بسم الله الرحمن الرحـــــــــــــــيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمــــــــــــــد
ليعرف العقلاء من هو المحرف الحقيقي سنتناول
دراسة في::
مضامين روايات تحريف القرآن في كتب أهل السنة
ويمكن تقسيم روايات أهل السنّة في هذا المجال إلى عدّة طوائف:الطائفة الاولى: الرّوايات التي تدل على وجود اللحن والخطأ في القرآن الكريم.الطائفة الثانية: الرّوايات التي تدل على نقصان كلمات أو حذفها أو تبديلها في المصحف الموجود.الطائفة الثالثة: الرّوايات التي تدل على التّحريف بالزيادة من السور والآيات والكلمات في المصحف الموجود.الطائفة الرابعة: الرّوايات التي تدل على إلقاء الشيطان بعض الآيات ونسخها فيما بعد من الله.الطائفة الخامسة: الرّوايات الكثيرة التي تدل على التّحريف بالنقيصة من السور والآيات.الطائفة السادسة: الرّوايات التي تدل على تغيير بعض الكلمات في المصحف الموجود من قبل بعض الحكّام.انّ هذه الرّوايات غير الرّوايات التي أوردها أهل السنة في مسألة نزول القرآن على سبعة أحرف يوجد في ألفاظها تهافت، وفي مفادها ومعناها اختلاف كبير جدّاً، ويتّضح بطلانها عند التحقيق فيها(1)، هذا وغير الرّوايات التي أوردوها في مسألة جمع القرآن في عصر الخلفاء; وهي الرّوايات التي يوجد فيها تناقض واضطراب وتعارض مع القرآن وحكم العقل والاجماع، ولمزيد من التفصيل في ذلك راجع كتاب "البيان في تفسير القرآن" لأننا لو أردنا الدخول في بيان هذا المطلب لاحتجنا إلى مجال أكبر، وخرجنا عن أصل البحث.____________1 ـ انظر البيان في تفسير القرآن: ص 171 وما بعدها، ونزول قرآن ورؤياى هفت حرف (نزول القرآن ورؤيا السبعة أحرف). ولنقتصر على البحث في الطائفتين الأوليتين:
اللهم صلّ على محمد وآل محمــــــــــــــد
ليعرف العقلاء من هو المحرف الحقيقي سنتناول
دراسة في::
مضامين روايات تحريف القرآن في كتب أهل السنة
ويمكن تقسيم روايات أهل السنّة في هذا المجال إلى عدّة طوائف:الطائفة الاولى: الرّوايات التي تدل على وجود اللحن والخطأ في القرآن الكريم.الطائفة الثانية: الرّوايات التي تدل على نقصان كلمات أو حذفها أو تبديلها في المصحف الموجود.الطائفة الثالثة: الرّوايات التي تدل على التّحريف بالزيادة من السور والآيات والكلمات في المصحف الموجود.الطائفة الرابعة: الرّوايات التي تدل على إلقاء الشيطان بعض الآيات ونسخها فيما بعد من الله.الطائفة الخامسة: الرّوايات الكثيرة التي تدل على التّحريف بالنقيصة من السور والآيات.الطائفة السادسة: الرّوايات التي تدل على تغيير بعض الكلمات في المصحف الموجود من قبل بعض الحكّام.انّ هذه الرّوايات غير الرّوايات التي أوردها أهل السنة في مسألة نزول القرآن على سبعة أحرف يوجد في ألفاظها تهافت، وفي مفادها ومعناها اختلاف كبير جدّاً، ويتّضح بطلانها عند التحقيق فيها(1)، هذا وغير الرّوايات التي أوردوها في مسألة جمع القرآن في عصر الخلفاء; وهي الرّوايات التي يوجد فيها تناقض واضطراب وتعارض مع القرآن وحكم العقل والاجماع، ولمزيد من التفصيل في ذلك راجع كتاب "البيان في تفسير القرآن" لأننا لو أردنا الدخول في بيان هذا المطلب لاحتجنا إلى مجال أكبر، وخرجنا عن أصل البحث.____________1 ـ انظر البيان في تفسير القرآن: ص 171 وما بعدها، ونزول قرآن ورؤياى هفت حرف (نزول القرآن ورؤيا السبعة أحرف). ولنقتصر على البحث في الطائفتين الأوليتين:
الطائفة الأولى: وجود اللحن والخطأ في القرآن الكريم!
