بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــم
اللهم صل على محمد وآل محمـــــــــــــــــــــــد
حسب تحليل ودراسة لوضع المجتمع الكوفي وما ينطوي عليه من الإيجابيات العريقة والتي واجهها الأمويون بأساليب مثيرة ومنمية لسلبيات وتداعيات خطيرة على المجتمع كشراء ذمم بعض الشخصيات من وجوه الكوفة وبث الرعب والإرهاب في نفوس كل من يقول "أحب الحسين" وماجرى على كبار
شخصيات الشيعة من المحن والويلات فمنهم من قتلهم عبد يزيد الفاجر عبيد الله بن زياد كهاني بن عروة ومن هم من سجن كالمختار الثقفي ولكن رغم ذلك كله فإنّ اختيار الإمام الحسين(عليه السلام) الهجرة الى العراق لأسباب منها :
1 ـ إنّ التكليف الإلهي برفع الظلم والفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشمل جميع المسلمين بلا استثناء، إذ أنّنا لا نجد في النصوص التأريخية ما يدلّل على قيام قطر من الأقطار الاسلامية بمحاولة لمواجهة الحكم الاموي سوى العراق الذي وقف ضدّهم منذ أن ظهر الامويّون في الساحة السياسية وحتى سقوطهم.
2 ـ إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) لم يعلن دعوته لمواجهة ظلم الامويّين وفسادهم والنهوض لإحياء الرسالة يوم طُلب منه مبايعة يزيد، بل كانت تمتدّ دعوته في العمق الزمني إلى أبعد من ذلك، ولكن لم نرَ نصوصاً تأريخية تدلّل على استجابة شعب من شعوب العالم الإسلامي لنداء الإمام الحسين(عليه السلام) ونهضته غير العراق، فكانت الدعوات الكثيرة والملحّة موجّهة إليه تعلن الولاء والاستعداد لتأييد النهضة ومواجهة الحكم الاُموي الفاسد.
3 ـ لم يكن أمام الحسين(عليه السلام) من خيار لاختيار بلد آخر غير العراق، لأنّ بقية الأقطار إمّا أنها كانت مؤيّدة للاُمويين في توجّهاتهم وسياساتهم، أو خاضعة مقهورة، أو أنّها كانت غير متحضّرة وغير مستعدّة للاستجابة للنهضة الحسينيّة. على أنّ كثيراً من شعوب العالم الإسلامي كانت في ذلك الحين إمّا كافرة أو حديثة عهد بالإسلام، أو غير عربية بحيث يصعب التعايش والتعامل معها; ممّا كان سبباً لتضييع ثورة الإمام وجهوده.
4 ـ كانت الكوفة تضمّ الجماعة الصالحة التي بناها الإمام علىّ(عليه السلام) والقاعدة الجماهيرية التي تتعاطف مع أهل البيت (عليهم السلام) فأراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن لا يضيع دمه وهو مقتول لا محالة، كما أراد أن يعمّق
الإيمان في النفوس ويجذّر الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، وكان العراق أخصب أرض تستجيب لذلك، وسرعان ما بدأت الثورات في العراق بعد استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام)، وأصبح العراق القاعدة العريضة لنشر مبادئ وفضائل أهل البيت(عليهم السلام) إلى العالم الاسلامي في السنين اللاحقة.
5 ـ إنّ اختيار أيّ بلد غير العراق سيكون له أثره السلبي، إذ يتّخذه أعداء الاسلامأعداءأهل البيت(عليهم السلام) أداة عار وشنارا للنيل من مقام الإمام وأهدافه السامية، ويفسّر خروجه إليه على أنّه هروب من المواجهة الحتمية، في الوقت الذي كان يهدف الإمام (عليه السلام) الى إحياء حركة الرسالة والمُثل الأخلاقية وتأجيج روح المواجهة والتصدّي للظلم والظالمين. وحتى على فرض اختياره (عليه السلام) بلداً آخر فإنّ سلطة الاُمويّين ستنال منه وتقضي عليه دون أن يحقّق أهداف رسالته التي جاء من أجلها.
6 ـ لمّا كان العراق يصارع الاُمويّين كانت أجواؤه مهيّئة لنشر الإعلام الثوري لنهضة الحسين(عليه السلام) وأفكاره، ومن ثمّ فضح بني اُميّة وتستّرهم بالشرعية وغطاء الدين، وحتى النزعة العاطفية المزعومة في العراقيّين فقد كانت سبباً في ديمومة وهج الثورة وأفكارها كما نرى ذلك حتّى عصرنا هذا.
ولعلّ هناك أسباباً لا ندركها، لا سيما ونحن نرى أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) كان على بيّنة واطلاع من نتيجة الصراع، وكان على معرفة بالظروف الموضوعية المحيطة بمسيرته وعلى علم بطبيعة التكوين الاجتماعي والسياسي للمجتمع الذي كان يتوجّه إليه من خلال وعيه السياسي الحاذق، والنصائح التي قدّمها إليه عدد من الشخصيات فضلاً عن عصمته عن الزلل والأهواء، كما نعتقد; فلم يكن اختياره العراق منطلقاً لثورته العظيمة، إلاّ عن دراية وتخطيط رغم الجريمة النكراء التي نتجت عن تخاذل الناس وتركهم نصرة إمامهم ولحوق العار بهم في الدنيا والآخرة.
رزقنا الله وإياكم زيارته وشفاعة
___________________________________
الإرشاد : 2 / 67 . الكامل في التأريخ : 4 / 39 .
