السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا ومرحبا بكم جميعا

{الصداقة من وجهة نظر اسلامية}
من خلال متابعتنا واطلاعنا على المنهج التربوي الإسلامي نلاحظ أن الاسلام العظيم اهتم بالصداقة والاُخوة الاجتماعية وهذا المبدأ الجيوي الهام تجسد بكل جلاء ووضوح في سيرة الرسول (ص)العملية؛ فهو (ص)الّذي أسس نظام المؤاخاة وآخى بين المهاجرين والأنصار، وأمرهم بذلك بقوله: «تآخوا في الله:
أخوين أخوين؛ ثم أخذ بيد عليّ بن أبي طالب (ع) فقال: هذا أخي، ثمّ تآخى المهاجرون والأنصار: فتآخى حمزة وزيد بن حارثة، وجعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وأبو بكر وخارجة بن زهير… الخ» .
وهكذا آخى بين أصحابه، وعلّق العلماء على تلك المؤاخاة، وحلّلوا أهدافها العقيدية والاجتماعية، قال السهيلي:
«آخى رسول(ص) بين أصحابه حين نزلوا بالمدينة؛ ليذهب عنهم وحشة الغربة، ويؤنسهم من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد أزر بعضهم ببعض…»
ويوصي الامام عليّ (ع) باتّخاذ الإخوان فيقول:
«عليكم بالإخوان، فإنهم عدّة للدّنيا، وعدة للآخرة، ألا تسمع الى قول أهل النّار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم» .
وتحدّث الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) عن أهمية الاُخوة والصداقة فقال: «ما أحدث عبد أخاً في الله الاّ له درجة في الجنة» .
من هذه التعاليم والارشادات الاجتماعية الخالدة نفهم قيمة الصداقة والاُخوة، ومعناها والاُسس الّتي ينبغي أن تقوم عليها.
فالاسلام ينظر الى الانسان أنه كائن اجتماعي بطبعه، يحمل في أعماق نفسه غريزة الاجتماع والائتلاف، ويكره الوحدة والعزلة.
وحالة العزلة والانطواء هي حالة مرضيّة ضارّة بأوضاع الفرد النفسية والاجتماعية، والحياة البشرية بطبيعتها، لا سيما في عصرنا الحاضر، حياة تفاعل بشري متواصل.
فالانسان يتفاعل مع الآخرين بدءاً من مرحلة الطفولة؛ فالطفل في بداية حياته يختلط بالأطفال الصغار في الروضة والمدرسة الابتدائية، ومع أبناء جيرانه في المحلة.
وفي مرحلة الشباب والمراهقة تنمو غريزة الاجتماع، وتشتد الدوافع الاجتماعية، فيندفع الشاب الى التعارف، وتكوين العلاقات والصداقة، والانضمام الى الجماعات السياسية والاجتماعية، والنوادي الفنية والرياضية والمهنية و... الخ، كما يختلط بالآخرين في المدرسة والجامعة والمحلة، فيتخذ بدافع الطبيعة الاجتماعية له أصدقاء وأخلاّء.
ولهذه الصداقة والخّلة دوافعها النفسية، وآثارها على السلوك والوضع النفسي، ومصير الفرد واتجاهه في الحياة، فهي من الممكن أن تكون ذات أثر سلبي يجر الناشئ والشاب الى حالة الانحراف والسقوط والمأساة التي لا علاج لها، كما لها نتائجها الايجابية على أوضاع الفرد وطبيعة حياته اذا ما وجّهت غريزة الاجتماع والعلاقة بالأصدقاء توجيهاً حسناً، كاختلاط الشاب بالأصدقاء المستقيمي السلوك، والفتاة بالفتيات المستقيمات السلوك.
فإن الانسان يكتسب من الآخرين، ولاسيما في هذه المرحلة، ويتأثر بهم، كما يكتسبون منه، ويتأثّرون به، وتتوقف درجة التأثير على قوة الشخصية، والاستعداد للتقبل.

ويمكن أن يقال أن دوافع الصداقة في مرحلة المراهقة والشباب تتمثل في:
1 ـ ملء الفراغ النفسي، ودفع الشعور بالوحدة والوحشة والضيق والضجر. وقد وضح الامام الصادق دور الخلة والصداقة في معالجة تلك المشكلة النفسية بقوله: «اذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه، ولا يعن على نفسه».
2 ـ تبادل مشاعر الحب والولاء. فإن الانسان، لا سيما في هذه المرحلة، يحمل طاقة عاطفية ضخمة وهو بحاجة الى الشعور بحب الآخرين له وحبِّه للآخرين والافضاء بما في نفسه من أسرار. والافضاء بالسّر مسألة خطيرة. فعليه، مهما بلغت ثقته بالاخرين، أن يكون متحفظاً من الاباحة بما عنده.
والحب في الاسلام يقوم على أساس الولاء والمبدئية، والطهارة الأخلاقية، والعلاقة الروحية
أهلا وسهلا ومرحبا بكم جميعا

