بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين
هذه هي الحلقة العاشرة من حلقاتنا المتتالية حول سيرة نبي الرحمة محمد(صلى الله عليه واله )وقد نقلنا في هذه الحلقة مناقبه (صلى الله عليه واله) التي تكلم بها أمام اليهود .
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: خرج من المدينة أربعون رجلا من اليهود قالوا: انطلقوا بنا إلى هذا الكاهن الكذاب حتى نوبخه في وجهه ونكذبه فإنه يقول: أنا رسول رب العالمين، فكيف يكون رسولاوآدم خير منه ونوح خير منه ؟ وذكروا الانبياء (عليهم السلام)، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ لعبدالله بن سلام: التوراة بيني وبينكم، فرضيت اليهود بالتوراة،
فقالت اليهود: آدم خير منك لان الله تعالى خلقه بيده و نفخ فيه من روحه، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: آدم النبي أبي، وقد اعطيت أنا أفضل مما اعطي آدم،
فقالت اليهود: ماذلك ؟ قال: إن المنادي ينادي كل يوم خمس مرات:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ولم يقل: آدم رسول الله، ولواء
الحمد بيدي يوم القيامة وليس بيد آدم،
فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة، قال: هذه واحدة.
قالت اليهود: موسى خير منك، قال النبي (صلى الله عليه وآله): ولم ذلك ؟ قالوا: لان الله عزوجل كلمه بأربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك،
فقالوا: وما ذاك ؟ قال: قوله تعالى: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله " وحملت على جناح جبرئيل حتى انتهت إلى السماء السابعة فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة المأوى حتى تعلقت بساق العرش، فنوديت من ساق العرش: إني أنا الله لا إله إلا أنا السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرؤوف الرحيم، فرأيته بقلبي وما رأيته بعيني، فهذا أفضل من ذلك،
فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة، قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾: هذا اثنان. قالوا: نوح خير منك، قال النبي (صلى الله عليه وآله): ولم ذلك ؟ قالوا: لانه ركب السفينة فجرت على الجودي، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك،
قالوا: وما ذلك ؟ قال: إن الله عزوجل أعطاني نهرا في السماء مجراه تحت العرش، عليه ألف ألف قصر، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، حشيشها الزعفران، ورضراضها الدر والياقوت، وأرضها المسك الابيض،فذلك خير لي ولامتي، وذلك قوله تعالى: " إنا أعطيناك الكوثر "
قالوا: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة، هذا خير من ذاك، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: هذه ثلاثة.قالوا: إبراهيم خير منك، قال: ولم ذلك ؟ قالوا: لان الله تعالى اتخذه خليلا قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: إن كان إبراهيم ﴿عليه السلام﴾ خليله فأنا حبيبه محمد،
قالوا: ولم سميت محمدا ؟ قال: سماني الله محمدا، وشق اسمي من اسمه هو المحمود وأنا محمد وامتي الحامدون
قالت اليهود: صدقت يا محمد هذا خير من ذاك، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: هذه أربعة.
قالت اليهود: عيسى خير منك، قال: ولم ذاك ؟
قالوا: لان عيسى ابن مريم كان ذات يوم بعقبة بيت المقدس فجاءته الشياطين ليحملوه، فأمر الله عزوجل جبرئيل (عليه السلام) أن أضرب بجناحك الايمن وجوه الشياطين وألقهم في النار، فضرب بأجنحته وجوههم وألقاهم في النار، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك،
قالوا: وما هو ؟
قال: أقبلت يوم بدر من قتال المشركين وأنا جائع شديد الجوع، فلما وردت المدينة استقبلتني امرأة يهودية وعلى رأسها جفنة، وفي الجفنة جدي مشوي وفي كمها شئ من سكر، فقالت: الحمد لله الذي منحك السلامة، وأعطاك النصر والظفر على الاعداء، وإني قد كنت نذرت الله نذرا إن أقبلت سالما غانما من غزاة بدر لاذبحن هذا الجدي ولاشوينه ولاحملنه إليك لتأكله، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ فنزلت عن بغلتي الشهباء، وضربت بيدي إلى الجدي لآكله فاستنطق الله تعالى الجدي فاستوى على أربع قوائم وقال: يا محمد لا تأكلني فإني مسموم، قالوا: صدقت يا محمد هذا خير من ذلك، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: هذه خمسة.
