اللهم صل على محمد وآل محمد
العبّاس (عليه السّلام) ومقامه عند محبّيه وشيعته
لقد رفع الله مقام أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) وأعلى منزله في الدنيا والآخرة ، ولدى محبّيه وشيعته ، بل ولدى الناس أجمعين ، حتّى إنّ العلاّمة الدربندي في أسرار الشهادة كما عن معالي السبطين ، قال وهو يصف بعض ما لأبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) من الجاه والمقام عند الناس :
ثمّ انظر إلى اسمه الشريف عند المخالف والموالف ؛ فإنّه قد جعل قريباً من أسماء الأئمّة الحجج ، ولا تمضي ساعة إلاّ وقد وقع الحلف باسمه الشريف ، بل الرعب منه أكثر من غيره ، بحيث لا يحلفون باسمه كذباً ؛ خوفاً من الابتلاء والافتضاح ، وقد شاهدوا ذلك باُمّ أعينهم .
وقصة التوسل به في قضاء الحوائج معروفة ، بحيث إنّه لا يمضي أسبوع واحد إلاّ وقد علا أحدهم المنارة العبّاسيّة المباركة ، وأخذ ينادي بأعلى الصوت : رفع الله راية العبّاس ، وبيّض وجهه ؛ فإنّه قد قضيت حوائجنا بتوسّلنا به إلى الله تعالى ، ونزولنا بفنائه ، ولجوئنا ببابه ، ثمّ قال : وكيفيّة النذورات له وكثرتها معلوم وواضح .
ويشهد لهذا التصريح المذكور في معالي السبطين ، والمحكي عن أسرار الشهادة ، التاريخ الغابر والمعاصر ، وكلّ مَنْ توفّق لأن يقصد أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) ويتشرّف بالحضور في روضته المباركة ، ويزوره في كربلاء المقدّسة عن كثب ؛ حيث إنّه يشاهد كلّ هذه الاُمور قائمة في روضته المباركة على قدم وساق ، ولا عجب من ذلك ؛ إذ هو الذي منحه الله تعالى وسام ( باب الحوائج ) ، وآلى على نفسه أن لا يردّ صاحب حاجة من بابه (عليه السّلام) خائباً ، ولا مؤمّلاً به محروماً ، بل يردّهم بحوائجهم مفلحين منجحين ، وسالمين غانمين .
العلماء إذا زاروا مرقد العبّاس (عليه السّلام)
هذا ، وقد جاء في المأثور من زيارة أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) المرويّة في المزار الكبير لابن المشهدي ، بسند صحيح عن الإمام الصادق (عليه السّلام) ، إنّ من آدابها هو أن ينكبّ الزائر على مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ويقبّله ، ويقول كذا وكذا .
وجاء في مزار الشيخ المفيد ، ومزار السيّد ابن طاووس ، أنّه عندما يستأذن الزائر في الدخول إلى روضة أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) المباركة ، يدخل وينكبّ على القبر الشريف ، ويقول وهو مستقبل القبلة : (( السّلام عليك أيّها العبد الصالح . . . )) .وفي زيارة اُخرى له (عليه السّلام) : (( ثمّ تنكبّ على القبر وتقبّله ، وتقول : بأبي أنت واُمّي يا ناصر دين الله ! . . . )) .
تعليق