اللهم صل على محمد وآل محمد
امّ البنين (عليها السّلام) ومنزلة العبّاس (عليه السّلام) عندها
إنّ الاُمّ وإن عُرف بأنّه يشدّها إلى ابنها محبّة الاُمومة ، وعلاقة الحمل والرضاع ن والتربية والحضانة ، إلاّ أنّ اُمّ البنين (عليها السّلام) قد فاقت في محبّتها لولدها العبّاس (عليه السّلام) على محبّة الاُمومة ، وسمت في علاقتها به علاقة القرابة القريبة ؛ وذلك لمعرفتها بما يحمله أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) بين جوانبه من إيمان راسخ وولاء كبير لأخيه وإمامه الإمام الحسين (عليه السّلام) .
وما يضمّه بين أضلاعه من إخلاص لله تعالى ولرسوله ولدينه وإمامه ، وما ينطوي عليه من صفات خيّرة وخلق كريم ؛ حيث اجتماع كلّ ذلك في أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، والذي بشّرته به إرهاصات ولادته (عليه السّلام) ، بل وقبل ولادته وحمله ، جعلت له مكانة عظيمة لدى اُمّه اُمّ البنين (عليها السّلام) ، وأحرزت له منزلة رفيعة لديها ؛ ولذلك نراها (عليها السّلام) تعوّذه من صغره بقولها :
أُعـيـذهُ بـالواحدِ من عينِ كلّ حاسدِ
قـائـمِهمْ والقاعدِii ii مـسلمِهمْ والجاحدِ
صـادرِهم iiوالواردِ ii مـولودِهمْ والوالدِ
وترثيه بعد شهادته بقولها : قـائـمِهمْ والقاعدِii ii مـسلمِهمْ والجاحدِ
صـادرِهم iiوالواردِ ii مـولودِهمْ والوالدِ
يا مَنْ رأى العبّاس كرّ iiعـلـى جماهيرِ النّقدْ
ووراه iiمـن أبناءِ حي درِ كـلُّ iiليثٍ ذي لُبدْ
نُـبّئتُ أنّ ابني أُصيii بَ بـرأسهِ مقطوعَ يدْ
ويـلي على شبلي أماii iiلَ برأسِهِ ضربُ العمدْ
لو كانَ سيفكَ في يدِيii ك لـما iiدنا منكَ أحدْ
ووراه iiمـن أبناءِ حي درِ كـلُّ iiليثٍ ذي لُبدْ
نُـبّئتُ أنّ ابني أُصيii بَ بـرأسهِ مقطوعَ يدْ
ويـلي على شبلي أماii iiلَ برأسِهِ ضربُ العمدْ
لو كانَ سيفكَ في يدِيii ك لـما iiدنا منكَ أحدْ
وقولها الآخر :
لا تـدعـوَنّـي ويكِ اُمَّ البنينْii تـذكّـريني iiبـليوثِ العرينْ
كـانـت بـنونَ ليَ أُدعى بهمْii ii والـيومُ أصبحتُ ولا من بنينْ
أربـعـةٌ iiمـثـلُ نسورِ الرُّبى قد واصلوا الموتَ بقطعِ الوتينْ
تـنـازعُ الـخرصانُ أشلاءَهمii ii فـكـلّهم أمسى صريعاً طعينْ
يـا لـيتَ iiشعري أكما أخبروا بــأنّ iiعـبّاساً قطيعَ اليمينْ
نعم ، إنّ اُمّ البنين (عليها السّلام) كانت هي أوّل مَنْ رثى العبّاس (عليه السّلام) على ما في مقاتل الطالبيِّين ؛ فإنّها كانت تخرج إلى البقيع تندب أولادها الأربعة ؛ العبّاس (عليه السّلام) وإخوته عبد الله وجعفر وعثمان ، أشجى ندبة وأحرقها ، فيجتمع الناس لسماع ندبتها والبكاء معها مساعدة لها ، حتّى إنّ مروان هذا العدو اللدود لبني هاشم كان إذا مرّ بالبقيع وسمع ندبة اُمّ البنين أقبل وجلس يبكي مع الناس لبكائهاكـانـت بـنونَ ليَ أُدعى بهمْii ii والـيومُ أصبحتُ ولا من بنينْ
أربـعـةٌ iiمـثـلُ نسورِ الرُّبى قد واصلوا الموتَ بقطعِ الوتينْ
تـنـازعُ الـخرصانُ أشلاءَهمii ii فـكـلّهم أمسى صريعاً طعينْ
يـا لـيتَ iiشعري أكما أخبروا بــأنّ iiعـبّاساً قطيعَ اليمينْ
تعليق