قالوا: بقيت واحدة ثم نقوم من عندك،قال: هاتوه،
قالوا: سليمان خير منك قال: ولم ذاك ؟ قالوا: لان الله تعالى عزوجل سخر له الشياطين والانس والجن والرياح والسباع، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: فقد سخر الله لي البراق، وهو خير من الدنيا بحذافيرها، وهي دابة من دواب الجنة، وجهها مثل وجه آدمي، وحوافرها مثل حوافر الخيل، وذنبها مثل ذنب البقر، فوق الحمار ودون البغل،سرجه من ياقوتة حمراء، وركابه من درة بيضاء، مزمومة بسبعين ألف زمام من ذهب، عليه جناحان مكللان بالدر والجوهر والياقوت والزبرجد، مكتوب بين عينيه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾، قالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة هذا خير من ذاك، يا محمد نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال لهم رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾: لقد أقام نوح في قومه ودعاهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم وصفهم الله عزوجل فقللهم فقال: " وما آمن معه إلا قليل " ولقد تبعني في سني القليل وعمري اليسير ما لم يتبع نوحا في طول عمره وكبر سنه، وإن في الجنة عشرين ومائة صف امتي منها ثمانون صفا، وإن الله عزوجل جعل كتابي المهيمن على كتبهم،الناسخ لها، ولقد جئت بتحليل ما حرموا وتحريم بعض ما أحلوا، من ذلك أن موسى جاء بتحريم صيد الحيتان يوم السبت حتى أن الله تعالى قال لمن اعتدى منهم: " كونوا قردة خاسئين " فكانوا، ولقد جئت بتحليل صيدها حتى صار صيدها حلالا، قال الله عزوجل:
" احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم " وجئت بتحليل الشحوم كلها وكنتم لاتأكلونها، ثم إن الله عزوجل صلى علي في كتابه قال الله عز وجل: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " ثم وصفني الله تعالى بالرأفة والرحمة وذكر في كتابه: " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم " وأنزل الله عز وجل ألا يكلموني حتى يتصدقوا بصدقة وما كان ذلك لنبي قط، قال الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " ثم وضعها عنهم بعد أن افترضها عليهم برحمته.1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1-بحار الأنوار / ج 9 / ص289 و290و291و292
اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين
هذه هي الحلقة العاشرة من حلقاتنا المتتالية حول سيرة نبي الرحمة محمد(صلى الله عليه واله )وقد نقلنا في هذه الحلقة مناقبه (صلى الله عليه واله) التي تكلم بها أمام اليهود .
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: خرج من المدينة أربعون رجلا من اليهود قالوا: انطلقوا بنا إلى هذا الكاهن الكذاب حتى نوبخه في وجهه ونكذبه فإنه يقول: أنا رسول رب العالمين، فكيف يكون رسولاوآدم خير منه ونوح خير منه ؟ وذكروا الانبياء (عليهم السلام)، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ لعبدالله بن سلام: التوراة بيني وبينكم، فرضيت اليهود بالتوراة،
فقالت اليهود: آدم خير منك لان الله تعالى خلقه بيده و نفخ فيه من روحه، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: آدم النبي أبي، وقد اعطيت أنا أفضل مما اعطي آدم،
فقالت اليهود: ماذلك ؟ قال: إن المنادي ينادي كل يوم خمس مرات:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ولم يقل: آدم رسول الله، ولواء
الحمد بيدي يوم القيامة وليس بيد آدم،
فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة، قال: هذه واحدة.
قالت اليهود: موسى خير منك، قال النبي (صلى الله عليه وآله): ولم ذلك ؟ قالوا: لان الله عزوجل كلمه بأربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك،
فقالوا: وما ذاك ؟ قال: قوله تعالى: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله " وحملت على جناح جبرئيل حتى انتهت إلى السماء السابعة فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة المأوى حتى تعلقت بساق العرش، فنوديت من ساق العرش: إني أنا الله لا إله إلا أنا السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرؤوف الرحيم، فرأيته بقلبي وما رأيته بعيني، فهذا أفضل من ذلك،
فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة، قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾: هذا اثنان. قالوا: نوح خير منك، قال النبي (صلى الله عليه وآله): ولم ذلك ؟ قالوا: لانه ركب السفينة فجرت على الجودي، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك،
قالوا: وما ذلك ؟ قال: إن الله عزوجل أعطاني نهرا في السماء مجراه تحت العرش، عليه ألف ألف قصر، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، حشيشها الزعفران، ورضراضها الدر والياقوت، وأرضها المسك الابيض،فذلك خير لي ولامتي، وذلك قوله تعالى: " إنا أعطيناك الكوثر "
قالوا: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة، هذا خير من ذاك، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: هذه ثلاثة.قالوا: إبراهيم خير منك، قال: ولم ذلك ؟ قالوا: لان الله تعالى اتخذه خليلا قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: إن كان إبراهيم ﴿عليه السلام﴾ خليله فأنا حبيبه محمد،
قالوا: ولم سميت محمدا ؟ قال: سماني الله محمدا، وشق اسمي من اسمه هو المحمود وأنا محمد وامتي الحامدون
قالت اليهود: صدقت يا محمد هذا خير من ذاك، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: هذه أربعة.
