إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفادي ,,,,

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفادي ,,,,


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    روي عن الإمام زين العابدين (عليه السّلام) أنّه قال في حقّ عمّه أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) كلاماً جاء فيه : (( رحم الله عمّي العبّاس ؛ فلقد آثر ، وأبلى ، وفدى أخاه بنفسه )) .

    والكلام هنا في تفدية العبّاس (عليه السّلام) أخاه الإمام الحسين (عليه السّلام) بنفسه ؛ حيث منه عُرف (عليه السّلام) بالفادي ، علماً بأنّ الفادي من حيث المعنى الغوي هو مَنْ يقدّم ماله ويقدّم نفسه ودمه فداءً لغيره حتّى يخلّصه به ، ويقيه عبره من الأسر والقتل ، فكأنّه يشتري بذلك حياة غيره ، ويخلّصه من الخطر المحدق به .
    الفداء العظيم
    قال الله تعالى في قصة إبراهيم الخليل (عليه السّلام) عندما أمره بذبح ابنه إسماعيل الذبيح (عليه السّلام) ، ثمّ عفا عن ذلك : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) ؛ فلقد جاء في عيون الأخبار مسنداً عن الإمام الرضا (عليه السّلام) أنّه قال : (( لمّا أمر الله تعالى إبراهيم أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه ، تمنّى إبراهيم (عليه السّلام) أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده ، وأنّه لم يُؤمر بذبح الكبش مكانه ؛ ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده بيده ، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .
    فأوحى الله (عزّ وجلّ) إليه : يا إبراهيم ، مَنْ أحبّ خلقي إليك ؟
    قال : يا ربّ ، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد (صلّى الله عليه وآله) .
    فأوحى الله إليه : يا إبراهيم ، أفهو أحبّ إليك أو نفسك ؟
    قال : بل هو أحبّ إليّ من نفسي .
    قال : فولده أحبّ إليك أو ولدك ؟
    قال : بل ولده .
    قال : فذبحُ ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك ، أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟
    قال : يا ربّ ، بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي .
    قال يا إبراهيم ، إنّ طائفة تزعم أنّها من اُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ستقتل الحسين (عليه السّلام) ابنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يُذبح الكبش ، ويستوجبون بذلك سخطي .
    فجزع إبراهيم لذلك وتوجّع قلبه ، وأقبل يبكي ، فأوحى الله تعالى إليه : يا إبراهيم ، قد قبلت جزعك على ولدك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين (عليه السّلام) وقتله ، وأوجبت لك أرفع درجات الثواب على المصائب . وذلك قول الله (عزّ وجلّ) : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) .
    فالفادي هنا في هذه القصة هو إبراهيم الخليل (عليه السّلام) ، والفداء هو الكبش الذي أتى به جبرائيل (عليه السّلام) من الجنّة ، والمُفدّى هو إسماعيل الذبيح ، فكون إبراهيم الخليل (عليه السّلام) قد اشترى حياة ابنه إسماعيل الذبيح (عليه السّلام) بتفدية الكبش عنه )) .
    ولكن في قصّة كربلاء كان الفادي هو أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، والفداء هو نفسه الزكيّة ، ودمه الشريف ، والمُفدّى هو الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فيكون أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) قد اشترى حياة أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) بتفدية نفسه ، وبذل دمه عنه .
    العبّاس (عليه السّلام) يشبه أباه
    ولقد أشبه أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) في تفدية أخاه الإمام الحسين (عليه السّلام) بنفسه أباه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ؛ حيث فدى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) أخاه وابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بنفسه ، وذلك في ليلة المبيت .
    فقد روى الشيخ الطوسي في أماليه مسنداً عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السّلام) في قول الله (عزّ وجلّ) : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ ) أنّه قال : (( نزلت في علي (عليه السّلام) حين بات على فراش رسول الله (صلّى الله عليه وآله) )) .
