بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله لاسيما أم الأئمة الأطهارفاطمة الزهراء عليها السلام
هذه هي الحلقة الرابعة من حلقاتنا المتتاليةحول الإساءات الأموية للمقدسات الإسلامية الشريفة وقد تعرضنا في هذه الحلقة الى الإساءة الموجهة لمقام سيدتنا ومولاتنا فاطمةالزهراء ﴿عليها السلام﴾ حيث قامت الراقصة المصرية (دينا) المجردة من العفةوالحياء بالإساءة إلى مولاتنا الزهراء ﴿عليها السلام﴾ وذلك من خلال رقصها على اغنية(يا طاهرة يا أم الحسن والحسين)وقد تناقلت هذه الإساءة عدة من القنوات والصحف العربية وفي الحقيقة إنهذه الإساءة ليست الأولى نسمعها أو نقراها وإنما هي امتداد لسلسلة إساءات جاء بها الخط الأموي البغيض للإسلام ورموزه المقدسة وقد اسائوا من قبللبعلها امير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ حيث أنهم رووا أن علي ﴿عليه السلام﴾ خطب بنت أبي جهل على فاطمة ﴿عليها السلام﴾ وهذه الخطبة آذت فاطمة ﴿عليها السلام﴾ ولنقرا نص الحديث كما في البخاري ومسلم والترمذي وصحيح ابن حبان وسننابن ماجه واللفظ للأول(باب مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِىِّ - صلى الله عليهوسلم - وَعَصَاهُ وَسَيْفِهِ وَقَدَحِهِ وَخَاتَمِهِ . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُمُحَمَّدٍ الْجَرْمِىُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِىأَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِحَلْحَلَةَ الدُّؤَلِىِّ حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِىَّبْنَ حُسَيْنٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ مِنْ عِنْدِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ رَحْمَةُ اللَّهِعَلَيْهِ لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَقَالَ لَهُ هَلْ لَكَ إِلَىَّمِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِى بِهَا فَقُلْتُ لَهُ لاَ . فَقَالَ لَهُ فَهَلْ أَنْتَمُعْطِىَّ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَإِنِّى أَخَافُ أَنْيَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ ، وَايْمُ اللَّهِ ، لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لاَ يُخْلَصُإِلَيْهِمْ أَبَدًا حَتَّى تُبْلَغَ نَفْسِى ، إِنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍخَطَبَ ابْنَةَ أَبِى جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ - عَلَيْهَا السَّلاَمُ - فَسَمِعْتُرَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ النَّاسَ فِى ذَلِكَ عَلَىمِنْبَرِهِ هَذَا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ فَقَالَ « إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّى ،وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِى دِينِهَا » . ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُمِنْ بَنِى عَبْدِ شَمْسٍ ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِى مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ قَالَ« حَدَّثَنِى فَصَدَقَنِى ، وَوَعَدَنِى فَوَفَى لِى ، وَإِنِّى لَسْتُ أُحَرِّمُحَلاَلاً وَلاَ أُحِلُّ حَرَامًا ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبَدًا » وكذلك ورد هذا الحديث في صحيح مسلم1) مع اختلاف يسير في اللفظ
هذا هو الحديث المسئ لأشرف إنسان بعد سيد الأكوان﴿صلى الله عليه واله﴾ نعم هذا هو الحقد الأموي المتجذر فيهم منذ الصدر الأول للإسلاموالى يومنا هذا ومما يرد على هذا الحديث أولا وثانيا
اولا
ترجمة المسور
قال - المزي ]في تهذيب الكمال المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بنكلاب القرشي أبو عبد الرحمن الزهري له ولأبيه صحبة وأمه الشفاء بنت عوف أخت عبدالرحمن بن عوف توفي رسول الله ﴿صلى الله عليه و سلم﴾ وهو بن ثمان سنين
إذا إن المسور عمره ثمان سنين عندما سمعالرواية من رسول الله ﴿صلى الله عليه واله ﴾وليس إشكالنا عند سماعه للرواية وهو ابن ثمان سنوات وإنما الإشكال يرد كيفيحتلم وهو ابن ثمان سنوات أي لم يبلغ الحلم بعدُ؟؟
وقد علق ابن حجر على هذهالمسالة بقوله(وقصة خطبة علي كانت بعد مولد المسور بنحو من ست سنين أو سبع سنين...1)
قلت إن من ألف هذه الرواية المكذوبة لم يحسن صياغتهاووقع في تناقض عجيب حيث انه جعل الطفل الصغير يحتلم كالبالغين وهذا شئ مستحيل
ثانيا ان النبي الاعظم محمد ﴿صلى الله عليه واله﴾ لم يكن ليغضب على أمر أحله الله تعالى(وهوالطلاق او الزواج) ولو تنزلنا وقلنا إن أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ خطب بنت أبي جهل فانه لم يفعل محرما وإنما عملعملا مباحا حيث إن الله عز اسمه قد جوز للإنسان أن يتزوج أربعة نساء وحاشا رسولالله ﴿صلى الله عليه واله﴾ ان ينهى عن فعل مباح قد سمحت به الشريعة الغراء
إلى هنا ننهي هذه الحلقةونسال الله تعالى أن يوفقنا للحلقات القادمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
1-صحيح مسلم – ج7 – ص141
2-تهذيبالتهذيب – ج10 – ص 138