بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
التشيّع في شمال أفريقية
التشيّع في البلاد الأفريقيّة له تاريخ عريق، على الرغم من أنّ المناطق الأفريقيّة التي تواجد فيها التشيّع قديماً أصبحت لا تحمل في عصرنا الحاضر ـ تبعاً للضغوط التي تعرّض لها الشيعة طوال الفترات المنصرمة ـ إلاّ تقاليد وعادات شيعيّة فقط.
وكانت بلاد مصر مركزاً لحكومة الفاطميّين، وكان لها ازدهار كبير في فنون العلم على مدى قرون ثلاثة، لا يَزال « الجامع الأزهر » من آثارها الماثلة إلى يومنا هذا، وقد سعى الخواجةنظام المُلك في تقليد المدارس العلميّة المصريّة، فأسّس المدارس النظاميّة في إيران والعراق.
بيد أنّ الحكومات الشيعيّة ( الفاطميّة، البويهيّة، الحمدانيّة ) كانت حكومات ذات سياسات منفتحة بعيدة عن التعصّب المذهبيّ، فإنّها لم تحدّ من نشاطات أهل السنّة، بينما نجد بعض الحكومات السنّيّة المتعصّبة التي أعقبت الفاطميين ( كالدولة الأيّوبيّة ) قد مارست ضدّ الشيعة أشدّ الضغوط، حتّى بلغ بها الحدّ في ذلك إلى استئصال الشيعة ومحوهم في بعض مناطق البلاد.
ويوجد في بلاد المغرب مدينة تدعى « كثامة »، سكن فيها أبو عبدالله الشيعيّ ( أحد دعاة الإسماعيليّة ) وعمل على جعلها قاعدة لنشر التشيّع في بلاد المغرب. ويُستفاد من عبارة ابن حوقل أن التشيّع في تلك المدينة له جذور متقدّمة تسبق تواجد أبي عبدالله الشيعيّ (1)كما ورد أنّ مدينة « سوس » المغربيّة كان فيها وجود للشيعة (2).
وقد ازدهر التشيّع في مصر بعد مجيء الدولة الفاطميّة، حتّى نقل السيوطيّ أنّ الفاطميّين كانوا يخطبون بـ « اللهمّ صلِّ على محمّد المصطفى، وعليّ المرتضى، وفاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطَي الرسول » وذكر الاسنوي المصريّ في مقدّمة كتاب « مهمّات الفقه » بأنّ العلماء الرافضة حلّوا محلّ العلماء الشافعيّين بعد مجيء الدولة الفاطميّة.
وجاء في كتاب « الطالع السعيد » أنّ أهالي قرية « أرمنت » المصريّة كانوا من الشيعة، ثمّ تناقص عدد الشيعة بمرور الوقت (3)كما جاء في الكتاب المذكور أنّ مدينة « أسفون » المصريّة كانت تضمّ أعداداً من الشيعة، ثمّ تناقص عدد الشيعة فيها (4).
وذكر المقدسيّ في القرن الرابع الهجريّ أنّ أهالي قصبة « فسطاط » وقصبة « صندفا » ينتمون إلى المذهب الشيعيّ (5).
وقال ابن حوقل: إنّ من أولاد القبط: غيلان أبو مروان رئيس الغيلانيّة، وهم فرقة من فرق الشيعة (6).
وعلى أيّة حال، فقد تعرّض الشيعة إلى قمع وملاحقة شديدين بعد ظهور صلاح الدين الأيوّبيّ، وذكر ابن الأثير في وقائع سنة 584 هـ أنّ عدداً من الشيعة يُقدَّرون باثني عشر رجلاً ثاروا في القاهرة ونادوا « يا عليّ يا عليّ »، إلاّ أنّ أحداً لم يُغثهم (7).
وورد أنّ مدينة « نفطة » الواقعة في بلاد المغرب، بين الجزائر وتونس هي المدينة الوحيدة في تلك الديار التي ينتمي جميع أهليها إلى المذهب الشيعيّ، وذُكر أنّها تُدعى بـ « الكوفة الصغيرة » (8).
