تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
روى لنا احد الثقات من ذريت محمد صلى الله عليه واله انه كانت هناك قرية في جنوب العراق وكان في تلك القرية سيد وكان من أهل التقوى والورع وفقير الحال وكان أهل القرية يجلونه ويحترمونه فهو يشاركهم في كل صغيرة وكبيرة من أمورهم الحياتية والاجتماعية وكان دائماَ يحدث أهل القرية عن مظلومية الحسين وما جرى علية في عاشوراء ، وفي يوم من الأيام دخل الجيش البريطاني الى العراق واخذ يحتل المدن تلو الأخرى حتى وصل الى مشارف تلك القرية واخذ يقصف بيوت القرية بالمدافع الثقيلة ، فهرب أهل القرية من حيث لا يشعرون في ارض الله ومن ضمنهم ذلك السيد وقد انفردت معه امرأة وابنتها الصغيرة وكانت تقول له انا داخله عند الله وعندك وأثناء هروبهما اعترضهما نهر الفرات فرمى السيد بنفسه في الماء لكي يعبر النهر متناسياً المرأة خلفه لهول ما هو فيه واذا بالمرأة تصرخ خلفه وتقول له : ( يا أبن رسول لله أتتركني هنا وقد كنت في حماك)
فرجع السيد وهو يعتذر منها وبقت عباءته في الماء وقليل منها على الأرض فقال لها ارمي بنفسك في الماء وأنا أساعدك على العبور فقالت له انا لا اعرف السباحة وابنتي ، ماذا افعل لها ؟ فتحيّر السيد في أمرها وماذا يفعل لينقذها وقد وصل الجيش على مقربتاً منهما ، فعند ذلك شخص ببصره الى كربلاء وهو يبكي والدموع تجري على شيبته ويقول : يا ابا عبد الله يا ابا عبد الله عندما وقفت في الطف وناديت الا من ناصر ينصرني فقد حضرك جدك رسول الله وأبوك علي وأمك فاطمة الزهراء عليهم السلام والملائكة مدججين بالسلاح بعثهم الله لنصرتك ولكنك أبيت ان ينصروك وذلك لإظهار مظلوميتك ونصرتاً لدينك وإعلاء راية الإسلام بدمك الطاهر ، وها انا يا أبن رسول الله لا أجد ناصراً غير الله وأنت فقال للمرأة سوف ارجع الى القرية لأني لا استطيع إنقاذك فمد يده الى عباءته لكي يأخذها فإذا هي كاللوح الخشبي فأدرك ان الحسين عليه السلام معه وقد أجاب استغاثته فقال للمرأة صل على محمد وال محمد واركبي معي فركبت المرأة معه وقد عبرا النهر ببركات الحسين عليه السلام وقد لقب ذلك السيد بـ(ذو العبرة ) فالحمد لله الذي منّ علينا بالحسين عليه السلام فهو سفينتاً للنجاة في الدنيا والآخرة
والحمد لله رب العالمين
تعليق