توجد الروايات التي تدلّ على وجود اللحن والخطأ في القرآن وهو يوجب نوعاً من التبديل في ألفاظه وهذا لا يرضى به أحد.
عن ابن سلاّم بسنده عن ابن عروة عن ابيه قال:
"قد سألت عائشة عن اللحن الوارد في قوله تعالى (إنْ هذانِ لَساحران)(1) وقوله عزّ وجلّ (والمقيمين الصلوة والمؤتون الزكاة)(2)و(ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون)(3). فقالت: هذا من عمل الكتّاب، اخطأوا في الكتاب"(4). |
وقال ابن الخطيب:
"وقد ورد هذا الحديث بمعناه باسناد صحيح على شرط الشيخين"(5). |
وأخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي خلف مولى بني جمح أنـّه دخل على عائشة، فقال: "جئت أسألك عن آية في كتاب الله كيف يقرؤها رسول الله صلّى الله ____________1 ـ سورة طه (20): الآية 62.2 ـ سورة النساء (4): الآية 162.3 ـ سورة المائدة (5): الآية 69.4 ـ فضائل القرآن: ص 161 ـ 164 لابي عبيد القاسم بن سلاّم (وهو الإمام المجتهد البحر اللغوي الفقيه صاحب المصنفات (ت: 224 هـ.). انظر: تذكرة الحفاظ: ص 417.) وتاريخ المدينة المنورة لابن شبّة: ص 1014 ومحاضرات الادباء، للراغب الاصبهاني: ج 2، ص 435، وقال ابن جزي الكلبي في تفسيره: "والصابئون قراءة السبعة بالواو وهي مشكلة، حتى قالت عايشة: هي من لحن كتّاب المصحف". (وابن جزي الكلبي المالكي وصفه الداودي في طبقات المفسرين: ج 1، ص 101 بقوله: كان شيخاً جليلاً ورعاً زاهداً عابداً متقلّلاً من الدنيا وكان فقيهاً مفسّراً وله تفسير القرآن العزيز، توّفي في حدود العشرين وستمائة.) وقال الخطيب الشربيني في تفسيره، مثله. انظر: السراج المنير: ج 1، ص 345، (وهو محمّد بن أحمد الخطيب الشربيني الفقيه الشافعي المفسّر، توفي سنة 977، له ترجمة في الشذرات: ج 8، ص 384) وهما أوردا تلك الأحاديث من غير جواب أو تأويل.5 ـ الفرقان: ص 42.
(تكملة مافوق المصادر أعلاه):عليه وسلّم، قالت: أيّة آية؟ قال: (الذين يأتون ما أَتَوا...) أو (الذين يُؤتُون ما آتَوا...)؟ قالت: ايتهما احب إليك؟ قال: والذي نفسي بيده لإحداهما احب الي من الدنيا جميعاً قالت: أيتهما؟ قال (الذين يأتون ما أَتَوا...) فقالت: أشهد ان رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم كذلك يقرؤها، وكذلك أُنزلت، ولكن الهجاء حرّف"(1).
وعن ابن عباس في قوله تعالى: (...حتّى تستأنسوا وتسلّموا...) قال: "انما هي خطأ من الكتّاب، حتّى تستأذنوا وتسلّموا"(2).
وعنه في قوله تعالى: (أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله...) قال: "أظن الكاتب كتبها وهو ناعس"
(3).
وفي الدّر المنثور: أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة...)قال: هي خطأ من الكاتب وفي قراءة ابن مسعود: ميثاق الذين اوتوا الكتاب وأخرج ابن جرير عن الربيع أنه قرأ: "واذ أخذ الله ميثاق الذين اُوتوا الكتاب". قال: وكذلك كان يقرؤها أُبيّ بن كعب(4). واذعن سعيد بن جبير وأبان بن عثمان و... بوجود لحن في موارد أُخر(5).
