولا |
|
أشـعلتُ مـسـرجـةَ الهـوى بمَخيلتي |
لأُحيلَ أجـنـحـةَ الـظـلام نـخـيـلا |
|
حـتى تَـمسَّــحـتِ المـلائكُ بالسَّـنا |
لتحيك مـن بـعـض السـنـا إكـليـلا |
|
واللـيـلُ يَبـسِمُ والنـجـومُ حـديـقـةٌ |
والشمسُ تـقـبـس من عُـلاكِ فَـتـيلا |
زهراءُ .. أنـتِ إن عَـشِقتُ حبيبتي |
والعمرُ يُصـبح في هواكِ جـميـلا |
|
والحب جَلجَلَ غُـنـوةً مـحمـومةً |
فيـها الـفؤادُ عن اللسـان بـديـلا |
|
قسمـاً بـذكراها وعـطرِ نسيـمِها |
إنـي أرتّــل حُبَّـهـا تـرتـيـلا |
|
سأعلّم العُشّاقَ كيـف هـو الهـوى |
للعـاشقينَ عـلى الـوجودِ دليـلا |
|
ما الحبّ فلسـفةٌ ولا أُطــروحةٌ |
إن الـهـوى لايَقَـبلُ التحلـيـلا |
|
الحب للـزهراء مـحضُ سعـادةٍ |
فـيـنـا تَنـزّلَ حبُّـها تنـزيـلا |
|
حبُّ البـتـولِ عقيـدةٌ جـذريـةٌ |
والله نــوّر أنـفُـسـاً وعقـولا |
|
مهما تعسّـف ظالمـوكِ فإنّــهم |
لـن يُطفئوا للمـصـطفى قنديـلا |
|
هـذي مدينتُـكِ وهـذي شـيـعةٌ |
جَعَلوا بروحكِ روحَـهُم موصولا |
|
صَمَدوا كما نـخلُ المدينة صـامدٌ |
وتـحلّـقوا عند البقـيع طـويـلا |
|
نحن الـولاء بلا اختيـارٍ.. إنـما |
كـان الـولاءُ لليـلنـا قنـديـلا |
|
فحيـاتُـها أنشـودة قـدسـيـةٌ |
وأحاطـها قلـبُ الهـدى تدليـلا |
|
حوريّةٌ ريحُ الجِنـانِ عبيـرُهـا |
فيها السَّـنا القـدسيُّ كان أصيلا |
|
ياطلعةَ الفـردوس ذابَ بروحها |
طــه نبـيـاً والـداً وخلـيـلا |
|
وخديجةُ الإسـلام تـرعى بذرةً |
بفـؤادهـا وتُحيـطـها تقـبيـلا |
|
حتى غَدَت معـزوفـةً عُلـويةً |
يشـدو بها صوتُ السمـاء جليلا |
|
طُهرٌ يُعانقُه الـعفـافُ ورحمـةٌ |
تـزكو مدائنُـها مـدىً وحقـولا |
|
روحٌ من الفـردوس فيه جَمـالهُ |
يـتحيّـرُ العشـاقُ فيـه طويـلا |
|
زهـراءُ أغنـيةٌ يسـافرُ لَحنُـها |
دومـاً بعـالمنا الجمـيل جميـلا |
|
زهراءُ وارثـةُ النبـوةِ والهـدى |
مَـن للبتـول إذا ذكرتُ مثيلا ؟! |
|
زهراءُ.. هل تـدري لماذا قُلتُـها |
لأبـدّد التـعتـيمَ والـتضـليـلا |
|
لأُعيد للـدنـيـا منـابـرَ أحـمدٍ |
فيـها الـكتـابُ مرتَّـلاً ترتيـلا |
|
فيها السمـاءُ تـذوبُ في آمـالنا |
حتى تعـودَ إلى الثـواني الأولى |
|
زهـراءُ أمنيـةٌ لـكل مَطامـحِ |
الـمستضعفينَ مُخلّـصا ودليـلا |
|
حبّي لفـاطمَ أحمـرٌ متـأجّـجٌ |
حـبّـي لهـا لايقبـلُ التـأويلا |
|
إنّي بصَـعقاتِ الحبيب مُكَـهرَبٌ |
وبسـيفِه الحُـلوِ النـديّ قـتيـلا |
|
يُحيي فؤادي مـن هواها نـسمةٌ |
دومـاً فأصـبح بالـهوى مقتـولا |
|
إني سأنقشُ حبَّـها فـي جـبهتي |
سيـفاً سينسـف حاسـداً وعَذولا |
|
الله أعطـاهـا المـلائكَ كـلـها |
خـدماً تتـابع في الهوى جِـبريلا |
|
إمّا تشـرّفَ بعـضُـهم بزيـارةٍ |
صلّى وهـلّل بعـضُـهم تهليـلا |
|
طـه يعلّم والـوصيُّ يَـحوطُـها |
حـباً تـدفّـقَ صـارماً مسـلولا |
|
إنّـي بحبّكِ يابـتـولُ مُفـاخِـرٌ |
أنـي اتّخـذتُ مع الرسول سبيلا |