    وفي شرح الآيات الباهرة وغيره من كتب التفسير : إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) لمّا أراد الهجرة خلّف عليّاً (عليه السّلام) لقضاء ديونه ، وردّ الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خروجه إلى الغار وقد أحاط المشركون في الدار أن ينام على فراشه ، قائلاً : (( أُخبرك يا عليّ ، إنّ الله يمتحن أوليائه على قدر إيمانهم ومنازلهم في دينه ، فأشدّ الناس بلاءً الأنبياء ، ثمّ الأمثل فالأمثل . وقد امتحنك يابن العمّ وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم (عليه السّلام) والذبيح إسماعيل (عليه السّلام) ، فصبراً صبراً ؛ فإنّ رحمة الله قريب من المحسنين )) .
    ثمّ ضمّه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى صدره وبكى وجداً به ، وبكى عليّ (عليه السّلام) جشعاً لفراق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ثمّ أوصاه بوصاياه ، وأمره في ذلك بالصبر حتّى صلّى العشائين ، ثمّ خرج (صلّى الله عليه وآله) في فحمة العشاء الآخرة والرصد من قريش قد أطافوا بداره .
    نام علي (عليه السّلام) على فراش رسول الله (صلّى الله عليه وآله) موطّناً نفسه على القتل ، فأوحى الله تعالى إلى جبرائيل وميكائيل : (( إنّي آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيّكما يؤثر صاحبه بحياته ؟ )) .
    فاختار كلّ منهما الحياة ، فأوحى الله (عزّ وجلّ) إليهما : (( أفلا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) ؛ آخيت بينه وبين محمّد (صلّى الله عليه وآله) فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره
    بالحياة ؟ اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه )) .
    فنزلا ، فكان جبرائيل عند رأسه ، وميكائيل عند رجيله ، وجبرائيل يقول : بخٍ بخٍ ! مَنْ مثلك يا عليّ بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة !
    فأنزل الله (عزّ وجلّ) على رسوله (صلّى الله عليه وآله) وهو متوجّه إلى المدينة في شأن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ ) .
    الفادي بزعم المسيحيِّين
    يزعم المسيحيون أنّ الفادي هو المسيح عيسى بن مريم (عليه السّلام) ، فإنّهم يقولون ( الفادي ) لقب السيّد المسيح الذي فدى البشر بدمه الكريم ، ثمّ يرتّبون على زعمهم هذا غفران كلّ ما يرتكبونه من ذنوب وخطايا ، ويبرّرون به جميع جرائمهم وجناياتهم بحجّة أنّ المسيح كفّرها عنهم ، وهذا غير تامّ من وجوه :
    1 ـ إنّ المسيح (عليه السّلام) لم يصلب ولم يُقتل ، وإنّما رفعه الله تعالى إليه ، كما في القرآن الكريم : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلكِن شُبّهَ لَهُمْ وَإِنّ الّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتّبَاعَ الظّنّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) .
    وفي تفسير مجمع البيان عن ابن عبّاس أنّه قال : لمّا مسخ الله تعالى الذين سبّوا عيسى واُمّه بدعائه ، بلغ ذلك يهوذا وهو رأس اليهود ، فخاف أن يدعو عليه , فجمع اليهود فاتّفقوا على قتله ، فبعث الله تعالى جبرائيل يمنعه منهم ويعينه عليهم ، وذلك معنى قوله تعالى : ( وَأَيّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) .
    فاجتمع اليهود حول عيسى فجعلوا يسألونه فيقول لهم : يا معشر اليهود ، إنّ الله تعالى يبغضكم . فساروا إليه ليقتلوه ، فأدخله جبرائيل في خوخة البيت الداخل لها روزنة في سقفها ، فرفعه جبرائيل إلى السماء ، فبعث يهوذا رأس اليهود رجلاً من أصحابه
    اسمه ( طيطانوس ) ليدخل عليه الخوخة فيقتله ، فدخل فلم يره ، فأبطأ عليهم فظنوا أنّه يقاتله في الخوخة ، فألقى الله عليه شبه عيسى ، فلمّا خرج على أصحابه قتلوه وصلبوه .
    وقيل : أُلقي عليه شبه وجه عيسى ولم يلقَ عليه شبه جسده ، فقال بعض القوم : إنّ الوجه وجه عيسى ، والجسد جسد طيطانوس ! وقال بعضهم : إن كان هذا طيطانوس فأين عيسى ؟! وإن كان هذا عيسى فأين طيطانوس ؟! فاشتبه الأمر عليهم .
    ومع هذا الترديد والتشكيك من الذين تولّوا القتل والصلب لا يثبت كون المقتول والمصلوب هو عيسى (عليه السّلام) وإن تواتروا وأجمعوا عليه ، وهو واضح لا غبار عليه .
    فالقصّة إذاً من أساسها متزلزلة ومشكوكة ، فلا يعتمد عليها ؛ إذ لا أساس رصين لها رأساً .
    2 ـ إنّ المسيح (عليه السّلام) بعد إخبار الله تعالى بعدم قتله لم يكن فادياً ، وإذا كان كذلك لم يصدق عليه لقب ( الفادي ) فبطل مزاعم المسيحيّين .
