بسم الله الرحمان الرحيم. أرجو منكم أن تتفضلوا بتفسير الآية الكريمة "و اجعل لي لسان صدق في الآخرين" و شكرا
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
سؤال
تقليص
X
-
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اتمنى ان تكون الصورة قريبة لديكِ
شرح بسيط :
إن من المعلوم و المشهور أن الأنبياء (ع) عبر التاريخ بشروا العالم بقدوم صاحب الرسالة الأخيرة ، سيد ولد آدم ، رسول الله محمد (ص) . إن الأمم الغابرة و قوم نوح (ع) وصفوا بالأولين و الأمة الأخيرة أمة الإسلام ( دين الله ) وصفوا بالآخرين ، و هذا ثابت لا خلاف عليه
إبراهيم (ع) كان يعلم بإستمرار الرسالات في ذريته ، و قد ورد في القرآن ( اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) فالنسل الصالح مستمر في ذرية إبراهيم (ع)
دعاء إبراهيم (ع) :
الذي خلقني فهو يهدينِ (78) والذي هو يطعمني ويسقينِ (79) وإِذا مرِضت فهو يشفينِ (80) والذي يميتني ثم يحيينِ (81) والذي أَطمع أَن يغفر لي خطيئتي يوم الدينِ (82) ربِّ هب لي حكما وأَلحقني بالصالحين (83) واجعل لي لسان صدقٍ في الآخِرِين (84)
تفسير : إجعل لي لسان صدق في الأمة الأخيرة ( الإسلام )
إستجابة الله لدعاء إبراهيم (ع) :
فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا (49) و وهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدقٍ عليًّا (50)
تفسير : الله جعل لإبراهيم (ع) لسان صدق في الآخرين و هو حفيده علي بن أبي طالب (ع)
وقد روى الصدوق في معاني الأخبار على ما نقل في تفسير البرهان مسنداً عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في حديث : بيان ذلك في قوله : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " أراد في هذه الأمة الفاضلة ، فأجابه الله ، وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وذلك قوله عزَّ وجلَّ " وجعلنا لهم لسان صدق علياً " / البرهان في تفسير
القرآن 5 ص 122
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وأزيد على ما تفضلت به المبدعة خادمة الزهراء(عليها السلام) تفسير هذه الآيات نقلاً عن تفسيرالأمثل للشيخ مكارم الشيرازي حفظه الله تعالى
فأقول: إن هذه الآيات من سورة مريم المباركة
{رَبِّ هَبْ لِى حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بالصَّلِحِينَ(83) وَاجْعَل لّىِ لِسَانَ صِدّق فىِ الاْخِرِينَ(84) وَاجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)وَاغْفِرْ لاِبِى إِنَّهُ، كَانَ مِنَ الضَّآلِّينَ(86) وَلاَتُخْزِنِى يَوْمَ يُبْعَثُونَ(87)}
التّفسير
دُعاءُ إبراهيم(عليه السلام):
من هنا تبدأ أدعية إبراهيم الخليل وسؤالاته من الله، فكأنّه بعد أن دعا قومه الضالين نحو الله، وبيّن آثار الربوبية المتجليّة في عالم الوجود... يتجه بوجهه نحو الله ويعرض عنهم، فكل ما يحتاجه فانه يطلبه من الله، ليكشف للناس ولعبدة الأصنام أنه مهما أرادوه من شؤون الدنيا والآخرة، فعليهم أن يسألوه من الله، وهو تأكيد آخر ـ ضمنيٌ ـ على ربوبيته المطلقة.
فأوّل ما يطلبه إبراهيم من ساحته المقدسة هو (ربّ هب لي حكماً والحقني بالصالحين).
فالمقام الأوّل هنا الذي يريده إبراهيم لنفسه من الله هو الحكم، ثمّ الإلحاق بالصالحين...
و «الحكم» و «الحكمة» كلاهما من جذر واحد... و «الحكمة» كما يقول عنها الراغب في مفرداته: هي الوصول إلى الحق عن طريق العلم ومعرفة الموجودات والأفعال الصالحة، وبتعبير آخر: هي معرفة القيم والمعايير التي يستطيع الإنسان بها أن يعرف الحق حيثما كان، ويميز الباطل في أي ثوب كان، وهو ما يُعبّر عنه عند الفلاسفة بـ «كمال القوّة النظرية».
وهي الحقيقة التي تلقّاها لقمان من ربّه (ولقد آتينا لقمان الحكمة). وعُبّر عنها بالخير الكثير في الآية (269) من سورة البقرة (ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً).
ويبدو أنّ للحكم مفهوماً أسمى من الحكمة... أي إنّه العلم المقترن بالإِستعداد للتنفيذ والعمل، وبتعبير آخر: إن الحكم هو القدرة على القضاء الصحيح الخالي من الهوى والخطأ!
أجلْ، إنّ إبراهيم(عليه السلام) يطلب من الله قبل كل شيء المعرفة العميقة الصحيحة المقرونة بالحاكميّة، لأن أي منهج لا يتحقق دون هذا الأساس!
وبعد هذا الطلب يسأل من الله إلحاقه بالصالحين، وهو إشارة إلى الجوانب العملية، أو كما يصطلح عليها بـ «الحكمة العملية» في مقابل الطلب السابق وهو «الحكمةالنظرية»!...
ولا شك أن إبراهيم(عليه السلام) كان يتمتع بمقام «الحكم» وكان في زمرة الصالحين أيضاً... فلم سأل الله ذلك؟!