وذكرت بعض المصادر أنّ طائفة من أهل شيراز ـ وهم من الشيعة ـ هاجروا إلى بلاد أفريقية (9).
ومن الجدير بالتأمّل أنّ من الآثار التي خلّفها التشيّع في البلاد الأفريقية انتشار حبّ أهل البيت عليهم السّلام ومودّتهم، وهي ظاهرة مكثّفة في بلاد السودان على الخصوص، حيث ذكر أحمد بن أبي الضياف في كتاب « الإتحاف » أنّ أهالي أفريقية لهم محبّة زائدة لعليّ وآله، يشترك في ذلك عالمهم وجاهلهم، حتّى إنّ نساءهم إذا ضربهنّ الطلق نادَين برفيع الصوت « يا محمّد يا عليّ ». وكان الشاذلي ـ وهو من قادة المذهب الصوفيّ في تلك الديار ـ قد أوصى أصحابه أن يستغيثوا عند الشدائد وينادوا « يا محمّد يا عليّ » (10).
ومن أفريقية انتشر التشيّع إلى بلاد الأندلس، حيث ذكر القاضي نور الله أنّ في بلاد الأندلس منطقة تُدعى بـ « جزيرة الرفضة »؛ لأنّ سكّان سواحل تلك الجزيرة قاطبةً هم من الشيعة الإماميّة (11).
وجاء في بعض التقارير التي نُشرت حديثاً أنّ هناك طائفة من الشيعة الإماميّة في مدينة « غرناطة »، يُعدّون من السكّان الأصليّين في تلك الديار (12)، وهو خبر جدير بالتأمّل حقّاً.
التشيّع في شرق أفريقية
التشيّع في شرق أفريقية مدين لهجرة الشيعة الهنود الذين يُعرفون بـ « الخوجة »، وينتمون إلى الطائفة الإماميّة الاثني عشريّة، حيث هاجر هؤلاء الشيعة الهنود قبل ما يقرب من قرن ونصف القرن إلى شرق أفريقية، وشكّلوا بجهودهم ومساعيهم الحثيثة مجتمعات مستقلّة ومنظّمة في تلك البلاد.
الشيعة في تنزانيا
ومن أهم مراكز الوجود الشيعيّ في شرق أفريقية دولة تنزانيا، وتُعتبر العاصمة « دار السلام » المركز الأساس للخوجة، الذي يتكفّل بتنظيم علاقاتهم وارتباطاتهم مع بعضهم البعض.
وقد شُكّلت هذه الجمعيّة في دار السلام سنة 1945م لهذه الغاية، ثمّ هاجر أحد علماء الشيعة إلى هناك، فبدأ بالتدريج نشاطات في الدعوة للتشيّع بين سكّان البلاد الأصليّين.
ويوجد في تنزانيا ما يقرب من 12 ألف نفر من الشيعة الإماميّة من أصل هنديّ، يعيش نصفهم في دار السلام، ويتوزّع الآخرون في مدن « تانكا »، « أروشا »، « موشى »، « موانزا »، « بكوبا »، « ليندى »، « سونكيا »، و « زنجبار ».
هذا وقد سافر أحد علماء الشيعة سنة 1959م إلى تنزانيا، وأسّس سنة 1965م مؤسسة بلال الإسلاميّة التي تقوم بنشاطات دينيّة وترفيهيّة في الدول الأفريقيّة.
ويوجد في تنزانيا عدد كبير من المساجد والحسينيّات، كما يوجد فيها مدرسة دينيّة يُدرَّس فيها: نهج البلاغة، شرائع الإسلام وبعض الدروس الأخرى، وتضمّ حالياً 65 طالباً.