وروي عن عثمان انه نظر في المصحف، فقال: "أرى فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها"(6).
(تكملة مافوق المصادر أعلاه):عليه وسلّم، قالت: أيّة آية؟ قال: (الذين يأتون ما أَتَوا...) أو (الذين يُؤتُون ما آتَوا...)؟ قالت: ايتهما احب إليك؟ قال: والذي نفسي بيده لإحداهما احب الي من الدنيا جميعاً قالت: أيتهما؟ قال (الذين يأتون ما أَتَوا...) فقالت: أشهد ان رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم كذلك يقرؤها، وكذلك أُنزلت، ولكن الهجاء حرّف"(1).
وعن ابن عباس في قوله تعالى: (...حتّى تستأنسوا وتسلّموا...) قال: "انما هي خطأ من الكتّاب، حتّى تستأذنوا وتسلّموا"(2).
وعنه في قوله تعالى: (أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله...) قال: "أظن الكاتب كتبها وهو ناعس"
(3).
وفي الدّر المنثور: أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة...)قال: هي خطأ من الكاتب وفي قراءة ابن مسعود: ميثاق الذين اوتوا الكتاب وأخرج ابن جرير عن الربيع أنه قرأ: "واذ أخذ الله ميثاق الذين اُوتوا الكتاب". قال: وكذلك كان يقرؤها أُبيّ بن كعب(4). واذعن سعيد بن جبير وأبان بن عثمان و... بوجود لحن في موارد أُخر(5).
وروي عن عثمان انه نظر في المصحف، فقال: "أرى فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها"(6).
************************
1 ـ مسند أحمد بن حنبل: ج 6، ص 95، والآية 60 من سورة المؤمنون (23).2 ـ جامع البيان: ج 18، ص 87 والمستدرك للحاكم (وصححه على شرط الشيخين): ج 2، ص 396 والإتقان: ج 1، ص 36، والآية 27 من سورة النور (24).3 ـ الإتقان: ج 1، ص 316 والآية 32 من سورة الرعد (13). قال ابن حجر: "هذا الحديث رواه الطبري باسناد صحيح، كلهم من رجال البخاري" انظر: فتح الباري: ج 8، ص 282.4 ـ الدّر المنثور: ج 2، ص 47 والآية 81 من سورة آل عمران (3).5 ـ راجع الإتقان: ج 1، ص 316 وما بعدها. 6ـ التفسير الكبير: ج 22، ص 74 وانظر أيضاً: تاريخ المدينة المنورة: ج 2، ص 1013. ********************
ولعله لرسوخ تلك التهمة الباطلة وهي وجود اللحن في القرآن ـ في أذهان البعض ساغ لبعضهم الاجتهاد في مقابل النص القرآني كالضحاك بن مزاحم حيث قيل في قوله تعالى: (وقضى ربُّك ألاّ تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحساناً)، إنّ الذي أنزل على لسان النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم "ووصّى ربك..." غير أن الكاتب استمدّ مداداً كثيراً فالتزقت الواو بالصاد(1)... قال الضحاك:
"ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد، ومثله عن ابن عباس فيما نسب إليه"(2).***************************** |
الطائفة الثانية: نقصان الكلمات وحذفها وتبديلها في القرآن !
فمن النقيصة ما في صحيح البخاري بسنده عن ابن عباس أنـّه قرأ: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ـ ولا محدّث ـ إلاّ إذا تمنّى...)(3).
وفي سنن النسائي والمصاحف لابن أبي داود، عن أبي ادريس الخولاني قال:
"كان اُبيّ يقرأ: (اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ـ ولو حميتم كما حموا أنفسهم لفسد المسجد الحرام ـ فانزل الله سكينته على رسوله)"(4). |
____________
1 ـ معالم التنزيل: ج 3، ص 110، والآية 23 من سورة الاسراء (17).
