بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين
ها نحن اليوم نقف بين يدي امام عظيم من ائمة المسلمين الا وهو محمد الجواد (سلام الله عليه)حيث في كل سنة وفي اواخر شهر ذي القعدة المحرم نستذكر ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا جواد ال محمد عليه وعلى ابائه الف الصلاة والسلام
ابوه الرضا المرتضى غريب طوس اما امه فقد جاء في الانوار البهية للمحدث القمي(رحمه الله) ماهذا لفظه(: أمه أم ولد، يقال لها: سبيكة، وسماها الرضا (عليه السلام): الخيزران. وكانت نوبية، من أهل بيت مارية القبطية، أم إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه واله وسلم. وكانت من أفضل نساء زمانها وأشار إليها النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله: بأبي ابن خيرة الأماء، النوبية، الطيبة.1)
الامام الجواد في كنف ابيه الرضا(عليهما السلام)
عاش الامام الجواد (عليه السلام) في كنف ابيه الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) وكان والده (عليه السلام) اذا اراد ان يخاطبه يخاطبه بكنيته لا باسمه وكان (عليه السلام) منذ صغر سنه يكنى ابا جعفر وكان الامام الرضا (عليه السلام) يوصيه ولده بالبر والمعروف جاءعن البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر (عليه السلام) يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، وإنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيرا فأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلا أعطيته ومن سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا والكثير إليك، إني اريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا. 2)
النص على امامته(عليه السلام)
*عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا (عليه السلام): قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول يهب الله لي غلاما فقد وهب الله لك، وأقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فان كان كون فالى من ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر (عليه السلام) وهو قائم بين يديه فقلت له: جعلت فداك وهو ابن ثلاث سنين ؟ قال: وما يضره من ذلك ؟ قد قام عيسى بالحجة، وهو ابن أقل من ثلاث سنين.3)
*عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا (عليه السلام) وذكر شيئا فقال: ما حاجتكم إلى ذلك ؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، وصيرته مكاني، وقال: إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا أكابرنا القذة بالقذة.4)
*عن معاوية بن حكيم، عن البزنطي قال: قال لي ابن النجاشي: من الامام بعد صاحبك ؟ فاحب أن تسأله حتى أعلم، فدخلت على الرضا (عليه السلام) فأخبرته، قال: فقال لي: الامام ابني، ثم قال: هل يجترئ أحد أن يقول ابني وليس له ولد ؟ ولم يكن ولد أبو جعفر (عليه السلام) فلم تمض الايام حتى ولد عليه السلام.5)
معاجزه(عليه السلام)
*عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي جعفر الثاني ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت علي واغتممت لذلك فتناول إحداهن وقال: هذه رقعة زياد بن شبث، وتناول الثانية وقال: هذه رقعة محمد بن أبي حمزة، و تناول الثالثة وقال: هذه رقعة فلان، فبهت فنظر إلي وتبسم.6)
*قال أبو هاشم جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) فقال: يا ابن رسول الله إن أبي مات وكان له مال ولست أقف على ماله، ولي عيال كثيرون وأنا من مواليكم فأغثني فقال أبو جعفر (عليه السلام): إذا صليت العشاء الآخرة فصل على محمد وآل محمد فان أباك يأتيك في النوم، ويخبرك بأمر المال. ففعل الرجل ذلك فرأى أباه في النوم فقال: يا بني مالي في موضع كذا فخذه واذهب إلى ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره أني دللتك على المال، فذهب الرجل فأخذ المال وأخبر الامام بأمر المال، وقال: الحمدلله الذي أكرمك واصطفاك. 7)
*عن صالح بن عطية الاصحب قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفر (عليه السلام) الوحدة فقال: أما إنك لا تخرج من الحرم حتى تشتري جارية ترزق منها ابنا، فقلت تسير إلى ؟ قال: نعم، وركب إلى النخاس وكتب إلى جارية فقال اشترها، فاشتريتها فولدت محمدا ابني. 8)
