إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موقف الامام الحسين من اخيه العباس ع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موقف الامام الحسين من اخيه العباس ع


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    موقف الإمام الحسين (عليه السّلام) من أخيه

    وهنا كان الموقف الرشيد من الإمام الحسين (عليه السّلام) حيث لم يصل صوت أخيه المواسي إلى مسامعه الكريمة إلاّ ولبّى نداء أخيه ، وأسرع إليه كالصقر المنقضّ ، ونزل عنده وجعل رأسه في حجره ، وأخذ يمسح الدم والتراب من على عينيه ، ويناشده عمّا يشتكي منه ويؤلمه ، ويناجيه بتوجّع وتألّم مشاركاً له آلامه ، ومشاطراً إيّاه همومه وغمومه .
    ففتح على إثر ذلك أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) عينه في وجه أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وألقى بنظرته الأخيرة عليه ، وودّع أخاه وإمامه ببسمة ارتسمت على شفتيه تحكي كلّ معاني الإخلاص والمحبّة ، وتفصح عن آيات الولاء والأخوّة .
    فما كان من الإمام الحسين (عليه السّلام) إلاّ أن ردّ على أخيه الوفي جواب سلامه وتحيّاته ، ولكن لا بنبرات صوته وجهير كلامه وإنّما بزفراته وعبراته ، وأنينه وحنينه ، وقطرات دموعه وحرارة آهاته ، ممّا ألهب بها مُحيّا أخيه وأبرد به فؤاده وصدره ، حتّى إذا أحسّ بها العبّاس (عليه السّلام) لفظ أنفاسه الأخيرة في حجر إمامه العظيم ، وأحضان سيّده الكريم قرير العين ثلج الفؤاد .
    الأهداف من ترك العبّاس (عليه السّلام) في مكانه
    وكان من دأب الإمام الحسين (عليه السّلام) وهو دأب كلّ قائد رؤوف وإمام عطوف أن يحمل جثث أنصاره ، وأجساد قتلاه الذين استشهدوا في المعركة معه إلى فسطاط أعدّه للشهداء قرب معسكره ومخيّمه ، فكان يضع بعضهم مع بعض ، وهو يقول كما عن غيبة النعماني : (( قَتْلة مثل قتلة النبيِّين وآل النبيِّين )) .

    لكن لمّا وقف الإمام الحسين (عليه السّلام) هذه المرّة على جسد أخيه الوفي أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ورآه بتلك الحالة بكى حوله ساعة ، وانصرف ولم يحمله إلى الفسطاط ، بل ترك جسد أخيه الشهيد في مكانه ، وغادر جثّته موذّرةً ومقطّعة في محلّ شهادته ومصرعه ؛ وذلك إمّا نزولاً إلى رغبته وتلبية لطلبه (عليه السّلام) ؛ حيث إنّه ـ على ما روي ـ طلب من أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) مُقسماً عليه بجدّه (صلّى الله عليه وآله) أن يتركه مكانه ما دام به رمق ، وأن لا يحمله إلى فسطاط الشهداء ؛ لأنّه قد وعد سكينة بالماء وهو يستحي منها .
    ولأنّه أشفق على أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) فأراد أن يعفيه من عناء حمله ومشقّة نقله إلى الفسطاط ؛ ولأنّه أراد بذلك الحفاظ على عواطف النساء والأطفال ، وأراد أن يخفي عنهم خبر شهادته المفزعة لهم ولو إلى لحظات ، وأن يحجب جسمه الموذّر المفجع لهم عن أنظارهم ولو بضع ساعات .
    ولأنّ الأعداء كانوا قد قطعوا جسمه الشريف إرباً إرباً بحيث لم يمكن حمله ـ حسب الظاهر ـ إلى الخيام ولا نقله إلى الفسطاط ؛ ولأنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) ترك أخاه العبّاس (عليه السّلام) في مكانه ولم يحمله إلى الفسطاط إشارة منه إلى أنّ أخاه يستحق التعظيم والتبجيل باتّخاذ مرقد منفرد له ، ونصب شبّاك مجلّل على قبره ، ورفع بنيان شامخ حول ضريحه ، وتشييد روضة مباركة أطراف مرقده ؛ وذلك تقديراً منه لوفائه ، وشكراً منه على مواقفه الرشيدة تجاه إمامه .
    وليكون بعد شهادته ـ كما كان أيام حياته ـ باباً للإمام الحسين (عليه السّلام) ؛ فيقصده الزائرون ، ويؤمّه الموالون والمحبّون ، ويحجّ إليه أرباب المسائل والحوائج وأصحاب الضرّ والفاقة ، والفقر والمسكنة أوّلاً ، ويشفّعونه عند أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوسّطونه في حوائجهم إليه ، ثمّ يقصدون روضة الإمام
    الحسين (عليه السّلام) للزيارة والاستشفاع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم وبلوغ أمانيهم وآمالهم ثانياً .

    المصدر الخصائص العباسيه
    التعديل الأخير تم بواسطة نور النور ; الساعة 23-12-2012, 11:25 AM. سبب آخر:
    sigpic
يعمل...
X