إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صفة المؤمن.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفة المؤمن.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآله
    قام رجل يقال له همّام :
    و كان عابدا ناسكا مجتهدا إلى أمير المؤمنين عليه السّلام و هو يخطب ، فقال : صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه فقال : « يا همام :
    المؤمن هو الكيس الفطن بشره في وجهه ، و حزنه في قلبه ، أوسع شي ء صدرا ، و أذلّ شي ء نفسا ، زاجر عن كلّ فان ، حاض على كلّ حسن ، لا حقود و لا حسود و لا وثّاب و لا سبّاب و لا عيّاب و لا مغتاب ، يكره الرفعة و يشنأ السمعة ،
    طويل الغمّ ، بعيد الهمّ ، كثير الصمت ، و قور ذكور صبور شكور مغموم بكفره مسرور بفقره ، سهل الخليقة لين العريكة ، رصين الوفاء قليل الأذى .
    لا متأفك و لا متهتك ، ان ضحك لم يخرق ، و ان غضب لم ينزق ، ضحكه تبسّم ، و استفهامه تعلّم ، و مراجعته تفهم ، كثير علمه ، عظيم حلمه ، كثير الرحمة ، لا يبخل و لا يعجل و لا يضجر و لا يبطر ، و لا يحيف في حكمه ، و لا يجوز في علمه .
    نفسه أصلب من الصلد ، و مكاوحته أحلى من الشهد ، لا خشع و لا هلع ،
    و لا عنف و لا صلف و لا متكلّف ، و لا متعمّق ، جميل المنازعة ، كريم المراجعة ،
    عدل ان غضب ، رفيق ان طلب ، لا يتهور و لا يتهتك ، و لا يتجبّر ، خالص الود ،
    وثيق العهد ، و في العقد شفيق ، وصول حليم خمول ، قليل الفضول .
    راض عن اللَّه عز و جل مخالف لهواه ، لا يغلظ على من دونه ، و لا يخوض في ما لا يعنيه ، ناصر للدين ، محام عن المؤمنين ، كهف للمسلمين ، لا يخرق الثناء سمعه ، و لا ينكى الطمع قلبه ، و لا يصرف اللعب حكمه ، و لا يطلع الجاهل علمه ، قوّال عمّال ، حازم لا بفحّاش ، و لا بطيّاش ، وصول في غير عنف ، بذول في غير سرف .
    لا بختّال و لا بغدّار ، لا يقتفي أثرا ، و لا يحيف بشرا ، رفيق بالخلق ، ساع في الأرض ، عون للضعيف ، غوث للملهوف ، لا يهتك سترا ، و لا يكشف سرّا ،
    كثير البلوى ، قليل الشكوى ، ان رأى خيرا ذكره ، و ان عاين شرّا ستره ، يستر العيب ، و يحفظ الغيب ، و يقيل العثرة ، و يغفر الزلة .
    لا يطّلع على نصح فيذره ، و لا يدع جنح حيف فيصلحه ، أمين رصين ،
    تقي نقي ، زكي رضي ، يقبل العذر ، و يجمل الذكر ، و يحسن بالناس الظن ، و يتهم على الغيب نفسه ، يحب في اللَّه بفقه و علم ، و يقطع في اللَّه بحزم و عزم ، لا يخرق به فرح ، و لا يطيش به مرح .
    مذكّر للعالم ، معلّم للجاهل ، لا يتوقع له بائقة ، و لا يخاف له غائلة ، كلّ
    سعي أخلص عنده من سعيه ، و كلّ نفس عنده أصلح من نفسه ، عالم بعيبه ،
    شاغل بغمه ، لا يثق بغير ربه ، غريب وحيد ، حزين ، يحب في اللَّه ، و يجاهد في اللَّه ليتبع رضاه ، و لا ينتقم لنفسه بنفسه ، و لا يوالي في سخط ربه .
    مجالس لأهل الفقر ، مصادق لأهل الصدق ، مؤازر لأهل الحق ، عون للغريب ، أب لليتيم ، بعل للأرملة ، حفي بأهل المسكنة ، مرجو لكلّ كريهة ،
    مأمول لكلّ شدّة ، هشّاش بشّاش ، لا بعبّاس و لا بجسّاس ، صليب كظّام بسام ،
    دقيق النظر ، عظيم الحذر ، لا يبخل ، و ان بخل عنه صبر عقل فاستحيى .
    و قنع فاستغنى ، حياؤه يعلو شهوته ، و وده يعلو حسده ، و عفوه يعلو حقده ، لا ينطق بغير صواب ، و لا يلبس إلاّ الاقتصاد ، مشيه التواضع ، خاضع لربه بطاعته ، راض عنه في كلّ حالاته ، نيّته خالصة ، أعماله ليس فيها غش ، و لا خديعة ، نظره عبرة ، و سكوته فكرة ، و كلامه حكم .
    مناصحا متباذلا متواخيا ، ناصح في السر و العلانية ، لا يهجر أخاه ، و لا يغتابه ، و لا يمكر به ، و لا يأسف على ما فاته ، و لا يحزن على ما أصابه ، و لا يرجو ما لا يجوز له الرجاء ، و لا يفشل في الشدّة ، و لا يبطر في الرخاء ، يمزج العلم بالحلم ، و العقل بالصبر ، تراه بعيدا كسله ، دائما نشاطه ، قريبا أمله ، قليلا زله ، متوقعا لأجله ، خاشعا قلبه ، ذاكرا ربّه ، قانعة نفسه ، متقيا جهله ، سهلا أمره .
    حزينا لذنبه ، ميتة شهوته ، كظوما غيظه ، صافيا خلقه ، آمنا منه جاره ،
    ضعيفا كبره ، قانعا بالذي قدّر له ، متينا صبره ، محكما أمره ، كثيرا ذكره ،
    يخالط الناس ليعلم ، و يصمت ليسلم ، و يسأل ليفهم ، و يتّجر ليغنم .
    لا ينصب للخير ليفخر به ، و لا يتكلم ليتجبر به على سواه ، نفسه منه في عناء ، و الناس منه في راحة ، أتعب نفسه لآخرته ، و أراح الناس من نفسه ، ان
    بغي عليه صبر ، حتى يكون اللَّه الذي ينتصر له بعده ممّن تباعد عنه بغض و نزاهة و دنوه ممّن دنا منه لين و رحمة ، ليس تباعده تكبرا و لا عظمة ، و لا دنوه خديعة ، و لا خلابة ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير ، فهو امام لمن بعده من أهل البر » .
    فصاح همّام صيحة وقع مغشيا عليه فقال عليه السّلام : أما و اللَّه لقد كنت أخافها عليه و قال : هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها فقال له قائل : فما بالك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ان لكلّ أجلا لن يعدوه ، و سببا لا يجاوزه ، فانما نفث على لسانك شيطان .
    اقول: السلام عليك يا امير المؤمنين على كل انسان ان يتدبر بتلك الكلمات وهذه الصفات فكل صفة تحتاج كتابا لشرحها فلنظر هل نمتلك هذه الصفات مثلا: صفة
    كلّ
    سعي أخلص عنده من سعيه ، و كلّ نفس عنده أصلح من نفسه .نحمد الله تعالى ان كنا نتحلى بهما قد يوجد في الثلة القليلة ولكن الاعم الاغلب متجرد عنها انا الافضل انا الاول انا الاعلم .
    نسال الله تعالى ان نتصف بهذه الصفات
يعمل...
X