طرف من مناقبه عليه السلام
*روي أنه جئ بأبي جعفر (عليه السلام) إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد موت أبيه، وهو طفل، وجاء إلى المنبر ورقا منه درجة ثم نطق فقال: أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الاصلاب، أنا أعلم بسرائر كم وظواهركم، وما أنتم صائرون إليه، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين، وبعد فناء السماوات والارضين، ولولا تظاهر أهل الباطل، ودولة أهل الضلال، ووثوب أهل الشك، لقلت قولا تعجب منه الاولون والآخرون ثم وضع يده الشريفة على فيه، وقال: يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل.(9)
*عن محمد بن أبي العلا قال: سمعت يحيى بن أكثم قاضي سامراء بعد ما جهدت به وناظرته وحاورته وراسلته وسألته عن علوم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: فبينما أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرأيت محمد بن علي الرضا يطوف به فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي فقلت له: والله إني اريد أن أسألك مسألة واحدة وإني والله لاستحيي من ذلك، فقال لي: أنا اخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الامام، فقلت: هو والله هذا، فقال: أنا هو، فقلت: علامة، فكان في يده عصا فنطقت فقالت: إنه مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة.10)
*عن محمد بن ميمون أنه كان مع الرضا (عليه السلام) بمكة قبل خروجه إلى خراسان قال قلت له: إني اريد أن أتقدم إلى المدينة فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفر (عليه السلام) فتبسم وكتب وصرت إلى المدينة، وقد كان ذهب بصري فأخرج الخادم أبا جعفر (عليه السلام) إلينا فحمله في المهد فناولته الكتاب فقال لموفق الخادم: فضه وانشره ففضه ونشره بين يديه، فنظر فيه، ثم قال لي: يا محمد ما حال بصرك ؟ قلت: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اعتلت عيناي فذهب بصري كما ترى، قال: فمد يده فمسح بها على عيني فعاد إلي بصري كأصح ماكان، فقبلت يده ورجله وانصر فت من عنده، و أنا بصير. 11)
جواب الامام (عليه السلام) في مسالة قطع يد السارق
عن زرقان صاحب ابن أبي داود ، عن ابن أبي داود أنه رجع من عند المعتصم وهو مغتم ،
فقلت له في ذلك ـ إلى أن قال : ـ فقال : إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي ( عليه السلام ) فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع ، فقلت : من الكرسوع لقول الله في التيمم : ( فإمسحوا بوجوهكم وأيديكم ) واتفق معي على ذلك قوم ، وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق ، قال : وما الدليل على ذلك ؟ قال : لأن الله قال : ( وأيديكم إلى المرافق ) ، قال : فالتفت إلى محمد بن علي ( عليه السلام ) فقال : ما تقول في هذا يا أبا جعفر ؟ قال : قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين ، قال : دعني مما تكلموا به ، أي شيء عندك ؟ قال : اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين ، قال : أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه ، فقال : أما إذ أقسمت علي بالله إني أقول : إنهم أخطأوا فيه السنة ، فان القطع يجب أن يكون من مفصل اصول الأصابع فيترك الكف ، قال : لم ؟ قال : لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : السجود على سبعة أعضاء : الوجه ، واليدين ، والركبتين ، والرجلين ، فاذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى : ( وأن المساجد لله ) ـ يعني به : هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها ـ ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) وما كان لله لم يقطع ، قال : فأعجب المعتصم ذلك فأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف . .12)
كلامٌ من نور
* قال عليه السلام: المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه.
* قال عليه السلام: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبدالله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس.
* قال له رجل: أوصني؟ قال عليه السلام: وتقبل؟ قال: نعم.