كما تُصدر موسّسة بلال مجلّة شهريّة باللغة السواحليّة شهراً وبالانجليزية شهراً بصورة متعاقبة، وقد قامت المؤسسة المذكورة بنشر ما يقرب من 80 كتاباً، إضافة إلى عدد من الكرّاسات، ويرتبط بالمؤسسة المذكورة ما يقرب من 25 ألف نفر يعيشون في أمريكا وأوروبا وأفريقية. وأدّت هذه الكرّاسات إلى تشكّل مجتمع شيعيّ صغير في منطقة « گويان » الواقعة في أمريكا الجنوبيّة. وللمؤسسة المذكورة فروع في سائر الدول يقرب عددها من 16 فرعاً؛ وقد أدّت نشاطات هذه المؤسسة إلى تشيّع ما يزيد على 20 ألف نفر من سكّان تنزانيا الأصليّين.
الشيعة في الصومال
وكان يقطن في الصومال قبل ذلك ما يقرب من 1200 نفر من الخوجة، أُجبِروا ـ إثْر وقوع مذابح قبليّة ـ على الهجرة إلى كينيا وتنزانيا.
الشيعة في كينيا
يوجد في كينيا ما يقرب من ستة آلاف نفر من الشيعة الإماميّة، لهم مساجدهم وحسينيّاتهم. وقد هاجر عالم لبنانيّ إلى كينيا فأسّس في العاصمة « نايروبي » ومدينة « نكورو » مدرستين لتدريس العلوم الدينيّة، تقومان بتدريس عدد كبير من الطلبة في الوقت الحاضر. ويُقدّر عدد السكّان الأصليّين الكينيّين الذين انتموا إلى المذهب الشيعيّ خلال السنوات الأخيرة بعشرة آلاف نفر.
الشيعة في أُوغندا
كان في أوغندا قبل سنة 1972م عدّة آلاف من الخوجة، قام عيدي أمين بإخراجهم من أوغندا، فهاجروا إلى أمريكا وأوروبا وأسّسوا مجتمعات شيعيّة في تلك البلاد. وقد عاد عدد محدود من هؤلاء الخوجة إلى اوغندا واستعادوا مسجدهم وحسينيّتهم في العاصمة « كامبالا ».
الشيعة في بروندي وروواندا
يعيش في بروندي عدد من الخوجة الشيعة يُقدّر عددهم بـ « 600 نفر »، لهم نشاطات محدودة، ولهم مسجد وحسينيّة. وكان لمؤسسة بلال نشاطات في بروندي، تشيّع على أثرها عدد من سكّان بروندي الأصليّين، يقرب عددهم من ( 2000 ) نفر. كما يعيش في دولة روواندا طائفة قليلة من الخوجة.
الشيعة في زائير
يعيش في زائير طائفة من الخوجة يتمركزون في مدينة « كيسانكاني »؛ وقد أُجبر هؤلاء بعد المذابح الأخيرة في هذه المدينة على الهجرة إلى « كنشاسا ».
وقد أدّت النشاطات التي بذلها أحد العلماء الشيعة خلال السنوات العشر الأخيرة إلى تشيّع حدود مائة نفر من سكّان زائير الأصليّين، كما تشيّع في شرق زائير إثر نشاطات مؤسسة بلال ما يقرب من 12 ألف نفر.
#الشيعة في موزامبيق
يوجد في موزامبيق طائفة من الخوجة يقدّر عددها بخمسمائة نفر، وقد أدّى النشاط التبليغيّ إلى تشيّع عدد من السكّان الأصليّين، أضحى عددهم يفوق عدد الخوجة.
الشيعة في مدغشقر
يعيش في مدعشقر ما يقرب من ( 4000 ) نفر من الشيعة ذوي الأصول الهنديّة، يتواجدون في 12 مدينة. وقد قام أحد مبلّغي مؤسسة بلال بنشاطات تبليغيّة بين سكّان مدغشقر الأصليّين، أثمرت في انتشار التشيّع بينهم.
الشيعة في موريس
يتواجد في موريس حوالي 300 نفر من الخوجة، كما يعيش في ايونين ـ الخاضعة للسلطة الفرنسيّة ـ حدود 200 نفر من الخوجة لهم مسجد وحسينيّة خاصّة (13).
