اللهم صل على محمد وآل محمد
في أنّه (عليه السّلام) ساقي عطاشى كربلاء
فإنّ أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) لو استقى من نهر المجرّة ـ ناهيك عن نهر الفرات ـ لجعل رمحه الطويل سلّماً يصعد عليه ، ومدرجاً يرتقي عبره إلى السماء ليحمل منه الماء ويأتي به إليهم ، وكذلك كان أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) , وأنعم به شهماً غيوراً ، وبطلاً مقداماً .
أمران مهمّان
ثمّ إنّ في البيتين الأوّليين إشارة إلى أمرين مهمّين يتطلّبان الوقوف عندهما قليلاً ، وهما كما يلي :
الأمر الأوّل : فيهما إشارة إلى مقام السّقاية وعظم مكانتها ، والمماثَلة بين ساقيين أحدهما أعظم من الآخر وأكبر درجة عند الله ، وهو الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وذلك في يوم القيامة الكبرى وعلى حوض الكوثر ، والآخر هو ابن الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وذلك في يوم عاشوراء يوم القيامة الصغرى وعلى نهر الفرات .
الأمر الثاني : فيهما إشارة إلى عظمة الساقي وكبير فضله ، والمقارنة بين موقفي الساقيين أحد الموقفين أرقّ من الموقف الآخر وأشجى للقلوب ، وهو إنّ ساقي العطاشى في كربلاء أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) كان يغلي قلبه من شدّة العطش والظمأ ، مع أنّ الساقي يقتضي أن يكون راوياً هانياً لأنّه صاحب ماء ؛ إذ لو لم يكن له ماء فكيف يصحّ أن يكون ساقياً ؟!
وهذا ما يبعث على تساؤل السامع عن أنّه كيف يمكن أن يكون ساقياً للماء وهو في نفس الوقت عطشان ويقضي ظامياً ؟
نعم ، إنّ أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) كان ساقياً للماء ومع ذلك كان عطشان وقضى ظامياً ؛ مواساةً لسيّده وإمامه الإمام الحسين (عليه السّلام) . وكفى به كرماً ونبلاً ، وعزّاً وشرفاً ، وقد نحله الإمام الصادق (عليه السّلام) على عمله الكبير هذا وساماً بقي ولا يزال إلى يوم القيامة فخراً ولآخرته ذخراً ؛ وذلك حين خاطبه في زيارته المعروفة قائلاً : (( فنِعم الأخ المواسي )) .
في أنّه (عليه السّلام) ساقي عطاشى كربلاء
إذا كانَ ساقي الناسِ في الحشرِ حيدرٌ فـساقي عُطاشى كربلاءِ أبو iiالفضلِ
على أنّ ساقي الناسِ في الحشرِ iiقلبُهُ مـريعٌ وهـذا بـالظما قـلبُهُ iiيغلي
وقال السّيد جعفر الحلّي في سقاية العبّاس (عليه السّلام) لعطاشى كربلاء :على أنّ ساقي الناسِ في الحشرِ iiقلبُهُ مـريعٌ وهـذا بـالظما قـلبُهُ iiيغلي
وتشتكي العطشَ الفواطمُ عندهُii وبصدرِ صعدتهِ الفراتُ المفعمُ
لو iiسدّ ذو القرنين دونَ ورودهِ ii نـسـفتهُ همّتهُ بما هو أعظمُ
ولو استقى نهرَ المجرّةِ لارتقىii وطـويـلُ iiذابـلهِ إليها سلّمُ
يصوّر الشاعر الموالي لأهل البيت (عليهم السّلام) السّيد جعفر الحلي في هذه الأبيات الأخيرة جدارة أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) لحمل وسام (ساقي عطاشى كربلاء) ، وتأهّله للقيام بهذه المهمّة الشريفة ، ويصفه بأنّه من عظيم همّته وكبير عزمه وشدّة غيرته لا يسمح لنفسه أن يرى واحدة من الفواطم تتلوّى عطشاً ، ويسمع منها تشتكي ظمأً ؛ فإنّه يوفّر لها الماء حتّى ولو كان بينه وبين الماء سداً منيعاً كسد ذي القرنين المعروف بالقوة والإحكام . لو iiسدّ ذو القرنين دونَ ورودهِ ii نـسـفتهُ همّتهُ بما هو أعظمُ
ولو استقى نهرَ المجرّةِ لارتقىii وطـويـلُ iiذابـلهِ إليها سلّمُ
فإنّ أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) لو استقى من نهر المجرّة ـ ناهيك عن نهر الفرات ـ لجعل رمحه الطويل سلّماً يصعد عليه ، ومدرجاً يرتقي عبره إلى السماء ليحمل منه الماء ويأتي به إليهم ، وكذلك كان أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) , وأنعم به شهماً غيوراً ، وبطلاً مقداماً .
أمران مهمّان
ثمّ إنّ في البيتين الأوّليين إشارة إلى أمرين مهمّين يتطلّبان الوقوف عندهما قليلاً ، وهما كما يلي :
الأمر الأوّل : فيهما إشارة إلى مقام السّقاية وعظم مكانتها ، والمماثَلة بين ساقيين أحدهما أعظم من الآخر وأكبر درجة عند الله ، وهو الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وذلك في يوم القيامة الكبرى وعلى حوض الكوثر ، والآخر هو ابن الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وذلك في يوم عاشوراء يوم القيامة الصغرى وعلى نهر الفرات .
الأمر الثاني : فيهما إشارة إلى عظمة الساقي وكبير فضله ، والمقارنة بين موقفي الساقيين أحد الموقفين أرقّ من الموقف الآخر وأشجى للقلوب ، وهو إنّ ساقي العطاشى في كربلاء أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) كان يغلي قلبه من شدّة العطش والظمأ ، مع أنّ الساقي يقتضي أن يكون راوياً هانياً لأنّه صاحب ماء ؛ إذ لو لم يكن له ماء فكيف يصحّ أن يكون ساقياً ؟!
وهذا ما يبعث على تساؤل السامع عن أنّه كيف يمكن أن يكون ساقياً للماء وهو في نفس الوقت عطشان ويقضي ظامياً ؟
نعم ، إنّ أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) كان ساقياً للماء ومع ذلك كان عطشان وقضى ظامياً ؛ مواساةً لسيّده وإمامه الإمام الحسين (عليه السّلام) . وكفى به كرماً ونبلاً ، وعزّاً وشرفاً ، وقد نحله الإمام الصادق (عليه السّلام) على عمله الكبير هذا وساماً بقي ولا يزال إلى يوم القيامة فخراً ولآخرته ذخراً ؛ وذلك حين خاطبه في زيارته المعروفة قائلاً : (( فنِعم الأخ المواسي )) .
تعليق