أهلا وسهلا بكم في منتدى مدرسة الامام الحسن عليه السلام الدينية إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى
فنرجو التكرم بزيارة صفحة التعليمات بالضغط هنا
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في المنتدى
إذا رغبت بالمشاركة، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إنه رغم ثقل الحمى وألم المرض وخشونة الظروف خرج النبي (صلى الله عليه وآله) مستنداً على علي (عليه السلام) والفضل بن العباس ليصلي بالناس وليقطع بذلك الطريق على الوصوليين الذين خطّطوا بحنكة وذكاء لمصادرة الخلافة والزعامة التي طمحوا لها من قبل حيث تمرّدوا على أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله) بالخروج مع جيش اُسامة بكل بساطة
والتفت النبيّ بعد الصلاة ـ إلى الناس فقال: «أيها الناس سُعّرت النار وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، وإني والله ما تمسكون عليّ بشيء، إني لم أحلّ إلا ما أحلّ الله، ولم اُحرّم إلا ما حرّم الله» (1)
فأطلق بقوله هذا تحذيراً آخر أن لا يعصوه وإن لاحت في الأفق النوايا السيئة الخبيثة المحتوى التي ستجلب الويلات للاُمة حين يتزعّمها جهّالها (( وما محمد إلارسول قدخلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل إنقلبتم على أعقابكم )).
واشتد مرض النبي (صلى الله عليه وآله) واجتمع الصحابة في داره ولحق بهم من تخلّف عن جيش اُسامة فلامهم النبي (صلى الله عليه وآله) على تخلّفهم واعتذروا بأعذار واهية تافهة المضمون.
وحاول النبي (صلى الله عليه وآله) بطريقة أخرى أن يصون الأمة من التردّي والسقوط فقال لهم: ايتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، فقال عمر ابن الخطاب: إنّ رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله.
وهكذا وقع التنازع والاختلاف والفتن وقالت النسوة من وراء الحجاب: إئتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحاجته. فقال عمر: اسكتن فإنكن صويحبات يوسف إذا مرض عصرتنّ أعينكن وإذا صحّ أخذتنّ بعنقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هن خير منكم (3).
ثم قال (صلى الله عليه وآله): قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع.
وكم كانت الاُمة بحاجة ماسة الى كتاب الرسول (صلى الله عليه وآله) هذا، حتى أن إبن عباس كان يأسف كلما يذكر ذلك ويقول: الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله (4).
ولم يصرّ نبي الرحمة على كتابة الكتاب بعد اختلافهم عنده خوفاً من تماديهم في الإساءة وإنكارهم لما هو أكبر، فقد علم (صلى الله عليه وآله) بما في نفوسهم، وحين راجعوه ثانية بشأن الكتاب قال (صلى الله عليه وآله): «أبعد الذي قلتم (5)؟!»
وأوصاهم ثلاث وصايا، لكن كتب التأريخ لم تذكر سوى اثنتين منها وهما: اخراج المشركين من جزيرة العرب واجازة الوفد كما كان يجيزهم.
وعلّق السيد محسن الأمين العاملي على ذلك قائلاً: والمتأمل لا يكاد يشكّ في أن الثالثة سكت عنها المحدّثون عمداً لا نسياناً وأنّ السياسة قد اضطرتهم الى السكوت عنها وتناسيها وأنّها هي طلب الدواة والكتف ليكتبها لهم (6).
فسلامٌ عليك يا رسول الله يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حياً....
رزقنا الله وإياكم زيارته وآله وشفاعتهم .... ***********************
مصادر البحـــــــــــــــث :
(1) السيرة النبوية: 2 / 954، الطبقات الكبرى: 2 / 215. (2) صحيح البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم وكتاب الجهاد باب جوائز الوفد. (3) الطبقات الكبرى : 2 / 244 ، كنز العمال: 3 / 138. (4) صحيح البخاري كتاب العلم: 1 / 22 و 2 / 14، الملل والنحل: 1 / 22، الطبقات الكبرى: 2 / 244. (5) بحار الانوار: 22 / 469. (6) أعيان الشيعة: 1 / 294 . راجع صحيح البخاري: باب مرض النبي(صلى الله عليه وآله).