الشيعة العرب
العدد: 000/344/2
لنسبة المئويّة: 4/51
السنّة العرب
العدد: 000/90
لنسبة المئويّة: 7/19
السنّة الأكراد
العدد: 000/840
لنسبة المئويّة: 4/18
الشيعة الايرانيّون
العدد: 000/52
لنسبة المئويّة: 2/1
السنّة الأتراك
العدد: 000/50
لنسبة المئويّة: 1/1
الشيعة الأتراك
العدد: 000/42
لنسبة المئويّة: 9/0
الشيعة الأكراد
العدد: 000/30
لنسبة المئويّة: 6/0
المسيحيّون
العدد: 000/149
لنسبة المئويّة: 1/3
اليهود
العدد: 000/117
لنسبة المئويّة: 6/2
اليزيديّون والسَّبَك
العدد: 000/33
لنسبة المئويّة: 8/0
الصابئة
العدد: 000/7
لنسبة المئويّة: 2/0
الهوامش
....................
1 ـ صورة الأرض 93.
2 ـ صورة الأرض 99. وانظر أيضاً: مقالة « التشيّع في المغرب العربيّ » 4 ـ 6، المنشورة في مجلّة النور، العدد السابع، جمادى الاولى 1412هـ.
3 ـ دائرة المعارف الشيعيّة 57:4.
4 ـ دائرة المعارف الشيعيّة 121:4.
5 ـ أحسن التقاسيم 286:1.
6 ـ صورة الأرض 150.
7 ـ الكامل في التاريخ 24:12.
8 ـ المغرب في ذكر كربلاء أفريقية في المغرب 75، نقلاً عن التمدّن الإسلاميّ في القرن الرابع الهجريّ 84:1
9 ـ دائرة المعارف الشيعيّة 67:5.
10 ـ دائرة المعارف الشيعية 11:12.
11 ـ مجالس المؤمنين 78:1.
12 - 263 Jaurnal. Tnstitute of Moslim Minoritg AFFairs Vol.no.1, p294.
13 ـ مقتبس من تقرير للسيّد أختر الرضويّ سنة 1370 ش.
التشيّع في شمال أفريقية
التشيّع في البلاد الأفريقيّة له تاريخ عريق، على الرغم من أنّ المناطق الأفريقيّة التي تواجد فيها التشيّع قديماً أصبحت لا تحمل في عصرنا الحاضر ـ تبعاً للضغوط التي تعرّض لها الشيعة طوال الفترات المنصرمة ـ إلاّ تقاليد وعادات شيعيّة فقط.
وكانت بلاد مصر مركزاً لحكومة الفاطميّين، وكان لها ازدهار كبير في فنون العلم على مدى قرون ثلاثة، لا يَزال « الجامع الأزهر » من آثارها الماثلة إلى يومنا هذا، وقد سعى الخواجةنظام المُلك في تقليد المدارس العلميّة المصريّة، فأسّس المدارس النظاميّة في إيران والعراق.
بيد أنّ الحكومات الشيعيّة ( الفاطميّة، البويهيّة، الحمدانيّة ) كانت حكومات ذات سياسات منفتحة بعيدة عن التعصّب المذهبيّ، فإنّها لم تحدّ من نشاطات أهل السنّة، بينما نجد بعض الحكومات السنّيّة المتعصّبة التي أعقبت الفاطميين ( كالدولة الأيّوبيّة ) قد مارست ضدّ الشيعة أشدّ الضغوط، حتّى بلغ بها الحدّ في ذلك إلى استئصال الشيعة ومحوهم في بعض مناطق البلاد.
ويوجد في بلاد المغرب مدينة تدعى « كثامة »، سكن فيها أبو عبدالله الشيعيّ ( أحد دعاة الإسماعيليّة ) وعمل على جعلها قاعدة لنشر التشيّع في بلاد المغرب. ويُستفاد من عبارة ابن حوقل أن التشيّع في تلك المدينة له جذور متقدّمة تسبق تواجد أبي عبدالله الشيعيّ (1)كما ورد أنّ مدينة « سوس » المغربيّة كان فيها وجود للشيعة (2).
