إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا مهرب من التأويل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا مهرب من التأويل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلى الله على محمد وآله الميامين


    لابد لنا من تأويل بعض الكلمات والافعال الواردة وعدم اخذها على ما هي عليه من الظهور

    فالافعال والكلمات تختلف باختلاف المقاصد والنيّات
    فمن قال: يد الله، وعين الله، وجنب الله،

    وأراد الجوارح على نحو ما في الأجسام، او قال: إن الله على العرش استوى، أو في جهة الفوق،

    وأراد الحلول والاختصاص التام، أو أسند الرحمة إليه، أو الغضب، وأراد رقّة القلب، أو ثوران النفس

    على نحو ما يعرف بين الأنام، أو أسند الرزق الى المخلوق، أو دعاه، أو استغاث به على نحو ما يسنده

    الى الملك العلام، كان خارجاً عن مقالة أهل الإسلام.



    وأما من قصد بها معاني أخر، فليس عليه من بأس ولا ضرر. وليس هذا كصنيع المشركين،

    فأن الفرق ظاهر، فالمستغيث بالمنسوب مستغيث بالمنسوب إليه، والمستجير بالمكان مستجير

    بمن سلطانه عليه.
    فمن أراد الأستاجرة والأستغاثة بـ (زيد) فله طريقان: أحدهما: أن يهتف بأسمه.

    وثانيهما: أن ينادي بصفاته، أو مكانه، أو خدمه. وثانيهما أقرب الى الأدب، وأرغب لطباع أرباب الرتب،

    فلا يكون المستغيث ببيت الله، أو بصفات الله، أو برسل الله، أو المقربين عند الله، إلا مستغيثاً بالله؛ فكلّما

    دعا مخلوقاً مقرباً عند الله، أو استغاث به قاصداً بحسن التعبير الأستغاثة باللطيف الخبير، فليس عليه بأس

    في ذلك، بل هو سالك في الآداب أحسن المسالك.
    وكذلك من أسند تلك الأشياء لمجرد الربط الصوري،

    لا على قصد التأثير الحقيقي، كما يقال: ((أنبت الربيع البقل))، والمنبت هو الله، و((بنى الأمير القصر))،

    والباني ظاهراً بناه .
    فأطلاق (السيد) و(المالك) على غير الله، ((وإضافة (العبد) و(المملوك)

    في الأحرار الى غير الله)) ، إن أريد بها الملكية الحقيقة، كان خروجاً عن الطريقة الشرعية،

    وإلاّ لم يكن في ذلك بأس بالكلية.
    ولهذا ورد في الأخبار النبوية إطلاق (السيد) على غير الله.

    فعن أبي سعيد الخدريعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

    وروى أبو نعيم الحافظ، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ادعوا لي سيد العرب عليا. البخاري (كتاب المناقب)،.

    وعن عائشةعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سار إبنته الزهراء، فقال لها: أما ترضين

    أن تكوني سيدة نساء العالمين، أو نساء المؤمنين
    (صحيح البخاري (كتاب المناقب)، حديث 3353) .وكذلك الأستغاثة بغير الله،

    إن أريد بها الصورة، أو من باب إستغاثة العبد بقصد المعبود، فلا بأس بها، وعلى ذلك قوله تعالى

    (فاستغاثه الّذي من شيعته على الّذي من عدوه) (سورة القصص).وكذلك إطلاق الرب في بعض المعاني على غير الله

    ، كالصديق يوسف عليه السلام حينما قال
    (اذكرني عند ربّك)( 4/5 (سورة النساء). وكذلك طلب الرزق من غير الله

    على وجه الحقيقة كفر، وقال الله تعالى:
    (وأرزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفاً)( 5 /سورة النساء).

    فبأختلاف المعاني إختلفت المباني، وكذلك في مسألة الأفعال، فأنها شبيهة الأقوال، فأنّ القيام للتواضع

    قد ورد النهي عنه. وكذلك إكرام الضيف بالمآكل، وكذا المراكب، فيختلف الحال باختلاف الأحوال.

    فاختلاف الأزمنة والأمكنة والجهات، قد يبعث على اختلاف الأحكام، لأختلاف الموضوعات،

    وربما بني على ذلك إختلاف كثير من الأخبار، وطريقة المسلمين على اختلاف الأعصار.

    وفقنا الله وإياكم لسولك الجادة المستقيمة، والأخذ بالطريقة السليمة،

    التعديل الأخير تم بواسطة الفرقان ; الساعة 13-11-2012, 03:52 PM. سبب آخر:
    لا عذب الله أمي إنها شــربت حب الوصـي وغـذتـنيه باللبنِ
    وكان لي والد يهوى أبا حسنِ فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ
يعمل...
X