بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
(معنى قول الرسول (ص): حسين مني وانا من حسين)
هذا الحديث منقول عن رسول الله،وقد أوردته كتب السنّة والشيعة، ونصّه الكامل هو: "حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله منأحبّ حسيناً وأبغض الله من أبغض حسيناً، حسين سبط من الأسباط، لعن الله قاتله". وهذا دليل على وحدتهما فكرياً وروحياً وجسميّاً، واتّفاقهما في الهدف والمسار.
فرسول الله صلّى الله عليه وآله قداعتبر قبل نصف قرن من واقعة الطف، ثورة الحسين امتداداً لرسالته، وأكّد أنّ أعداء الحسين الذين لطّخوا أيديهم بدمه، إنّما هم أعداؤه وقتلته هو شخصياً؛ وذلك لأن غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعادة الحسين، هي نظير غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعاداة الرسول.
فهما روح واحدة في جسدين،وفكرواحد ومرام واحد في زمنيين متفاوتين.
والتصريح بهذا الارتباط الوثيق يعكس الخطّ الصحيح للحركة الدينية والاجتماعية والجهادية والسياسية على مدى التاريخ.
والصلة بينهما لا تقتصر على مجرّد الارتباط النسبي وكون الحسين من ذرّيةالرسول، بل أنّ المدار هو اتّحادهما في المساروالخط.
أما المفهوم الآخرالذي ينطوي عليه هذا الحديث فهو: أن وجود النبي، ورسالة النبي قد تواصلت في ظل وجودأبي عبد الله، وليس المراد من ذلك التواصل الجسدي فحسب، بل أن حارس دين المصطفى هوالحسين الشهيد.
وكانت ثورته واستشهاده سبباً لبقاء دين رسول الله. فالقضية ليست ذات بعد عاطفي مجرد، وإنما تعكس حقيقةاجتماعية وتاريخية.
ثورة الحسين هي التي أحيت دين النبي.وقد بيّن أبو عبد الله هدفه وغايته من هذه الثورة بقوله: إنّما خرجت لأسير بسنة جدي، وآمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأقوّم الانحراف ليستقيم هذا الدين.
وما قولهم "أنّ الإسلام محمّدي الوجود، حسيني البقاء" إِلاّ إشارة إلى أن أحياء دين النبيّ قد تحقّق بفعل ثورة عاشوراء،وقد وردت هذه النقطة في الشعر المنسوب إلى الحسين (والحديث والشعر ليس للإمام)والذي يقول فيه:
إن كان دين محمد لم يستقيم؛؛؛ إلا بقتلي يا سـيوف خـذيني
(هذا البيت مأخوذ من قصيدة طويلة للشاعروالخطيب الكر بلائي المرحوم الشيخ محسن أبو الحب(م- 1305(.
وهذه الحقيقة عبّر عنها أحدالعلماء بالقول: "أنّإحياء ذكراه إحياء للإسلام، وعبارة "أنا من حسين"المرويّة عن النبيّ، معناها أنّ حسين منّي، وأنا أحيا به"(صحيفة النور 13:158)
تعليق