وقد ازدهر التشيّع في مصر بعد مجيء الدولة الفاطميّة، حتّى نقل السيوطيّ أنّ الفاطميّين كانوا يخطبون بـ « اللهمّ صلِّ على محمّد المصطفى، وعليّ المرتضى، وفاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطَي الرسول » وذكر الاسنوي المصريّ في مقدّمة كتاب « مهمّات الفقه » بأنّ العلماء الرافضة حلّوا محلّ العلماء الشافعيّين بعد مجيء الدولة الفاطميّة.
وجاء في كتاب « الطالع السعيد » أنّ أهالي قرية « أرمنت » المصريّة كانوا من الشيعة، ثمّ تناقص عدد الشيعة بمرور الوقت (3)كما جاء في الكتاب المذكور أنّ مدينة « أسفون » المصريّة كانت تضمّ أعداداً من الشيعة، ثمّ تناقص عدد الشيعة فيها (4).
وذكر المقدسيّ في القرن الرابع الهجريّ أنّ أهالي قصبة « فسطاط » وقصبة « صندفا » ينتمون إلى المذهب الشيعيّ (5).
وقال ابن حوقل: إنّ من أولاد القبط: غيلان أبو مروان رئيس الغيلانيّة، وهم فرقة من فرق الشيعة (6).
وعلى أيّة حال، فقد تعرّض الشيعة إلى قمع وملاحقة شديدين بعد ظهور صلاح الدين الأيوّبيّ، وذكر ابن الأثير في وقائع سنة 584 هـ أنّ عدداً من الشيعة يُقدَّرون باثني عشر رجلاً ثاروا في القاهرة ونادوا « يا عليّ يا عليّ »، إلاّ أنّ أحداً لم يُغثهم (7).
وورد أنّ مدينة « نفطة » الواقعة في بلاد المغرب، بين الجزائر وتونس هي المدينة الوحيدة في تلك الديار التي ينتمي جميع أهليها إلى المذهب الشيعيّ، وذُكر أنّها تُدعى بـ « الكوفة الصغيرة » (8).
وذكرت بعض المصادر أنّ طائفة من أهل شيراز ـ وهم من الشيعة ـ هاجروا إلى بلاد أفريقية (9).
ومن الجدير بالتأمّل أنّ من الآثار التي خلّفها التشيّع في البلاد الأفريقية انتشار حبّ أهل البيت عليهم السّلام ومودّتهم، وهي ظاهرة مكثّفة في بلاد السودان على الخصوص، حيث ذكر أحمد بن أبي الضياف في كتاب « الإتحاف » أنّ أهالي أفريقية لهم محبّة زائدة لعليّ وآله، يشترك في ذلك عالمهم وجاهلهم، حتّى إنّ نساءهم إذا ضربهنّ الطلق نادَين برفيع الصوت « يا محمّد يا عليّ ». وكان الشاذلي ـ وهو من قادة المذهب الصوفيّ في تلك الديار ـ قد أوصى أصحابه أن يستغيثوا عند الشدائد وينادوا « يا محمّد يا عليّ » (10).
ومن أفريقية انتشر التشيّع إلى بلاد الأندلس، حيث ذكر القاضي نور الله أنّ في بلاد الأندلس منطقة تُدعى بـ « جزيرة الرفضة »؛ لأنّ سكّان سواحل تلك الجزيرة قاطبةً هم من الشيعة الإماميّة (11).
وجاء في بعض التقارير التي نُشرت حديثاً أنّ هناك طائفة من الشيعة الإماميّة في مدينة « غرناطة »، يُعدّون من السكّان الأصليّين في تلك الديار (12)، وهو خبر جدير بالتأمّل حقّاً.
التشيّع في شرق أفريقية
التشيّع في شرق أفريقية مدين لهجرة الشيعة الهنود الذين يُعرفون بـ « الخوجة »، وينتمون إلى الطائفة الإماميّة الاثني عشريّة، حيث هاجر هؤلاء الشيعة الهنود قبل ما يقرب من قرن ونصف القرن إلى شرق أفريقية، وشكّلوا بجهودهم ومساعيهم الحثيثة مجتمعات مستقلّة ومنظّمة في تلك البلاد.