{الصداقة من وجهة نظر اسلامية}
من خلال متابعتنا واطلاعنا على المنهج التربوي الإسلامي نلاحظ أن الاسلام العظيم اهتم بالصداقة والاُخوة الاجتماعية وهذا المبدأ الجيوي الهام تجسد بكل جلاء ووضوح في سيرة الرسول (ص)العملية؛ فهو (ص)الّذي أسس نظام المؤاخاة وآخى بين المهاجرين والأنصار، وأمرهم بذلك بقوله: «تآخوا في الله:
أخوين أخوين؛ ثم أخذ بيد عليّ بن أبي طالب (ع) فقال: هذا أخي، ثمّ تآخى المهاجرون والأنصار: فتآخى حمزة وزيد بن حارثة، وجعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وأبو بكر وخارجة بن زهير… الخ» .
وهكذا آخى بين أصحابه، وعلّق العلماء على تلك المؤاخاة، وحلّلوا أهدافها العقيدية والاجتماعية، قال السهيلي:
«آخى رسول(ص) بين أصحابه حين نزلوا بالمدينة؛ ليذهب عنهم وحشة الغربة، ويؤنسهم من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد أزر بعضهم ببعض…»
ويوصي الامام عليّ (ع) باتّخاذ الإخوان فيقول:
«عليكم بالإخوان، فإنهم عدّة للدّنيا، وعدة للآخرة، ألا تسمع الى قول أهل النّار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم» .
وتحدّث الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) عن أهمية الاُخوة والصداقة فقال: «ما أحدث عبد أخاً في الله الاّ له درجة في الجنة» .
من هذه التعاليم والارشادات الاجتماعية الخالدة نفهم قيمة الصداقة والاُخوة، ومعناها والاُسس الّتي ينبغي أن تقوم عليها.
فالاسلام ينظر الى الانسان أنه كائن اجتماعي بطبعه، يحمل في أعماق نفسه غريزة الاجتماع والائتلاف، ويكره الوحدة والعزلة.
وحالة العزلة والانطواء هي حالة مرضيّة ضارّة بأوضاع الفرد النفسية والاجتماعية، والحياة البشرية بطبيعتها، لا سيما في عصرنا الحاضر، حياة تفاعل بشري متواصل.
فالانسان يتفاعل مع الآخرين بدءاً من مرحلة الطفولة؛ فالطفل في بداية حياته يختلط بالأطفال الصغار في الروضة والمدرسة الابتدائية، ومع أبناء جيرانه في المحلة.
وفي مرحلة الشباب والمراهقة تنمو غريزة الاجتماع، وتشتد الدوافع الاجتماعية، فيندفع الشاب الى التعارف، وتكوين العلاقات والصداقة، والانضمام الى الجماعات السياسية والاجتماعية، والنوادي الفنية والرياضية والمهنية و... الخ، كما يختلط بالآخرين في المدرسة والجامعة والمحلة، فيتخذ بدافع الطبيعة الاجتماعية له أصدقاء وأخلاّء.
ولهذه الصداقة والخّلة دوافعها النفسية، وآثارها على السلوك والوضع النفسي، ومصير الفرد واتجاهه في الحياة، فهي من الممكن أن تكون ذات أثر سلبي يجر الناشئ والشاب الى حالة الانحراف والسقوط والمأساة التي لا علاج لها، كما لها نتائجها الايجابية على أوضاع الفرد وطبيعة حياته اذا ما وجّهت غريزة الاجتماع والعلاقة بالأصدقاء توجيهاً حسناً، كاختلاط الشاب بالأصدقاء المستقيمي السلوك، والفتاة بالفتيات المستقيمات السلوك.
فإن الانسان يكتسب من الآخرين، ولاسيما في هذه المرحلة، ويتأثر بهم، كما يكتسبون منه، ويتأثّرون به، وتتوقف درجة التأثير على قوة الشخصية، والاستعداد للتقبل.

ويمكن أن يقال أن دوافع الصداقة في مرحلة المراهقة والشباب تتمثل في:
1 ـ ملء الفراغ النفسي، ودفع الشعور بالوحدة والوحشة والضيق والضجر. وقد وضح الامام الصادق دور الخلة والصداقة في معالجة تلك المشكلة النفسية بقوله: «اذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه، ولا يعن على نفسه».
2 ـ تبادل مشاعر الحب والولاء. فإن الانسان، لا سيما في هذه المرحلة، يحمل طاقة عاطفية ضخمة وهو بحاجة الى الشعور بحب الآخرين له وحبِّه للآخرين والافضاء بما في نفسه من أسرار. والافضاء بالسّر مسألة خطيرة. فعليه، مهما بلغت ثقته بالاخرين، أن يكون متحفظاً من الاباحة بما عنده.
والحب في الاسلام يقوم على أساس الولاء والمبدئية، والطهارة الأخلاقية، والعلاقة الروحية
تعليق