إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التجويد والتواضع؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التجويد والتواضع؟!

    قرأت موضوعاً فأعجبني فنقلته لكم

    من تواضع لله رفعه


    مرت الايام وعبارة التواضع تلك ظلت شاخصة لاتفارق ركن السبورة الموحش .. كانت تكتب باستمرار باشكال مختلفة وبخطوط متنوعة ولكنها ظلت عصية الفهم رغم شدة وضوحها.
    الحق ان دورة في علم التجويد كانت نقطة تحول في حياتي ومن خلالها اكتشفت اعظم الكنوز .. والحق ايضاً ان هذا العلم هو الباب الصحيح الواجب ولوجه ابتداءً قبل الخوض في غمار اي علم من العلوم الدينية .. ومع اقبال نعمة المعرفة والتعلم تتسلل نقمة الانتقاد والمحاسبة .. فهذا القارئ لايحسن الاتيان بالغنة وذاك القارئ لايتقن المد الطبيعي وذاك لايحسن القلقلة ولك ان تتخيل مقدار ابواب الاجر من جهة وابواب الاستغابة التي قد يفتحها هذا العلم على متعلميه وعلى متقنيه في ذات الوقت .
    في مرة دخلت المسجد .. وجدت رجلا يقرأ القرأن في مكبر الصوت كان صوته الرتيب ينساب ببطء في الهواء ليصيب كل من يسمعه بالملل ومع رتابة الصوت كان يصر على إرتكاب اخطاء فادحة في مخارج الحروف .. بعد ان أكمل تلاوته اقتربت منه مسلماً ، واثنيت على تلاوته وحاولت ان ابين له الاخطاء التي ارتكبها ، قال لي وهو يرسم ابتسامة استصغار لحديثي (( انا لا أخطأ ابداً في التجويد )) وقال مردفاً (( اعتقد اني اقرأ بدرجة قريبة من الكمال)) !! لم افهم حينها كيف يمكن لاحد ان يصل الى درجة الكمال مقابل كلمات الله العظيمة التي يتوجب ان يشعر الانسان ازاءها بالصغر والتضاؤل. وكيف يمكن ان يوصف قارئ ما بالعملاق في حضرة كلمات الله العظيم ، القاهر فوق عباده ..
    وفي احدى المحافل القرآنية وقف عريف الحفل بانتشاء وهو يقدم القارئ كمن يقدم نجما سينمائيا .. فراح صوته يتردد في جنبات المكان محتفلاً بالقارئ الذي طال انتظارُ السامعين له وتلهفَّ المتلهفون عليه ، صاحب الفتوح الاقرائية في المجال الدولي والحائز على احدى المراتب الاولى في مسابقة دولة اسلامية مجاورة .. تربع قارئ طويل القامة على منصة القراءة ، استعاذ باحترافية وبسمل بإتقان مفرح وراحت كلمات الله تنساب من بين شفتيه بحنان ثم اعاد الايات ذاتها بصوت اعلى واتى بها مرة اخرى بصوت اعلى من السابق ثم توقف عند كلمة معينة وراح يلوكها يمينا وشمالا ويعيدها مرة بعد اخرى ويتوقف عند كلمة لايصح الوقوف عليها فقط ليخرج لنا همس الكاف باحترافية ، لم نكن نصغي للمفردة القرآنية وما تحمله من معاني ، كنا فقط نسمع دون شعور كلمة واحدة ظلت تتردد دون ان تُنطَق ((أنا)) ((أنا)) ((أنا)) .. ونسمع في المقابل صيحات الجهل والغفلة ((الله)) ((الله)) ..
    فأين القرأن أذن؟ اين معانيه العظيمة ؟
    عجباً كيف اختفت في زحمة التكلف اللفظي وصرخات جواب الجواب الحادة !
    ثم راح صاحبنا يمعن في ((أناه)) لينتقل الى مضمار القراءات ليقرأ لنا رواية ورش وقراءة حمزة على هواه وهو غير مجاز بها الا ان الفوضى التي تنشر جناحيها على كل شي زحفت الى تلاوة القرأن فأوحت الى صاحبنا انه قادر ان يقرأ ما يشاء أنى يشاء وان يخلط الروايات دون علم ليصفق له الجهلة وان يتجاوز على المدود والاحكام فيهلل له المغفلون .
    لم ينجح قارؤنا الدولي رغم دوليته العارمة ان ينقلنا من احتراف الاداء اللفظي الى الاحساس بجمال المعاني الكامنة في كلمات الله ، كنت اجده متكبراً في ادائه يعوزه الكثير من التواضع لكلمات الله .. حينها فقط قفزت الى ذاكرتي تلك العبارة الخجولة القابعة في زاوية موحشة من ركن السبورة واضحة وضوح القمر في صفحة سماء داكنة الزرقة .. (( من تواضع لله رفعه ))
    من (( تواضع لكلمات الله رفعته ))
    اليست هي كلمات الله ذاتها لقارئ القرأن؟ .. )) إقرأ وترقى ، فإن منزلتك عند آخر حرفٍ تقرؤه)) .. وقد جــــاء في كـــتاب الله (( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به )) وحق التلاوة ان نتواضع لكلمات الله ونخشع لما تحمله من معاني لا ان نجعلها علكة نمضغها في افواهنا لنتكسب بها ونستعلي بها على الناس.
    فاتقوا الله يا اولي الالباب!
    ابو هاشم
    مدرسة الامام الرضا القرآنية