قال: توسد الصبر واعتنق الفقر. وارفض الشهوات. وخالف الهوى. واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون.13)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
1- الأنوار البهية: ص 249،
2- بحار الأنوار / ج 50 / ص 102
3- بحار الأنوار / ج 50 / ص 21
4- بحار الأنوار / ج 50 / ص 21
5-بحار الأنوار / ج 50 / ص 22
6-بحار الأنوار / ج 50 / ص 41
7- بحار الأنوار / ج 50 / ص 42
8- بحار الأنوار / ج 50 / ص 43
9- بحار الأنوار / ج 50 / ص 108
10- بحار الأنوار / ج 50 / ص 68و69
11- بحار الأنوار / ج 50 / ص 46
12- بحار الأنوار / ج 50 / ص 5
13- تحف العقول ص362و363
وصلى الله على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين
ها نحن اليوم نقف بين يدي امام عظيم من ائمة المسلمين الا وهو محمد الجواد (سلام الله عليه)حيث في كل سنة وفي اواخر شهر ذي القعدة المحرم نستذكر ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا جواد ال محمد عليه وعلى ابائه الف الصلاة والسلام
ابوه الرضا المرتضى غريب طوس اما امه فقد جاء في الانوار البهية للمحدث القمي(رحمه الله) ماهذا لفظه(: أمه أم ولد، يقال لها: سبيكة، وسماها الرضا (عليه السلام): الخيزران. وكانت نوبية، من أهل بيت مارية القبطية، أم إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه واله وسلم. وكانت من أفضل نساء زمانها وأشار إليها النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله: بأبي ابن خيرة الأماء، النوبية، الطيبة.1)
الامام الجواد في كنف ابيه الرضا(عليهما السلام)
عاش الامام الجواد (عليه السلام) في كنف ابيه الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) وكان والده (عليه السلام) اذا اراد ان يخاطبه يخاطبه بكنيته لا باسمه وكان (عليه السلام) منذ صغر سنه يكنى ابا جعفر وكان الامام الرضا (عليه السلام) يوصيه ولده بالبر والمعروف جاءعن البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر (عليه السلام) يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، وإنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيرا فأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلا أعطيته ومن سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا والكثير إليك، إني اريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا. 2)
النص على امامته(عليه السلام)
*عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا (عليه السلام): قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول يهب الله لي غلاما فقد وهب الله لك، وأقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فان كان كون فالى من ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر (عليه السلام) وهو قائم بين يديه فقلت له: جعلت فداك وهو ابن ثلاث سنين ؟ قال: وما يضره من ذلك ؟ قد قام عيسى بالحجة، وهو ابن أقل من ثلاث سنين.3)
*عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا (عليه السلام) وذكر شيئا فقال: ما حاجتكم إلى ذلك ؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، وصيرته مكاني، وقال: إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا أكابرنا القذة بالقذة.4)
*عن معاوية بن حكيم، عن البزنطي قال: قال لي ابن النجاشي: من الامام بعد صاحبك ؟ فاحب أن تسأله حتى أعلم، فدخلت على الرضا (عليه السلام) فأخبرته، قال: فقال لي: الامام ابني، ثم قال: هل يجترئ أحد أن يقول ابني وليس له ولد ؟ ولم يكن ولد أبو جعفر (عليه السلام) فلم تمض الايام حتى ولد عليه السلام.5)
معاجزه(عليه السلام)
*عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي جعفر الثاني ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت علي واغتممت لذلك فتناول إحداهن وقال: هذه رقعة زياد بن شبث، وتناول الثانية وقال: هذه رقعة محمد بن أبي حمزة، و تناول الثالثة وقال: هذه رقعة فلان، فبهت فنظر إلي وتبسم.6)
*قال أبو هاشم جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) فقال: يا ابن رسول الله إن أبي مات وكان له مال ولست أقف على ماله، ولي عيال كثيرون وأنا من مواليكم فأغثني فقال أبو جعفر (عليه السلام): إذا صليت العشاء الآخرة فصل على محمد وآل محمد فان أباك يأتيك في النوم، ويخبرك بأمر المال. ففعل الرجل ذلك فرأى أباه في النوم فقال: يا بني مالي في موضع كذا فخذه واذهب إلى ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره أني دللتك على المال، فذهب الرجل فأخذ المال وأخبر الامام بأمر المال، وقال: الحمدلله الذي أكرمك واصطفاك. 7)
*عن صالح بن عطية الاصحب قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفر (عليه السلام) الوحدة فقال: أما إنك لا تخرج من الحرم حتى تشتري جارية ترزق منها ابنا، فقلت تسير إلى ؟ قال: نعم، وركب إلى النخاس وكتب إلى جارية فقال اشترها، فاشتريتها فولدت محمدا ابني. 8)
