بسم الله الرحمن الرحيم
صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
هدم قبور أئمّة البقيع (عليهم السلام)
في ذكرى هدم قبور ومراقد أئمة البقيع الغر قد (عليهم السلام) نستذكرهذه الفاجعة بكل الم وحزن ونعلن أعداء محمد وآله (عليهم السلام) وندعو الله سبحانه وتعالى إن يخلّصنا من الشرذمة الوهابية .. ويعجّل فرج مولانا الحجة قطب عالم الإمكان بقية الله الأعظم سيدنا ومولانا الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ..
بعدما استولى آل سعود على مكّة المكرّمة، والمدينة المنوّرة وضواحيهما ، عام1344 هـ ، بدؤوا يفكّرون بوسيلة ودليل لهدم المراقد المقدّسة في البقيع ، ومحو آثار أهل البيت ( عليهمالسلام ) والصحابة .
وخوفاً من غضب المسلمين في الحجاز ، وفي عامّةالبلاد الإسلامية ، وتبريراً لعملهم الإجرامي المُضمر في بواطنهم الفاسدة; استفتوا علماء المدينة المنوّرة حول حُرمة البناء على القبور.
فكتبوا استفتاءً ذهب به قاضي قضاةالوهابيين سليمان بن بليهد مستفتياً علماء المدينة ، فاجتمعمع العلماء أوّلاًوتباحث معهم ، وتحت التهديد والترهيب وقع العلماء على جوابنُوّه عنه في الاستفتاءبحُرمة البناء على القبور ، تأييداً لرأي الجماعة التي كتبتالاستفتاء .
واستناداً لهذا الجواب اعتبرت الحكومةالسعودية ذلك مبرّراً مشروعاً لهدم قبور الصحابة والتابعين ـ وهيفي الحقيقة إهانة لهم ولآل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ـ فتسارعت قوى الشرك والوهابيّة إلى هدم قبور آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في الثامن من شوّال من نفس السنة ـ أي عام 1344 هـ ـ فهدّموا قبور الأئمة الأطهار والصحابة في البقيع ، وسوّوها بالأرض ،وشوّهوا محاسنها ، وتركوها معرضاً لوطئ الأقدام ، ودوسا الكلاب والدواب .
ونهبت كل ما كان في ذلك الحرم المقدّس ،من فرش وهدايا ، وآثار قيّمة وغيرها ، وحَوّلت ذلك المزار المقدّس إلى أرضٍ موحشة مقفرة .
وبعدما انتشر خبرتهديم القبور ،استنكره المسلمون في جميع بقاع العالم ، على أنّه عمل إجرامي يسيءإلى أولياء الله، ويحطّ من قدرهم ، كمايحطّ من قدر آل الرسول ( صلى الله عليه وعليهم ) وأصحابه .
فنشرت جريدة أم القرى بعددها 69 في 17 / شوّال 1344 هـ نص الاستفتاء وجوابه ـ وكأن الجواب قد أعدّ تأكيداًعلى تهديم القبورـ وحدّدت تاريخ صدور الفتوى من علماء المدينة بتاريخ 25 / رمضان1344 هـ ، امتصاصاً لنقمة المسلمين ، إلاّ أنّ الرأي العام لم يهدأ ، لا في داخل الحجاز ولا في العالم الإسلامي ، وتوالت صدور التفنيدات للفتوى ومخالفتها للشريعة الإسلامية .
وليت شعري أين كان علماء المدينةالمنوّرة عن منع البناء على القبور ؟ ووجوب هدمه قبل هذا التاريخ؟! ولماذا كانواساكتين عن البناء طيلة هذه القرون ؟! من صدر الإسلام ، وما قبل الإسلام ، وإلىيومنا هذا !
ألم تكن قبور الشهداءوالصحابة مبن يّعليها ؟ ألم تكن هذه الأماكن مزارات تاريخية موثّقة لأصحابها ; مثل مكان : مولدالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومولد فاطمة ( عليها السلام ) ،وقبر حوّاء أم البشر والقبّة التي عليه ، أين قبر حوّاء اليوم ؟ ألم يكن وجوده تحفة نادرة ؟ يدل على موضع موت أوّل امرأة في البشرية ؟ أين مسجد حمزة في المدينة ؟ومزاره الذي كان؟ أين ... ؟ وأين ... .
لو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـلرأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم ـ حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأمم التي سبقت ظهور الإسلام ـ فيحدثناالقرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتشف أمرهم ـ بعد ثلاثمائة وتسع سنين ـ بعد انتشار التوحيد وتغلبه على الكفر .
ومع ذلك نرى انقسام الناس إلى قسمين : قسم يقول : ( ابْنُوا عَلَيْهِم
بُنْيَانًا ) تخليداً لذكراهم ـوهؤلاء هم الكافرون ـ بينما نرى المؤمنين ـ التي انتصرت إرادتهم فيما بعد ـيدعون إلى بناءالمسجد على الكهف ، كي يكون مركزاً لعبادة الله تعالى ، بجوار قبورأولئك الذينرفضوا عبادة غير الله .
بُنْيَانًا ) تخليداً لذكراهم ـوهؤلاء هم الكافرون ـ بينما نرى المؤمنين ـ التي انتصرت إرادتهم فيما بعد ـيدعون إلى بناءالمسجد على الكهف ، كي يكون مركزاً لعبادة الله تعالى ، بجوار قبورأولئك الذينرفضوا عبادة غير الله .
فلو كان بناء المسجد على قبور الصالحين أو بجوارها علامة على الشرك ، فلماذا صدر هذا الاقتراح من المؤمنين؟! ولماذا ذكرالقرآن اقتراحهم دون نقد أو ردّ ؟! أليس ذلك دليلاً على الجواز ،( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ) الكهف : 21.
فهذا تقرير من القرآن الكريم على صحّةهذا الاقتراح ـ بناء المسجد ـ ومن الثابت أنّ تقرير القرآن حجّةشرعية .
إنّ هذا يدل على أنسيرة المؤمنين الموحّدين في العالم كلّه كانت جارية على البناء على القبور ، وكان يُعتبر عندهم نوعاً من التقدير لصاحب القبر ، وتبركاً به لما له من منزلة عظيمةعند الله ، ولذلك بني المسجد وأصبحت قبور أصحاب الكهف مركزاً للتعظيم والاحترام .
ولا زالت هذه الحالةموجودة حتّى في وقتنا الحاضر ، لقبور العظماء والملوك والخالدين ، فهل توجد أخلدوأطهر من ذرّيةرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيرا .
قال العلاّمة السيد صدرالدين ( رحمه الله ) :
لعـمري إن فاجعةالبقيـع ** يُشيبُ لهولها فؤودالرضيع
وسوف تكون فاتحةالرزايا ** إذا لم يُصحَ من هذاالهجوع
أما من مسـلم للهيرعـى ** حقوق نبيـه الهادي الشـفيع
وقال آخر :
تباً لأحفاد اليهـودبماجَنـوا ** لم يكسـبوا من ذاك إلاّ العار
هتكوا حريـم محمّد فـي آله ** يا ويلهـم قد خالفـوا الجبار
هَدَموا قبور الصالحين بحقدهم ** بُعداً لهم قد أغضبوا المختار