اللهم صل على محمدوآل محمد
العبّاس (عليه السّلام) وإصابة السهم عينه
نُقِلَ عن المرحوم آية الله السيّد محمّد إبراهيم القزويني أنّه يؤم الناس في صلاة الجماعة في صحن الروضة المقدّسة لأبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وكان يرق المنبر بعد انقضاء صلاة الجماعة ، الخطيب الشهير ، والواعظ المعروف آنذاك سماحة الشيخ محمّد علي الخراساني ، وفي ليلة من الليالي تعرّض سماحة الشيخ الخراساني في منبره لطريقة استشهاد أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وتذكّر بالخصوص إصابة السهم عينه الكريمة ، فبكى المرحوم آية الله السيّد القزويني على إثر حكاية سماحة الشيخ الخراساني هذا المصاب بكاءً شديداً ، وتأثّر من ذلك تأثّراً كبيراً .
فلمّا نزل سماحة الشيخ الخراساني من المنبر قال له آية الله السيّد القزويني : شيخنا ، أرجو من سماحتكم أن لا تذكروا في منبركم مثل هذه المصائب العظيمة ، والرزايا المفجعة والمشجية التي يظنّ أنّه لا سند قوي لها ، ولا أصل ثابت يمدها ظاهراً .
ولكن المرحوم آية الله السيّد القزويني نفسه التقى سماحة الشيخ الخراساني في اليوم التالي وأخذ يعتذر من سماحة الشيخ ، ويطلب عفوه من اعتراضه عليه يوم أمس ، فلمّا سأله سماحة الشيخ الخراساني عن سبب الاعتذار أجاب قائلاً : لقد رأيت البارحة في منامي أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) فتشرّفت بخدمته ، وفزت بلقائه ، وسعدت بتنبيهه (عليه السّلام) إيّاي ؛ فإنّه (عليه السّلام) التفت إليّ مشيراً إلى ما جرى بيني وبينك بالأمس ، وقال مخاطباً إيّاي : أيّها السيّد ، كيف اعترضت على الشيخ الخراساني في ما ذكره من المصاب مع أنّك لم تكن حاضراً واقعة كربلاء ، ولم تكن شاهداً ما جرى عليَّ يوم عاشوراء ؟
اعلم أيّها السيّد إنّهم لمّا قطعوا يديّ
غدراً وغيلة ، وظلماً وعدواناً ، رشقوني بالسهام كرشق المطر ، ورموني بالنبال رمي النار الشرر ، فأصاب عيني سهم منها ونبت في حدقتها ، فحاولت إخراجه وإزاحته من عيني ، وحيث أنّه لا يد لي حركت رأسي بشدّة ليقع السهم منها ، ولكن كلّما حركت رأسي لم يخرج السهم وإنّما وقعت العمامة من رأسي ، عندها رفعت ركبتي وقربت رأسي حتّى أخرج السهم بركبتي ، فإذا بي اُجابه بضربة عمد من حديد على رأسي أدّت بي إلى أن أهوى من على ظهر جوادي إلى الأرض .قال السيّد : عندها بكيت واشتدّ بكائي ، وعلى إثره انتبهت من نومي نادماً حزيناً ، وعلمت أنّي كنت مشتبهاً في اعتراضي ، مخطئاً في انتقادي ، وأنا الآن استغفر الله وأتوب إليه ممّا صدر منّي .