بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لا تتعجبوا إن رأيتم سطوري حمراء ولا تستغربوا إن وجدتموها تحكي حزني وأساي ، فصاحبة الذكر قضت في هذا اليوم شهيدة .. طفلة في عمر الزهور انتفضت على الجور بصرخات حزينة ، فأفزعت السلطان وزلزلت عرش حكمه المنهار ، فلم يجد سبيلاً لإسكاتها إلا أن يُفاجأها برأس أبيها .. أمر جلاوزته بأن يسكتوها في الحال لترتاح من صرخاتها المُريبة ، نفسه الغارقة في الظلم والخائفة من ذكر النور والمنغمسة في الجريمة .. جاءوها برأس أبيها في طبقٍ مغطى ، فأعرضت عنه قائلة: ليس لي قابلية للطعام بل أُريد أن أرى أبي .. يحتضنني ويحنو علي ويهمس في أذني بكلماتٍ رقيقة .. قالوا: طلبكِ في هذا الطبق .. فرفعت الغطاء عنه وصاحت واويلاه كيف أرى رأسك يا أبتاه منفصلاً عن جسدك ، مخضباً بدماء نحرك .. أبتاه: من الذي قطع الرأس الشريف ، من الذي خضب الشيب العفيف ، من الذي أيتمني على صغر سني .. أبتاه: خذني معك ، فعيشي بدونك كدِراً وحالي في غيابِك مُزرياً .. آاااهٌ آاااه يااا أبتااااه .. لحظات وإذا بها قد هدأت ، وأنتها انقطعت وعلى رأس أبيها سقطت ، فنادى أخوها علي: عمه زينب ارفعي أختي عن رأس الحبيب فقد قضت بحسرتها شهيدة .. دُفنت في خلابة الشام ، فارتقت تلك الخربة وسمت وصارت مناراً شامخاً ومزاراً زاهراً ومضيفاً للمؤمنين ، ومقصداً للوافدين ، وملاذاً للخائفين ، ومعلماً عظيماً يراه القريب والبعيد ، ويأنس بدخوله المهموم ، ويغنم فيه المُحتاج ، فسلامٌ وألف سلام على من دُفنت فيها ، وسلام وألف سلام على من برقدتها فيها طيبت ترابها ، وزينت أعتابها .. سلام وألف سلام على رقية بنت الحسين ، الراقية بخُلقها والسامية بروحها ، والعظيمة بمواقفها على صغر سنها .. سلامٌ على من عمرها قصير وعقلها كبير .. سلامٌ على من سقطت على رأسه شهيدة محتسبة .. أبيها الإمام الحسين وصحبه الكرام .. سلامٌ على عمتها التي راعها ما جرى عليها من عظيم المصاب .. سلامٌ على أخيها الذي أفزعته مصائب الشام .. أعني الإمام السجاد .. سلام على شيعتها الناحبين على مصابها .. سلام على من تمعن في سطوري فدمعت عيناه حزنا على رزايا كربلاء
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لا تتعجبوا إن رأيتم سطوري حمراء ولا تستغربوا إن وجدتموها تحكي حزني وأساي ، فصاحبة الذكر قضت في هذا اليوم شهيدة .. طفلة في عمر الزهور انتفضت على الجور بصرخات حزينة ، فأفزعت السلطان وزلزلت عرش حكمه المنهار ، فلم يجد سبيلاً لإسكاتها إلا أن يُفاجأها برأس أبيها .. أمر جلاوزته بأن يسكتوها في الحال لترتاح من صرخاتها المُريبة ، نفسه الغارقة في الظلم والخائفة من ذكر النور والمنغمسة في الجريمة .. جاءوها برأس أبيها في طبقٍ مغطى ، فأعرضت عنه قائلة: ليس لي قابلية للطعام بل أُريد أن أرى أبي .. يحتضنني ويحنو علي ويهمس في أذني بكلماتٍ رقيقة .. قالوا: طلبكِ في هذا الطبق .. فرفعت الغطاء عنه وصاحت واويلاه كيف أرى رأسك يا أبتاه منفصلاً عن جسدك ، مخضباً بدماء نحرك .. أبتاه: من الذي قطع الرأس الشريف ، من الذي خضب الشيب العفيف ، من الذي أيتمني على صغر سني .. أبتاه: خذني معك ، فعيشي بدونك كدِراً وحالي في غيابِك مُزرياً .. آاااهٌ آاااه يااا أبتااااه .. لحظات وإذا بها قد هدأت ، وأنتها انقطعت وعلى رأس أبيها سقطت ، فنادى أخوها علي: عمه زينب ارفعي أختي عن رأس الحبيب فقد قضت بحسرتها شهيدة .. دُفنت في خلابة الشام ، فارتقت تلك الخربة وسمت وصارت مناراً شامخاً ومزاراً زاهراً ومضيفاً للمؤمنين ، ومقصداً للوافدين ، وملاذاً للخائفين ، ومعلماً عظيماً يراه القريب والبعيد ، ويأنس بدخوله المهموم ، ويغنم فيه المُحتاج ، فسلامٌ وألف سلام على من دُفنت فيها ، وسلام وألف سلام على من برقدتها فيها طيبت ترابها ، وزينت أعتابها .. سلام وألف سلام على رقية بنت الحسين ، الراقية بخُلقها والسامية بروحها ، والعظيمة بمواقفها على صغر سنها .. سلامٌ على من عمرها قصير وعقلها كبير .. سلامٌ على من سقطت على رأسه شهيدة محتسبة .. أبيها الإمام الحسين وصحبه الكرام .. سلامٌ على عمتها التي راعها ما جرى عليها من عظيم المصاب .. سلامٌ على أخيها الذي أفزعته مصائب الشام .. أعني الإمام السجاد .. سلام على شيعتها الناحبين على مصابها .. سلام على من تمعن في سطوري فدمعت عيناه حزنا على رزايا كربلاء

تعليق