الجواب على هذا السؤال هو أنّه ليس للحكمة حد معين، ولا لصلاح الإِنسان حدّ، فهو يطلب ذلك ليبلغ المراتب العليا من العلم والعمل يوماً بعد يوم، حتى وهو في موقع النبوة، وأنه من أولي العزم.. لا يكتفي بهذه العناوين...
ثمّ ـ إضافة إلى ذلك ـ فإنّ إبراهيم(عليه السلام) يعلم أن كل ذلك من الله سبحانه، ومن الممكن في أي لحظة أن تسلب هذه المواهب أو تزل به القدم، لذا فهو يطلب دوامها من الله إضافة إلى التكامل، كما أننا نخطو ونسير إن شاء الله في الصراط المستقيم، ومع ذلك فكلّ يوم نسأل ربّنا في الصلاة أن يهدينا الصراط المستقيم، ونطلب منه التكامل ومواصلة هذا الطريق!
وبعد هذين الطَلَبينِ... يطلبُ موضوعاً مهماً آخر بهذه العبارة: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين).
أيْ اجعلني بحال تذكرني الأجيال الآتية بخير، واجعل منهجي مستمراً بينهم فيتخذوني أُسوةً وقدوة لهم فيتحركون ويسيرون في منهاجك المستقيم وسبيلك القويم...
فاستجاب الله دعاء إبراهيم كما يقول سبحانه في القرآن الكريم: (وجعلنا لهم لسان صدق عليّاً).
ولا يبعد أن يكون هذا الطلب شاملاً لما سأله إبراهيمُ الخليل ربه بعد بناء الكعبة، فقال: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم).
ونعرف أن هذا الدعاء تحقق بظهور نبيّ الإِسلام. وذُكر إبراهيم الخليل بالخير في هذه الأُمة عن هذا الطريق، وبقي هذا الذكر الجميل مستمراً...
ثمّ ينظر إبراهيم إلى أفق أبعد من أفق الدنيا، ويتوجه إلى الدار الآخرة، فيدعو بدعاء رابع فيقول: (واجعلني من ورثة جنة النعيم).
«جنة النعيم» التي تتماوج فيها النعم المعنوية والمادية، النعم التي لا زوال لها ولا اضمحلال... النعم التي لا يمكن أن نتصورها نحنُ ـ سجناءَ الدنيا ـ فهي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت!...
وقلنا سابقاً: إن التعبير بالإرث في شأن الجنّة إمّا لأنّ معنى الإرث الحصول على الشيء دون مشقّة وعناء، ومن المسلّم أن تلك النعم التي في الجنّة تقاس بطاعاتنا، فطاعاتنا بالنسبة لا تمثل شيئاً إليها!... أو أنّ ذلك ـ طبقاً لما ورد في بعض الرّوايات ـ لأن كل إنسان له بيت في الجنة وآخر في النار، فإذا دخل النّار ورث الآخرون بيته في الجنّة ...
وفي خامس أدعيته يتوجه نظره إلى عمّه الضالّ، وكما وعده أنّه سيستغفر له، فإنّه يقول في هذا الدعاء: (واغفر لأبي إنّه كان من الضالين).
وهذا الوعد هو ما صرحت به الآية (114) من سورة التوبة إذ تحكي عنه (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إياه)! وعده من قبل، وكان هدفه أن ينفذ إلى قلبه عن هذا الطريق، وأن يجرّه إلى طريق الإيمان، لذلك قال له مثل هذا القول وعمل به أيضاً... وطبقاً لرواية عن ابن عباس أن إبراهيم(عليه السلام)استغفر لعمّه آزر مراراً، إلاّ أنه حين غادر آزر الدنيا كافراً وثبت عداؤه للدين الحق، قطع إبراهيم استغفار عن عمه، كما نرى في ذيل الآية النص التالي: (فلما تبيّن أنه عدو لله تبرأ منه).
وأخيراً فإنّ دعاءه السادس من ربَّه في شأن يوم التغابن، يوم القيامة، بهذه الصورة (ولا تخزني يوم يبعثون).
(ولا تخزني)، مأخوذ من مادة (خزي) على زنة (حزب) وكما يقول الراغب في مفرداته، معناه الذل والإنكسار الروحي الذي يظهر على وجه الإنسان من الحياء المفرط، أو من جهة الآخرين حين يحرجونه ويخجلونه!
وهذا التعبير من إبراهيم، بالإضافة إلى أنه درس للآخرين، هو دليل على منتهى الإحساس بالمسؤولية والإعتماد على لطف الله العظيم.
* * *
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان
من خطاب الامام الحجة (عليه السلام) لشيعته
وَلَو أَنَّ أَشيَاعَنا وَفَقَهُم اللهُ لِطَاعَتِهِ ، عَلَى إجتِمَاعٍ مِنِ القُلُوبِ فِي الوفَاءِ بِالعَهدِ عَلَيهُم ،لَمَا تَأخَرَ عَنهُم اليُمنُ بِلِقَائِنا ، وَلَتعَجَلَت لَهُم ، السعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنا ، عَلَى حَقِ المَعرِفَةِ وَصِدقِهَا مِنهُم بِنَا ، فَمَا يَحبِسُنَا عَنهُم إلَّا مَا يَتصِلُ بِنَا مِمَّا نَكرَهُهُ ، وَلَا نُؤثِرُهُ مِنهُم ، وَاللهُ المُستَعَانُ ، وَهُوَ حَسبُنَا وَنِعمَ الوَكِيلُ .
sigpic
تعليق
تعليق