أهلا وسهلا بكم في منتدى مدرسة الامام الحسن عليه السلام الدينية إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى
فنرجو التكرم بزيارة صفحة التعليمات بالضغط هنا
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في المنتدى
إذا رغبت بالمشاركة، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
السلام عليك ياأبا عبدالله
السلام عليك ياوارث سيد الأنبياء
السلام على الشيب الخضيب
السلام على الجسم السليب
السلام على الخد التريب
يارسول الله
ساعد الله قلبك على مصابك
بولدك الحسيـــــن
أخوتي أخواتي الأكارم ليس من العجب تعاكس الليل والنهار ولاتعاكس ظهور الشمس مع ظهور القمر ولاتعاكس الحق مع الباطل ولاتعاكس اخلاق من تربى على أيدي أهل البيت عليهم السلام مع أخلاق من تربى على أيدي اللذين نصبوا الشباك في طريق أهل البيت, فقد كان هناك موقفان متضادان المضمون مختلفان المنبع كل منهما يعبر عن ذات صاحبه أحدهما يقاتل في ميدان الله تعالى والآخر في مبدان الشيطان المارد ألا وإن الموقفين هما
" موقف مسلم بن عقيل من طلب إختيال عبيد الله بن زياد " و "قف غدر عبيد الله بن زياد لعنه الله من سفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل "
فلنلاحظ معا ما جرى ونتوقف في محطات الواقع والمضمون :
موقف مسلـــــــم بن عقيل من طلب إغتيال عبيد الله بن زياد:
لقد كان مسلم بن عقيل ـ رضوان الله تعالى عليه ـ يحمل رسالةً ساميةً وأخلاقاً فاضلة اكتسبها من بيت النبوّة، كما كان يملك درايةً بكلّ تقاليد وأعراف المجتمع الذي كان يتحرّك فيه، ففي موقف كان يمكن فيه لمسلم ابن عقيل أن يغتال ابن زياد رفض ذلك لاعتبارات شتّى.
فقد روي أنّ شريك بن الأعور حين نزل في دار هانىء بن عروة مرض مرضاً شديداً، وحين علم عبيد الله بن زياد بذلك قدم لعيادته، وهنا اقترح شريك على مسلم أن يغتال ابن زياد، فقال: إنّما غايتك و غاية
شيعتك هلاك هذا الطاغية، وقد أمكنك الله منه وهو صائر إليّ ليعودني، فقم وأدخل الخزانة حتى إذأ
اطمأنّ عندي فاخرج إليه فاقتله، ثم صر إلى قصر الإمارة فاجلس فيه، فإنّه لا ينازعنّك فيه أحد من الناس.
ولمس مسلم كراهية هانىء أن يقتل عبيد الله في داره، ولم يأخذ مسلم باقتراح شريك، وحين خرج عبيد
الله قال شريك بحسرة وألم لمسلم : ما منعك من قتله؟ قال مسلم: منعني منه خلّتان: أحدهما كراهية هانىء
لقتله في منزله، والاُخرى قول رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إنّ الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن» (1)
موقف غدر عبيد الله بن زياد بسفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل :
اتّخذ ابن زياد كلّ وسيلة مهما كانت دنيئة للقضاء على الوجود السياسي والتحرّك الذي برز منذراً
بالخطر بوجود مسلم بن عقيل على النظام الاُموي، وسارع للقضاء على مسلم بن عقيل وكلّ الموالين له
قبل وصول الإمام الحسين(عليه السلام) وليتمكّن بذلك من إفشال الثورة، فدبّر خطّةً للتجسّس على
تحرّكات مسلم ومكانه والموالين له، واستطاع أن يكتشف مخبأه وأن يعلم بمقرّه (2)
فكانت بداية تخاذل الناس عن الصمود في مواجهة الظلم.
لقد استطاع الوالي الجديد عبيد الله بن زياد أن يُحْكِمَ الحيلةَ والخداع ليقبضَ على هانىء بن عروة الذي
آوى رسول الحسين(عليه السلام) وأحسن ضيافته واشترك معه في الرأي والتدبير، فقبض عليه وقتله بعد
حوار طويل جرى بينهما، وألقى بجثمانه من أعلى القصر إلى الجماهير المحتشدةحوله، فاستولى الخوف
والتخاذل على الناس، وذهب كلّ إِنسان إلى بيته وكأنّ الأمر لا يعنيه (3).
ولمّا علم مسلم بما جرى لهانىء ورأى تَخاذُلَ عشيرته مذحج الغنية بعددها وعدَّتِها خرج في أصحابه ونادى مناديه في الناس وسار بهم لمحاصرة القصر، واشتد الحصار على ابن زياد وضاق به أمرُه، ولكنّه
استطاع بدهائه ومكره أن يتغلّب على المحنة ويُخذِّلَ الناسَ عن مسلم (4).