    3 ـ إنّ ( الفادي ) على زعم المسيحيّين بالمعنى الذي يصوّرونه للسيّد المسيح (عليه السّلام) هو إسفاف بالسيّد المسيح (عليه السّلام) ، وهبوط به من مستواه الرفيع ، ومقامه المنيع الذي هو هداية البشر إلى مستوى تكفير خطايا البشر ، الذي يكون هو خير مبرّر لارتكاب البشر كلّ ما يشتهيه من جرائم وجنايات ، وما يهواه من خطايا وذنوب والذي من جملتها ، بل ومن أكبرها وأعظمها جناية هو الإسفاف بالسيّد المسيح (عليه السّلام) إلى مستوى تكفير خطايا البشر وتبريرها .
    الفادي لدى المسلمين
    بينما ( الفادي ) عند المسلمين هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ؛ حيث فدى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بنفسه ، ثمّ من بعده ابنه أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) الذي فدى أخاه
    الإمام الحسين (عليه السّلام) بنفسه .
    وما كان فداء ( الفادي ) الأوّل إلاّ لخلاص رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الأعداء ، وبقائه سالماً قادراً على تبليغ رسالات الله , وهداية الناس إلى الله تعالى وإلى دينه الحنيف . كما إنّه لم يكن فداء ( الفادي ) الثاني إلاّ وقاءً لابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذي فدى دين الله بنفسه ، وقدّم دمه لإنقاذه وإبقائه ، والحفاظ على أتعاب جدّه (صلّى الله عليه وآله) .
    فأيقض به عقول البشر وضمائرهم ، وأرهف عبره شعورهم وعواطفهم ؛ ليدلّهم على الله ، ويهديهم إلى دينه القويم ، وسراطه المستقيم ، وذلك كما قال فيه الإمام الصادق (عليه السّلام) عند زيارته : (( وبذل مهجته فيك ؛ ليستنقذ عبادك من الجهالة وحَيرة الضلالة )) .
    المقارنة بين الفاديين
    ومن المعلوم أنّ هناك فرقاً كبيراً وواضحاً بين أن يكون ( الفادي ) مكفّراً لذنوب البشر بدمه الكريم كما يزعمه المسيحيّون بالنسبة إلى السيّد المسيح (عليه السّلام) ، وبين أن يكون ( الفادي ) مضيئاً لدرب التائهين من البشر ، وهادياً لهم إلى الطريق القويم ، ودالاً إيّاهم على الصراط المستقيم ، ومنقذاً لهم من ظلمات الجهل والجهالة إلى نور العلم والثقافة ، ومن حيرة الباطل والضلالة إلى مرفأ الحقّ والهداية .
    وذلك على ما يعتقده المسلمون بالنسبة إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وابنه أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ؛ فإنّ ( الفادي ) بالمعنى الأوّل الذي يزعمه المسيحيّون بالنسبة إلى السيّد المسيح (عليه السّلام) ، إضافة إلى أنّه إسفاف بالسيّد المسيح (عليه السّلام) من مستواه الرفيع إلى هوّة الحضيض ، هو ترويج للظلم والجرم ، والذنوب والخطايا ، وتشجيع للجناة والظالمين ، والعصاة والمذنبين ، وتبرير لأعمالهم
    السيئة وأفعالهم القبيحة .
    أليس مَنْ يعلم بأنّ سيّئاته وقبائحه مكفّرة يتمادى في ظلمه وجوره ، وينغمر في السيئات والقبائح ، بينما ( الفادي ) بالمعنى الثاني الذي يعتقده المسلمون بالنسبة إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وابنه أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ؛ فإنّه إضافة إلى إعطاء الإمام وابنه ما يستحقّانه من المقام الذي خصّهما الله تعالى به ، هو ترويج للعدل والإحسان ، والمثل والقيم ، وتشجيع للمحسنين والمقسطين ، والمؤثرين والمواسين ، وترغيب في الأعمال الصالحة والأفعال الحسنة ؟!
    أليس مَنْ يرى إمامه ويرى ابن إمامه يفدي نفسه للهدى والحقّ ، ويبذل دمه لنصرة دين الله ، ويضحّي بكلّ ما لديه لأجل هداية الناس إلى نور العلم والعدل ، والخير والتقوى ، يرغب في الخير والتقوى ، ويضّحي من أجل تعميم القسط والعدل ، وتعزيز المثل والقيم ؟!
    sigpic

  • #2
    السلام على قمر العشيرة
    السلام على كافل زينب
    السلام على الفادي نفسة للدين
    &&&&&&&&&&&&&
    الاخت العزيزة اية الشكر

    جل الشكر الموصول لك ولمشاركاتك القيمة


    نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا
    حيدرية حشمتنا فاطمية آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية .أدعيتنا سجادية علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية .كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية.حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية

    تعليق


    • #3
      السلام على قمر العشيره
      شكرا لمروركم الرائع
      sigpic

      تعليق

      يعمل...
      X