الشيعة في تنزانيا
ومن أهم مراكز الوجود الشيعيّ في شرق أفريقية دولة تنزانيا، وتُعتبر العاصمة « دار السلام » المركز الأساس للخوجة، الذي يتكفّل بتنظيم علاقاتهم وارتباطاتهم مع بعضهم البعض.
وقد شُكّلت هذه الجمعيّة في دار السلام سنة 1945م لهذه الغاية، ثمّ هاجر أحد علماء الشيعة إلى هناك، فبدأ بالتدريج نشاطات في الدعوة للتشيّع بين سكّان البلاد الأصليّين.
ويوجد في تنزانيا ما يقرب من 12 ألف نفر من الشيعة الإماميّة من أصل هنديّ، يعيش نصفهم في دار السلام، ويتوزّع الآخرون في مدن « تانكا »، « أروشا »، « موشى »، « موانزا »، « بكوبا »، « ليندى »، « سونكيا »، و « زنجبار ».
هذا وقد سافر أحد علماء الشيعة سنة 1959م إلى تنزانيا، وأسّس سنة 1965م مؤسسة بلال الإسلاميّة التي تقوم بنشاطات دينيّة وترفيهيّة في الدول الأفريقيّة.
ويوجد في تنزانيا عدد كبير من المساجد والحسينيّات، كما يوجد فيها مدرسة دينيّة يُدرَّس فيها: نهج البلاغة، شرائع الإسلام وبعض الدروس الأخرى، وتضمّ حالياً 65 طالباً.
كما تُصدر موسّسة بلال مجلّة شهريّة باللغة السواحليّة شهراً وبالانجليزية شهراً بصورة متعاقبة، وقد قامت المؤسسة المذكورة بنشر ما يقرب من 80 كتاباً، إضافة إلى عدد من الكرّاسات، ويرتبط بالمؤسسة المذكورة ما يقرب من 25 ألف نفر يعيشون في أمريكا وأوروبا وأفريقية. وأدّت هذه الكرّاسات إلى تشكّل مجتمع شيعيّ صغير في منطقة « گويان » الواقعة في أمريكا الجنوبيّة. وللمؤسسة المذكورة فروع في سائر الدول يقرب عددها من 16 فرعاً؛ وقد أدّت نشاطات هذه المؤسسة إلى تشيّع ما يزيد على 20 ألف نفر من سكّان تنزانيا الأصليّين.
الشيعة في الصومال
وكان يقطن في الصومال قبل ذلك ما يقرب من 1200 نفر من الخوجة، أُجبِروا ـ إثْر وقوع مذابح قبليّة ـ على الهجرة إلى كينيا وتنزانيا.
الشيعة في كينيا
يوجد في كينيا ما يقرب من ستة آلاف نفر من الشيعة الإماميّة، لهم مساجدهم وحسينيّاتهم. وقد هاجر عالم لبنانيّ إلى كينيا فأسّس في العاصمة « نايروبي » ومدينة « نكورو » مدرستين لتدريس العلوم الدينيّة، تقومان بتدريس عدد كبير من الطلبة في الوقت الحاضر. ويُقدّر عدد السكّان الأصليّين الكينيّين الذين انتموا إلى المذهب الشيعيّ خلال السنوات الأخيرة بعشرة آلاف نفر.
الشيعة في أُوغندا
كان في أوغندا قبل سنة 1972م عدّة آلاف من الخوجة، قام عيدي أمين بإخراجهم من أوغندا، فهاجروا إلى أمريكا وأوروبا وأسّسوا مجتمعات شيعيّة في تلك البلاد. وقد عاد عدد محدود من هؤلاء الخوجة إلى اوغندا واستعادوا مسجدهم وحسينيّتهم في العاصمة « كامبالا ».