قالت اليهود: عيسى خير منك، قال: ولم ذاك ؟
قالوا: لان عيسى ابن مريم كان ذات يوم بعقبة بيت المقدس فجاءته الشياطين ليحملوه، فأمر الله عزوجل جبرئيل (عليه السلام) أن أضرب بجناحك الايمن وجوه الشياطين وألقهم في النار، فضرب بأجنحته وجوههم وألقاهم في النار، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك،
قالوا: وما هو ؟
قال: أقبلت يوم بدر من قتال المشركين وأنا جائع شديد الجوع، فلما وردت المدينة استقبلتني امرأة يهودية وعلى رأسها جفنة، وفي الجفنة جدي مشوي وفي كمها شئ من سكر، فقالت: الحمد لله الذي منحك السلامة، وأعطاك النصر والظفر على الاعداء، وإني قد كنت نذرت الله نذرا إن أقبلت سالما غانما من غزاة بدر لاذبحن هذا الجدي ولاشوينه ولاحملنه إليك لتأكله، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ فنزلت عن بغلتي الشهباء، وضربت بيدي إلى الجدي لآكله فاستنطق الله تعالى الجدي فاستوى على أربع قوائم وقال: يا محمد لا تأكلني فإني مسموم، قالوا: صدقت يا محمد هذا خير من ذلك، قال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: هذه خمسة.
قالوا: بقيت واحدة ثم نقوم من عندك،قال: هاتوه،
قالوا: سليمان خير منك قال: ولم ذاك ؟ قالوا: لان الله تعالى عزوجل سخر له الشياطين والانس والجن والرياح والسباع، فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾: فقد سخر الله لي البراق، وهو خير من الدنيا بحذافيرها، وهي دابة من دواب الجنة، وجهها مثل وجه آدمي، وحوافرها مثل حوافر الخيل، وذنبها مثل ذنب البقر، فوق الحمار ودون البغل،سرجه من ياقوتة حمراء، وركابه من درة بيضاء، مزمومة بسبعين ألف زمام من ذهب، عليه جناحان مكللان بالدر والجوهر والياقوت والزبرجد، مكتوب بين عينيه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾، قالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة هذا خير من ذاك، يا محمد نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال لهم رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾: لقد أقام نوح في قومه ودعاهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم وصفهم الله عزوجل فقللهم فقال: " وما آمن معه إلا قليل " ولقد تبعني في سني القليل وعمري اليسير ما لم يتبع نوحا في طول عمره وكبر سنه، وإن في الجنة عشرين ومائة صف امتي منها ثمانون صفا، وإن الله عزوجل جعل كتابي المهيمن على كتبهم،الناسخ لها، ولقد جئت بتحليل ما حرموا وتحريم بعض ما أحلوا، من ذلك أن موسى جاء بتحريم صيد الحيتان يوم السبت حتى أن الله تعالى قال لمن اعتدى منهم: " كونوا قردة خاسئين " فكانوا، ولقد جئت بتحليل صيدها حتى صار صيدها حلالا، قال الله عزوجل:
" احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم " وجئت بتحليل الشحوم كلها وكنتم لاتأكلونها، ثم إن الله عزوجل صلى علي في كتابه قال الله عز وجل: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " ثم وصفني الله تعالى بالرأفة والرحمة وذكر في كتابه: " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم " وأنزل الله عز وجل ألا يكلموني حتى يتصدقوا بصدقة وما كان ذلك لنبي قط، قال الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " ثم وضعها عنهم بعد أن افترضها عليهم برحمته.1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1-بحار الأنوار / ج 9 / ص289 و290و291و292