  • #2


    السلام على أخي الزبيدي..

    أعجبني ما نقلت وآلمني ما سطرت
    ولله در أبي هاشم أعانه الله على احتمال القواصم
    في فذلكة صاحب الصوت الرتيب وهو يدعي الكمال أمام كتاب الله المجيد
    وتلك قاصمة الظهر ومجلبة الكدر والسهر
    إنما هو قول من جَهِل والإنسان عدو ما جَهَل
    فالتجويد كما قيل:هوحلية التلاوة وزينة القراءة
    وبه وضع قانونُ كيفيةَ نطقه
    ورد الحرف إلى مخرجه وإلحاقه بنظيره
    من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف
    وخير قراءة للقرآن تلك التي تشد السامع
    وتأخذ من القلوب المجامع
    وهذه لا تتم إلا بحضور القلب
    ويهنأ بها من أشرب الماء العذب
    ورحم الله الماضين منهم الحافظ أبو عمرو الداني حيث قال:
    ليس بين التجويد وتركه إلا رياضة لمن تدبر بفكه،
    وعقبه ابن الجزري بقوله:
    ..فليس التجويد بتمضيغ اللسان، ولا بتغيير الفم ولا بتعويج الفك، ولا بترعيد الصوت، ولا بتمطيط الشد، ولا بتقطيع المد، ولا بتطنين الغنات، ولا بحصرمة الراءات، قراءة تنفر عنها الطباع وتمجها القلوب والأسماع،
    بل القراءة السهلة العذبة الحلوة اللطيفة التي لا مضغ فيها، ولا لوك ولا تعسف ولا تكلف ولا تصنع ولا تنطع،

    ولا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء، بوجه من وجوه القراءات والأداء
    وقد تظافرت كلمات الفقهاء على وجوب النطق بالمتعارف عند العرب مع الإمكان كي يحفظ اللسان

    عن الخطأ في قراءته ثم الخطأ في كلام الله تعالى
    كما أن إجادة القراءة توجب التقدم في إمامة الجماعة
    وما زاد عن ذلك مستحب، ليس لكل من هب ودب أن يكتب فيه ما أحب..


    تعليق


    • #3
      أحسنت والله يا أخي الفاضل الاستاذ علي الخفاجي على تعليقك الماتع
      لا حرمنا من ملاحظاتك الدقيقة ومشاعرك الرقيقةو
      لا عدمنا آراءك السديدة ، أعزك الله وحفظك

      تعليق

      يعمل...
      X