شرح الشرط الثالث من احكام المسافر للسيد السيستاني دام ظله

[سيد علاء العوادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين إلى قيام يوم الدين.

قال السيد السيستاني دام ظله في منهاج الصالحين ج1 الثالث من قواطع السفر
{ أن يحرز عدم تحقق شيء من قواطع السفر في أثناء المسافة وهي كما يأتي تفصيلها: المرور بالوطن و النزول فيه ، و قصد الاقامة عشرة أيام ، والتوقف ثلاثين يوماً في محل متردداً, فلو خرج قاصداً طي المسافة الامتدادية ، أو التلفيقية وعلم أنه يمرّ بوطنه وينزل فيه أثناء المسافة ، أو أنه يقيم أثناءها عشرة أيام لم يشرع له التقصير من الأول ، وكذلك الحال فيما إذا خرج قاصداً السفر المستمر ولكن احتمل احتمالاً لا يطمئن بخلافه عروض ما يوجب تبديل قصده على نحو يلزمه أن ينوي الإقامة عشرة أيام, أو المرور بالوطن والنزول فيه أو البقاء أثناءه في محل ثلاثين يوماً متردداً فإنه في جميع ذلك يتم صلاته من أول سفره وأن لم يعرض ما احتمل عروضه ، و إذا اطمأن من نفسه أنه لا يتحقق شيء من ذلك قصر صلاته وإن احتمل تحققه ضعيفاً كواحد بالمائة }.
ان المسافر الى ما هي مسافة شرعية وهي ما يقارب 44كيلو متر امتدادية او 22كيلو متر ذهاباً واياباً يجب عليه القصر في صلاته والافطار في شهر رمضان الكريم لكن هنالك بعض الاحكام التي تطرى على المسافر وهي خلاف ما هو الاصل في السفر بان المسافر يجب عليه ان يقصر الصلاة كما قلنا لكن في بعض الصور يوجب البقاء على الاتمام وذلك كما قال سماحته (دام ظله) ان يحرز – أي المسافر لابد ان يحرز يعني بعبارة اوضح يجب على المسافر مثلا من كربلاء المقدسة الى النجف الاشرف ان يكون علم بان سفره هذا الذي يستغرق المسافة الشرعية التي هي 44 كيلو متر لا بد ان يكون عالما بان سفره لم يتعارض بشيء من القواطع التي تقطع سفره وهي المرور بالوطن والنزول فيه لان المرور بالوطن لم يصير المسافر مسافر بل يقال هو في وطنه كما اذا سافر من كربلاء المقدسة الى النجف الاشرف ومر بخان النصف مثلاً وهو وطنه الذي يسكن فيه فانه هنا يقطع سفره اذا نزل به اما مجرد المرور لا يوجب القطع بل يعد مسافر ويقصر وكذا لو انه قصد الاقامة عشرة ايام في النجف الاشرف ثم سافر من كربلاء المقدسة وهكذا الحكم في ما لو بقي في النجف ثلاثين يوماً متردداً ولم يقصد الاقامة فانه في هذه الصور يوجب عليه القصر بالصلاة ولكن لو كان عالماً بتحقق احدى هذه القواطع هنا يلزمه ان يتم صلاته ولا يجز له القصر من الاول يعني في صورة المرور بالوطن مثلاً لا يجوز له النزول قبله بشيء ويصلي قصرا بل ينتظر الوصول له ويتم صلاته والحال نفسه لم يجز له الصلاة قصر من اول شروعه بالسفر في صورة اذا احتمل احتمال لا يطمئن بخلافه –أي ان لا يوجد احتمال عدم الاقامة عشرة اوعدم المرور والنزول بالوطن انه سيعرض عليه ما يغير رأيه ويمر بالوطن او يقيم عشر ايام في بلد السفر ففي هذه الحالة ايضاً يتم صلاته من أول سفره ولا يجوز له التقصير فيها حتى لو لم يعرض له ما احتمله - أي حتى لو وصل الى مقصد سفره ولم يمر بالوطن ولم ينزل فيه ولم يقصد الاقامة عشرة أيام مع ذلك يتم صلاته لذلك الاحتمال الذي احتمله قبل السفر . أما اذا اطمأن وحرز أنه لم يتحقق أي واحد من القواطع وان حصل له الاحتمال فانه هنا يأخذ بما قطع به ويقصر صلاته من اول سفره .