إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة قصيرة..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة قصيرة..



    القرآن وعاشوراء..

    طافَ بيَ الخيالُ وأنا ألبسُ السوادَ مع أولِ أيامِ محرمٍ الحرامِ، وتخيلْتُ كيفَ وقفتْ العقيلةُ زينبُ(عليها السلام)
    على التلِّ تنظرُ مصارعَ إخوتِها والمدافعينَ عنهم وكأنهم الشموسُ الزاهرةُ، فتَمْتمْتُ بكلماتٍ سمعتْها ابنتي نرجسُ وأنا أقول:
    السلامُ عليكِ يا جبَلَ الصبرِ، فسألتْني قائلةً:



    - أبي هل حَزنتْ وبَكتْ سيدتُنا زينبُ حينما رأتْ مصرعَ الحسينِ والعباسِ(عليهما السلام)وبقيةِ إخوتِها؟


    - نعم ولكنها صَمَدتْ ولمْ تنكسِرْ أمامَ الأعداء..


    - صحيحٌ هي ابنةُ الإمامِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ(عليهِ السلام) وقرأْتُ أنّه بطلُ الإسلامِ.


    - حسناً إذا كان كذلك فلابدّ أنَّ يكونَ أولادهُ وبناتهُ أبطالٌ مثلَهُ.


    ((فسَكتتْ لحظات تنظرُ ما أحملُهُ بيدي وأنا أريد الخروج من الدار، فقالت)):


    - هل تسمحُ لي بسؤال ياأبي؟


    - تفضلي يا حبيبتي..


    - أراكَ تحملُ أوراقاً صغيرةً، ما هذهِ الأوراقُ وما هو مكتوبٌ فيها؟


    - هذه أوراقٌ أوزعُها أنا والمؤمنينَ على الزائرينَ في العشرةِ الأولى من أيامِ محرَّمِ الحرام،
    كُتِبَ فيها كيفَ كانَ الحسينُ وأصحابُهُ يقرءونَ القرآنَ ويعبدونَ اللهَ ويدعونَهُ في ليلةِ عاشوراء حتى الصباح.



    - حتى الصباح؟ ألمْ يناموا تلكَ الليلةِ؟


    - وكيفَ ينامونَ وبينهم وبين الشهادةِ سُويعاتٍ يَلقَوْنَ بعدها النبيَّ وفاطمةَ وعليًّ(صلواتُ اللهِ عليهم).


    - هل خَتَموا القرآنَ كلّهُ كما نختمُهُ في شهرِ رمضانَ مثلاً؟


    - نعم فخَتْمُ القرآنِ يستطيعُهُ الفردُ والجماعةُ, وخذي هذه الأوراق واقرئيها، أنتِ أصبحتِ بنفسكِ تقرئينَ وتكتبينَ.


    ((فقرأَتْ نرجسُ ورقةً منها وأصبحت تنقل نظرها بينَ النظرِ إلى الورقةِ والنظرِ إلى وجهي، وقالتْ)):



    - فهمتُ ما في هذهِ الأوراقِ، مكتوبٌ: (أخي الزائر إذا شئتَ أن تُكْمِلَ الختمةَ القرآنيةَ معنا؛
    اقرأْ شيئاً من القرآنِ واهْدِهِ إلى الحسينِ وأولادِهِ والشهداءِ الذينَ التحقوا به....)


    أبي هذا شيء حَسَنٌ، تعني أنَّ الزائرَ كما يزورُ ويُصلّي ركعتينِ ويهديهما للإمام الحسينِ(عليه السلام) كذلك يقرأُ شيئاً من القرآنِ ويهديهِ إليهِ وإلى أولاده..

    ولكن أريدُ أن أسألَكَ ولا تُؤاخِذْني.


    - اسألي ما بدا لكِ هو أحلى عندي منَ العَسَل.اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	a08f2f95.jpg  
مشاهدات:	2 
الحجم:	68.2 كيلوبايت 
الهوية:	161422


    - سمعتُ أنّ رأسَ الإمامِ كانَ يقرأُ القرآنَ وهو على الرمحِ،

    كيفَ يحصلُ ذلك وهو في تلكَ الحال؟

    - لا تتعجبي، ماذا تقولينَ في النبيِّ وأهل بيته(صلواتُ اللهِعليهم) هل هُم كبقيةِ الناسِ؟


    - هُم بشرٌ مثلنا ولكنّهم معصومونَ من الخطأ وخصّهُمُ اللهُ بأمورٍ كثيرةٍ دونَنا مثل المعجزة تكون عندهم حتى يصدقهُم الناس.



    - أحسنتِ، وهنا وقعت هذه المعجزة للإمام حتى يكشفَ اللهُ تعالى جريمةَ يزيد وأتباعِهِ.... هل عرفتِ ماذا كانَ يقرأُ؟


    - سمعتُ أنهُ كانَ يقرأُ آياتٍ من سورةِ الكهفِ.


    - أيُّ آياتٍ؟


    - لا أعرف، اعذرْني ولا تُؤاخذني وما تقولُهُ لي سوفَ أحفظُهُ.


    - سمعوه يقرأُ من سورةِ الكهفِ ((..إنّهم فتيةٌ ءامنوا بربّهِم وزدناهُم هُدًى))


    - سُبْحانَ الله... الآن اشتقتُ لتوزيعِ هذهِ الأوراقِ على الزائرينَ، فهل تسمحُ لي أنْ أشتركَ بتوزيعِها ؟


    - ولِمَ لا ياابنتي وزّعيها على النساءِ والفتياتِ اللواتي مثلِكِ وأنتِ اشتركي بقراءة بعضها
    كي تنالي شفاعةَ الحسينِ(
    عليه السلام) ويُستجابُ دعاؤُكِ لنفسِكِ ولوالديك.



    - أنا في الصلاةِ دائماً أدعو لكَ ولأمّي وأقولُ: ربِّ اغفرلي ولوالديَّ وارحمْهما كما ربّياني صغيرا.


    - أعرفُ ذلكَ يا نرجس ولكنّ بالتوسُّلِ بالحسينِ(عليه السلام) دعاؤُكِ لا يُرَدُّ.


    - شكراً لكَ يا أبي، سأتعاون مع صديقاتي لتوزيعِها..

    والآن اسمحْ لي أن أحضّرَ واجباتي المدرسيةَ وأتهيأَ للذهابِ إلى المدرسةِ... وداعا.

يعمل...
X