طرف من مناقبه عليه السلام
*روي أنه جئ بأبي جعفر (عليه السلام) إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد موت أبيه، وهو طفل، وجاء إلى المنبر ورقا منه درجة ثم نطق فقال: أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الاصلاب، أنا أعلم بسرائر كم وظواهركم، وما أنتم صائرون إليه، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين، وبعد فناء السماوات والارضين، ولولا تظاهر أهل الباطل، ودولة أهل الضلال، ووثوب أهل الشك، لقلت قولا تعجب منه الاولون والآخرون ثم وضع يده الشريفة على فيه، وقال: يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل.(9)
*عن محمد بن أبي العلا قال: سمعت يحيى بن أكثم قاضي سامراء بعد ما جهدت به وناظرته وحاورته وراسلته وسألته عن علوم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: فبينما أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرأيت محمد بن علي الرضا يطوف به فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي فقلت له: والله إني اريد أن أسألك مسألة واحدة وإني والله لاستحيي من ذلك، فقال لي: أنا اخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الامام، فقلت: هو والله هذا، فقال: أنا هو، فقلت: علامة، فكان في يده عصا فنطقت فقالت: إنه مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة.10)
*عن محمد بن ميمون أنه كان مع الرضا (عليه السلام) بمكة قبل خروجه إلى خراسان قال قلت له: إني اريد أن أتقدم إلى المدينة فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفر (عليه السلام) فتبسم وكتب وصرت إلى المدينة، وقد كان ذهب بصري فأخرج الخادم أبا جعفر (عليه السلام) إلينا فحمله في المهد فناولته الكتاب فقال لموفق الخادم: فضه وانشره ففضه ونشره بين يديه، فنظر فيه، ثم قال لي: يا محمد ما حال بصرك ؟ قلت: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اعتلت عيناي فذهب بصري كما ترى، قال: فمد يده فمسح بها على عيني فعاد إلي بصري كأصح ماكان، فقبلت يده ورجله وانصر فت من عنده، و أنا بصير. 11)
جواب الامام (عليه السلام) في مسالة قطع يد السارق
عن زرقان صاحب ابن أبي داود ، عن ابن أبي داود أنه رجع من عند المعتصم وهو مغتم ،
فقلت له في ذلك ـ إلى أن قال : ـ فقال : إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي ( عليه السلام ) فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع ، فقلت : من الكرسوع لقول الله في التيمم : ( فإمسحوا بوجوهكم وأيديكم ) واتفق معي على ذلك قوم ، وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق ، قال : وما الدليل على ذلك ؟ قال : لأن الله قال : ( وأيديكم إلى المرافق ) ، قال : فالتفت إلى محمد بن علي ( عليه السلام ) فقال : ما تقول في هذا يا أبا جعفر ؟ قال : قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين ، قال : دعني مما تكلموا به ، أي شيء عندك ؟ قال : اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين ، قال : أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه ، فقال : أما إذ أقسمت علي بالله إني أقول : إنهم أخطأوا فيه السنة ، فان القطع يجب أن يكون من مفصل اصول الأصابع فيترك الكف ، قال : لم ؟ قال : لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : السجود على سبعة أعضاء : الوجه ، واليدين ، والركبتين ، والرجلين ، فاذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى : ( وأن المساجد لله ) ـ يعني به : هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها ـ ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) وما كان لله لم يقطع ، قال : فأعجب المعتصم ذلك فأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف . .12)
كلامٌ من نور
* قال عليه السلام: المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه.
* قال عليه السلام: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبدالله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس.
* قال له رجل: أوصني؟ قال عليه السلام: وتقبل؟ قال: نعم.
قال: توسد الصبر واعتنق الفقر. وارفض الشهوات. وخالف الهوى. واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون.13)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
1- الأنوار البهية: ص 249،
2- بحار الأنوار / ج 50 / ص 102
3- بحار الأنوار / ج 50 / ص 21
4- بحار الأنوار / ج 50 / ص 21
5-بحار الأنوار / ج 50 / ص 22
6-بحار الأنوار / ج 50 / ص 41
7- بحار الأنوار / ج 50 / ص 42
8- بحار الأنوار / ج 50 / ص 43
9- بحار الأنوار / ج 50 / ص 108
10- بحار الأنوار / ج 50 / ص 68و69
11- بحار الأنوار / ج 50 / ص 46
12- بحار الأنوار / ج 50 / ص 5
13- تحف العقول ص362و363