اللهوف على قتلى الطفوف : 27 ، وأعيان الشيعة : 1 / 592 ، وبحار الأنوار : 44 / 364. إحقاق الحق : 11 / 598 ، وكشف الغمة : 2 / 20
اللهم صل على محمد وآل محمـــــــــــــــــــــــد
حسب تحليل ودراسة لوضع المجتمع الكوفي وما ينطوي عليه من الإيجابيات العريقة والتي واجهها الأمويون بأساليب مثيرة ومنمية لسلبيات وتداعيات خطيرة على المجتمع كشراء ذمم بعض الشخصيات من وجوه الكوفة وبث الرعب والإرهاب في نفوس كل من يقول "أحب الحسين" وماجرى على كبار
شخصيات الشيعة من المحن والويلات فمنهم من قتلهم عبد يزيد الفاجر عبيد الله بن زياد كهاني بن عروة ومن هم من سجن كالمختار الثقفي ولكن رغم ذلك كله فإنّ اختيار الإمام الحسين(عليه السلام) الهجرة الى العراق لأسباب منها :
1 ـ إنّ التكليف الإلهي برفع الظلم والفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشمل جميع المسلمين بلا استثناء، إذ أنّنا لا نجد في النصوص التأريخية ما يدلّل على قيام قطر من الأقطار الاسلامية بمحاولة لمواجهة الحكم الاموي سوى العراق الذي وقف ضدّهم منذ أن ظهر الامويّون في الساحة السياسية وحتى سقوطهم.
2 ـ إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) لم يعلن دعوته لمواجهة ظلم الامويّين وفسادهم والنهوض لإحياء الرسالة يوم طُلب منه مبايعة يزيد، بل كانت تمتدّ دعوته في العمق الزمني إلى أبعد من ذلك، ولكن لم نرَ نصوصاً تأريخية تدلّل على استجابة شعب من شعوب العالم الإسلامي لنداء الإمام الحسين(عليه السلام) ونهضته غير العراق، فكانت الدعوات الكثيرة والملحّة موجّهة إليه تعلن الولاء والاستعداد لتأييد النهضة ومواجهة الحكم الاُموي الفاسد.
3 ـ لم يكن أمام الحسين(عليه السلام) من خيار لاختيار بلد آخر غير العراق، لأنّ بقية الأقطار إمّا أنها كانت مؤيّدة للاُمويين في توجّهاتهم وسياساتهم، أو خاضعة مقهورة، أو أنّها كانت غير متحضّرة وغير مستعدّة للاستجابة للنهضة الحسينيّة. على أنّ كثيراً من شعوب العالم الإسلامي كانت في ذلك الحين إمّا كافرة أو حديثة عهد بالإسلام، أو غير عربية بحيث يصعب التعايش والتعامل معها; ممّا كان سبباً لتضييع ثورة الإمام وجهوده.
4 ـ كانت الكوفة تضمّ الجماعة الصالحة التي بناها الإمام علىّ(عليه السلام) والقاعدة الجماهيرية التي تتعاطف مع أهل البيت (عليهم السلام) فأراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن لا يضيع دمه وهو مقتول لا محالة، كما أراد أن يعمّق
الإيمان في النفوس ويجذّر الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، وكان العراق أخصب أرض تستجيب لذلك، وسرعان ما بدأت الثورات في العراق بعد استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام)، وأصبح العراق القاعدة العريضة لنشر مبادئ وفضائل أهل البيت(عليهم السلام) إلى العالم الاسلامي في السنين اللاحقة.
5 ـ إنّ اختيار أيّ بلد غير العراق سيكون له أثره السلبي، إذ يتّخذه أعداء الاسلامأعداءأهل البيت(عليهم السلام) أداة عار وشنارا للنيل من مقام الإمام وأهدافه السامية، ويفسّر خروجه إليه على أنّه هروب من المواجهة الحتمية، في الوقت الذي كان يهدف الإمام (عليه السلام) الى إحياء حركة الرسالة والمُثل الأخلاقية وتأجيج روح المواجهة والتصدّي للظلم والظالمين. وحتى على فرض اختياره (عليه السلام) بلداً آخر فإنّ سلطة الاُمويّين ستنال منه وتقضي عليه دون أن يحقّق أهداف رسالته التي جاء من أجلها.
6 ـ لمّا كان العراق يصارع الاُمويّين كانت أجواؤه مهيّئة لنشر الإعلام الثوري لنهضة الحسين(عليه السلام) وأفكاره، ومن ثمّ فضح بني اُميّة وتستّرهم بالشرعية وغطاء الدين، وحتى النزعة العاطفية المزعومة في العراقيّين فقد كانت سبباً في ديمومة وهج الثورة وأفكارها كما نرى ذلك حتّى عصرنا هذا.
ولعلّ هناك أسباباً لا ندركها، لا سيما ونحن نرى أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) كان على بيّنة واطلاع من نتيجة الصراع، وكان على معرفة بالظروف الموضوعية المحيطة بمسيرته وعلى علم بطبيعة التكوين الاجتماعي والسياسي للمجتمع الذي كان يتوجّه إليه من خلال وعيه السياسي الحاذق، والنصائح التي قدّمها إليه عدد من الشخصيات فضلاً عن عصمته عن الزلل والأهواء، كما نعتقد; فلم يكن اختياره العراق منطلقاً لثورته العظيمة، إلاّ عن دراية وتخطيط رغم الجريمة النكراء التي نتجت عن تخاذل الناس وتركهم نصرة إمامهم ولحوق العار بهم في الدنيا والآخرة.
رزقنا الله وإياكم زيارته وشفاعة
___________________________________
الإرشاد : 2 / 67 . الكامل في التأريخ : 4 / 39 .
اللهوف على قتلى الطفوف : 27 ، وأعيان الشيعة : 1 / 592 ، وبحار الأنوار : 44 / 364. إحقاق الحق : 11 / 598 ، وكشف الغمة : 2 / 20
تعليق