بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
استدل علماؤنا الأبرار رضوان الله عليهم على عصمة الزهراء من القرآن الكريم بآية التطهير.الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
قال عز وجل ): (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( الأحزاب: 33.
وللعلماء في الاستدلال بهذه الآية الشريفة على عصمة الزهراء سلام الله عليها أبحاث مطوّلة، كما أن الأحاديث في شأن نزول هذه الآية في الخمسة من أصحاب الكساء متواترة عند الفريقين.
وفي هذه الحلقة نتطرق إلى دليل آخر على عصمة الزهراء سلام الله عليها، لا يقلّ اهمّية عن الاستدلال بآية التطهير:
وهو: الاستدلال بالحديث الثابت عند جميع المسلمين، والمروي بألفاظ مختلفة:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "فاطمة بعضة منّي ، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابها" رواه مسلم في صحيحه الجزء 4 الصفحة 1903.
وفي لفظ آخر قال(صلى الله عليه وآله) لفاطمة(عليها السلام): "إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك" رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين: الجزء (3) الصفحة (154) و(167) وقال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
وروى البخاري في صحيحه: الجزء (5) الصفحة (26) و(36) عن النبي(صلى الله عليه وآله) قوله: "إن فاطمة بضعة مني، فمن اغضبها أغضبني".
والاستدلال على عصمة الزهراء بهذا الحديث الوارد بطرق متواترة بمختلف الفاظه، هو:
أن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يجعل غضب أحد ورضاه، ميزانٌ لغضبه ورضاه جل جلاله، إلاّ إذا كان ذلك الشخص معصوماً عصمة الهية ويعلم جلّ جلاله أنه لا يغضب ولا يرضى إلاّ في موارد رضاه وغضبه سبحانه وتعالى.
ولمّا ثبت عند جميع المسلمين أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها، ثبت بالبرهان الجلي أن فاطمة معصومة، عصمها الله سبحانه وتعالى.
وبهذا الحديث استدل السهيلي ـ أحد كبار علماء أهل السنة ـ على أن من سبَّ فاطمة(عليها السلام) فقد كفر، لأنّ سبها يغضب الله ورسوله.
واستدل السهيلي بهذا الحديث أيضاً على أن فاطمة(عليها السلام) أفضل من الشيخين.
راجع: كتاب فيض القدير: الجزء (4) الصفحة (421).
وأخيراً نقف عند قوله تعالى في سورة الأحزاب، الآية 57: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهُمُ اللهُ في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مُهيناً)، لنستنبط من هذه الآية الشريفة أن اللذين آذوا فاطمة(عليها السلام) فقد آذوا الله جل جلاله وآذوا رسوله(صلى الله عليه وآله)، فعليهم لعنة الله في الدنيا والآخرة وأعدّ الله لهم يوم القيامة عذاباً مهيناً.