الشيعة في بروندي وروواندا
يعيش في بروندي عدد من الخوجة الشيعة يُقدّر عددهم بـ « 600 نفر »، لهم نشاطات محدودة، ولهم مسجد وحسينيّة. وكان لمؤسسة بلال نشاطات في بروندي، تشيّع على أثرها عدد من سكّان بروندي الأصليّين، يقرب عددهم من ( 2000 ) نفر. كما يعيش في دولة روواندا طائفة قليلة من الخوجة.
الشيعة في زائير
يعيش في زائير طائفة من الخوجة يتمركزون في مدينة « كيسانكاني »؛ وقد أُجبر هؤلاء بعد المذابح الأخيرة في هذه المدينة على الهجرة إلى « كنشاسا ».
وقد أدّت النشاطات التي بذلها أحد العلماء الشيعة خلال السنوات العشر الأخيرة إلى تشيّع حدود مائة نفر من سكّان زائير الأصليّين، كما تشيّع في شرق زائير إثر نشاطات مؤسسة بلال ما يقرب من 12 ألف نفر.
#الشيعة في موزامبيق
يوجد في موزامبيق طائفة من الخوجة يقدّر عددها بخمسمائة نفر، وقد أدّى النشاط التبليغيّ إلى تشيّع عدد من السكّان الأصليّين، أضحى عددهم يفوق عدد الخوجة.
الشيعة في مدغشقر
يعيش في مدعشقر ما يقرب من ( 4000 ) نفر من الشيعة ذوي الأصول الهنديّة، يتواجدون في 12 مدينة. وقد قام أحد مبلّغي مؤسسة بلال بنشاطات تبليغيّة بين سكّان مدغشقر الأصليّين، أثمرت في انتشار التشيّع بينهم.
الشيعة في موريس
يتواجد في موريس حوالي 300 نفر من الخوجة، كما يعيش في ايونين ـ الخاضعة للسلطة الفرنسيّة ـ حدود 200 نفر من الخوجة لهم مسجد وحسينيّة خاصّة (13).
الشيعة العرب
العدد: 000/344/2
لنسبة المئويّة: 4/51
السنّة العرب
العدد: 000/90
لنسبة المئويّة: 7/19
السنّة الأكراد
العدد: 000/840
لنسبة المئويّة: 4/18
الشيعة الايرانيّون
العدد: 000/52
لنسبة المئويّة: 2/1
السنّة الأتراك
العدد: 000/50
لنسبة المئويّة: 1/1
الشيعة الأتراك
العدد: 000/42
لنسبة المئويّة: 9/0
الشيعة الأكراد
العدد: 000/30
لنسبة المئويّة: 6/0
المسيحيّون
العدد: 000/149
لنسبة المئويّة: 1/3
اليهود
العدد: 000/117
لنسبة المئويّة: 6/2
اليزيديّون والسَّبَك
العدد: 000/33
لنسبة المئويّة: 8/0
الصابئة
العدد: 000/7
لنسبة المئويّة: 2/0
الهوامش
....................
1 ـ صورة الأرض 93.
2 ـ صورة الأرض 99. وانظر أيضاً: مقالة « التشيّع في المغرب العربيّ » 4 ـ 6، المنشورة في مجلّة النور، العدد السابع، جمادى الاولى 1412هـ.
3 ـ دائرة المعارف الشيعيّة 57:4.
4 ـ دائرة المعارف الشيعيّة 121:4.
5 ـ أحسن التقاسيم 286:1.
6 ـ صورة الأرض 150.
7 ـ الكامل في التاريخ 24:12.
8 ـ المغرب في ذكر كربلاء أفريقية في المغرب 75، نقلاً عن التمدّن الإسلاميّ في القرن الرابع الهجريّ 84:1
9 ـ دائرة المعارف الشيعيّة 67:5.
10 ـ دائرة المعارف الشيعية 11:12.
11 ـ مجالس المؤمنين 78:1.
12 - 263 Jaurnal. Tnstitute of Moslim Minoritg AFFairs Vol.no.1, p294.
13 ـ مقتبس من تقرير للسيّد أختر الرضويّ سنة 1370 ش.