2 ـ الاتقان: ج 1، ص 185.ولكنه نظر فاسد لان القضاء على نحوين، قضاء تكوين وقضاء تشريع فالذي لايمكن ردّه هو قضاء في التكوين: (وإذا قضى أمراً أن يقول له كن فيكون)البقرة: 117. وامّا القضاء التشريعي فهو عبارة عن التكليف أمراً ونهياً، بعثاً وزجراً، والعباد مختارون في الاطاعة والعصيان، قال تعالى: (إذا قضى الله ورسوله أمراً...) أي حكم حكماً إلزامياً باتّاً.
1 ـ معالم التنزيل: ج 3، ص 110، والآية 23 من سورة الاسراء (17).
2 ـ الاتقان: ج 1، ص 185.ولكنه نظر فاسد لان القضاء على نحوين، قضاء تكوين وقضاء تشريع فالذي لايمكن ردّه هو قضاء في التكوين: (وإذا قضى أمراً أن يقول له كن فيكون)البقرة: 117. وامّا القضاء التشريعي فهو عبارة عن التكليف أمراً ونهياً، بعثاً وزجراً، والعباد مختارون في الاطاعة والعصيان، قال تعالى: (إذا قضى الله ورسوله أمراً...) أي حكم حكماً إلزامياً باتّاً.
وفي الفضائل لابن سلاّم بسنده عن ابن عباس انه قرأ: (فما استمتعتم به منهن ـ إلى أجل ـ فآتوهن اجورهن...)(1).وأيضاً بسنده عن [الإمام] علي [عليه السلام] انه قرأ: (والعصر ـ ونوائب الدهر لقد خلقنا الإنسان في خسر وانه فيه إلى آخر الدهر...)(2).وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي يونس مولى عائشة أنـّه قال:
"أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً قالت: وإذا بلغت هذه الآية فآذنّي (حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى و...) فلمّا بلغتها أذنتها فأملت علىّ: "حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وصلاة العصر و..." قالت عائشة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بزيادة صلاة العصر"(3). |
ومن التبديل في الألفاظ ما في مسند أحمد وصحيح الترمذي والمستدرك بسندهم عن ابن مسعود قال:
"أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، اِنّي أنا الرزّاق ذو القوة المتين"(4). |
_______
1 ـ الفضائل: ص 169 والآية 22 من سورة النساء (4).2 ـ نفس المصدر: ص 189 والمصاحف لابن أبي داود: ص 55.3ـ صحيح مسلم: باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، ج 1، ص 437 ـ 438.3 ـ صحيح البخاري مع فتح الباري: ج 7، ص 51 وقال ابن حجر "اسناده صحيح" والدرّ المنثور: ج 6، ص 65 والآية 52 من سورة الحج (22)
.4 ـ عن كنز العمال: ج 2، ص 568 و594، الرقم 4745 و4815. وانظر أيضاً: تاريخ المدينة المنورة: ص 709 وتاريخ مدينة دمشق: ج 68، ص 101. وفي تفسير النسائي بسند آخر: ج 2، ص 308 والسنن الكبرى للنسائي: ج 6، ص 461.
*****************************4 ـ مسند أحمد: ج 1، ص 394، صحيح الترمذي: ج 5، ص 191 (قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح) وأيضاً المستدرك: ج 2، ص 234.
1 ـ الفضائل: ص 169 والآية 22 من سورة النساء (4).2 ـ نفس المصدر: ص 189 والمصاحف لابن أبي داود: ص 55.3ـ صحيح مسلم: باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، ج 1، ص 437 ـ 438.3 ـ صحيح البخاري مع فتح الباري: ج 7، ص 51 وقال ابن حجر "اسناده صحيح" والدرّ المنثور: ج 6، ص 65 والآية 52 من سورة الحج (22)
.4 ـ عن كنز العمال: ج 2، ص 568 و594، الرقم 4745 و4815. وانظر أيضاً: تاريخ المدينة المنورة: ص 709 وتاريخ مدينة دمشق: ج 68، ص 101. وفي تفسير النسائي بسند آخر: ج 2، ص 308 والسنن الكبرى للنسائي: ج 6، ص 461.
*****************************4 ـ مسند أحمد: ج 1، ص 394، صحيح الترمذي: ج 5، ص 191 (قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح) وأيضاً المستدرك: ج 2، ص 234.