لقد دسّ ابن زياد في أوساط الناس أشخاصاً يُخَذِّلونهم ويتظاهرون بالدعوة إلى حفظ الأمن والاستقرار
وعدم إراقة الدماء، ويحذّرون من قدوم جيش جرّار من الشام بهدف كسب الوقت وتفتيت قوى الثوار.
واستمرّ الموقف كذلك والناس تنصرف وتتفرّق عن مسلم. وبدخول الليل صلّى بمن بقي معه وخرج من ا
لمسجد الجامع وحيداً لا ناصر له ولا مؤازر ولا مَنْ يَدُ لُّه على الطريق، وأقفل الناس أبوابهم في وجهه،
فمضى يبحث عن دار يأوي إليها في ليلته تلك، وفيما هو يسير في ظلمة الليل وجد امرأةً على باب دارها
وكأنّها تنتظر شيئاً، فعرّفها بنفسه وسألها المبيت عندها إلى الصباح، فرحّبت به وأدخلته بيتها، وعرضت
عليه العشاء فأبى أن يأكل شيئاً، وعرف ولدها بمكانه وكان ابن زياد قد أعدّ جائزة لِمَنْ يخبره عنه، وما كاد
الصبح يتنفّس حتى أسرع ولدها إلى القصر وأخبر محمد بن الأشعث بمكان مسلم بن عقيل، و فور
وصول النبأ الى ابن زياد أرسل قوّة كبيرة من جنده (5)
بقيادة ابن الأشعث إلى المكان الذي فيه مسلم، وما أن سمع بالضجّة حتى أدرك أنّ القوم يطلبونه فخرج إليهم بسيفه.
وقد اقتحموا عليه الدار فشدّ عليهم يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من الدار، ثم عادوا إليه فشدّ عليهم كذلك،
مع انّهم تكاثروا عليه بعد أن اُثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخرّ الى الأرض فاُخذ أسيراً وحمل على
بلغة وانتزع الأشعث سيفه وسلاحه وأخذوه الى القصر فاُدْخِلَ على ابن زياد ولم يسلّم عليه، وجرى بينهما
حوار طويل كان فيه ابن عقيل ـ رضوان الله عليه ـ رابط الجأش منطلقاً في بيانه قويّ الحجّة، حتى أعياه
أمرُه وانتفخت أوداجه وجعل يشتم عليّاً والحسن والحسين، ثم أمر أجهزته أن يصعَدوا به الى أعلى القصر
ويقتلوه ويرموا جسده إلى الناس ويسحبوه في شوارع الكوفة ثم يصلبوه إلى جانب هانىء بن عروة، هذا
وأهل الكوفة وقوف في الشوارع لا يحرّكون ساكناً وكأنّهم لا يعرفون من أمره شيئاً.
وكان مسلم قد طلب من ابن الأشعث أن يكتب إلى الحسين(عليه السلام) يخبره بما جرى في الكوفة
وينصحه بعدم الشخوص اليهم، فوعده ابن الاشعث بذلك، ولكنّه لم يفِ بوعده (6).
المصادر
(1) الأخبار الطوال : 187 ، ومقاتل الطالبيّين : 98 ، وإعلام الورى : 1 / 428 . (2) إعلام الورى : 1 / 440 ، والأخبار الطوال : 178، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 91، والفتوح لابن أعثم : 5 / 69، وتأريخ الطبري : 4 / 271 ، وأنساب الأشراف : 79 . (3) لكامل في التأريخ : 3 / 271 ، والفتوح لابن اعثم : 5 / 83 ، وإعلام الورى : 1 / 441 . (4) سيرة الأئمّة الاثني عشر، القسم الثاني : 63، وإعلام الورى : 1 / 441 ، ومناقب آل أبي طالب 4 / 92 ، والكامل في التأريخ : 3 / 271 . (5) جاء في «الإرشاد» أنّهم كانوا سبعين رجلا . (6) يراجع في تفصيلاته الى : اعيان الشيعة: 1/592، إعلام الورى : 1 / 442 ، والكامل في التأريخ : 4 / 32، والفتوح : 5 / 88 ، وتأريخ الطبري : 4 / 280 ، ومقاتل الطالبيّين : 92 .
السلام على سفير الحسين السلام على مسلم رتأى الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يُرسل مندوبا عنه إلى الكوفة يهيئ له الأجواء ، وينقل له واقع الأحداث ، ليستطيع أن يقرر الموقف المناسب ، ولابد لهذا السفير من صفات تؤهله لهذه السفارة ، فوقع الاختيار على مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) ، لما كان يتصف به من الحكمة والشجاعة والإخلاص
فانه عليه السلام اهلا لهذه المهمه
الاخ المحسن وفقك الله وجزاك خير الدارين
مشاركة قيمة
تعليق