معاني الفاظ ذكر الركوع والسجود
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ايمانا منا في ان معرفة الالفاظ التي يتلفظ بها المصلي في صلاته هي مقدمة لخشوع المصلي ومفتاح الاتصال بالله تعالى فقد اخذنا على انفسنا في بيان بعض معاني الفاظ الصلاة لنخدم بها المؤمنين والمؤمنات
فقد جاء في معاني الاخبار والتوحيد للشيخ الصدوق{ سبحان} انفة الله ، وهو معنى التنزيه .
وذهب سيبويه ان {سبحان} في الاصل ليس بمصدر ، بل هو واقع موقع المصدر الذي هو التسبيح , وقيل:هو علم للتسبيح ،والاضافه فيه للمشهور الى المفعول ، لانه تعالى هو المسبح بالفتح .
ونقل ثاني الشهيدين "قدس سره" في روض الجنان الجزء الثاني عن ابي البقاء انه جوز ان تكون الاضافه الى الفاعل ، والمعروف هو الاول .
والمعنى الاول [نسبح تسبيح ربي تسبيحا يليق بعظمته] وعلى الثاني [نسبح مثل ما سبح نفسه] ، وكذا الكلام في الاضافه {وبحمده} ومتعلق الجار في وبحمده هو العامل المحذوف وجوبا ، أي من جنسه ، ولذلك ذكر في التقدير [وسبحته بحمده] ، وقد جوزوا ان تكون الواو زائده أي [سبحته بحمده]
وقال الشيخ البهائي العاملي في مفتاح الفلاح (ص 47)
( ومعنى سبحان ربي العظيم وبحمده ) أنزه ربي العظيم عما لا يليق بعز شأنه تنزيها وأنا متلبس بحمده على ما وفقني له من تنزيهه وعبادته كأن المصلي لما أسند التنزيه إلى نفسه خاف أن يكون في هذا الاسناد نوع تبجح بأنه مصدر لهذا الفعل العظيم فتدارك ذلك بقوله وأنا متلبس بحمده على أن صيرني أهلا لتسبيحه وقابلا لعبادته ( فسبحان ) مصدر كغفران ومعناه التنزيه ونصبه على أنه مفعول مطلق وعامله محذوف سماعا ( والواو ) في ( وبحمده ) واو الحال وبعض النحاة يجعلها عاطفة وهو من قبيل عطف الجملة الإسمية على الفعلية.
ويمكن ان يكون المراد شكره بهذه النعمه الجليله حيث امكنه هذا النوع من التسبيح ، وليس الغرض دفع التوهم المذكور -اسناد التنزيه الى نفسه نوع من التبجيح-، كما اكده الزمخشري في الكشاف .
والمعنى الاجزل ان يقال:ان التسبيح هو التنزيه ورفع النقائص ، و[الحمد] هو الثناء بالجميل ، فيكون الاول للاشاره الى الصفات السلبيه ، والثاني اشاره الى الصفات الثبوتيه يعني انزهه من النقائص واثبت له صفات الجمال والجلال فيكون الجميع اشاره الى التوحيد .
ويمكن ان يكون التسبيح اشاره الى تنزيه الذات عن النقائص حيث يشمل صفات الثبوتيه والسلبيه ، اذ سلب العجز ملزوم للقدره وهكذا البواقي .
وبين المراد من [الحمد] الشكر ، يعني به[الاعمال] فيكون الاول اشاره الى الاقرار بجميع العقائد كما هي ، والثاني تلميحا الى الانقياد في الاوامر والنواهي .
ولا يخفى عليك وجه النكته الى تقديم الاول على الثاني لان صحة الاعمال مترتبه على العقائد ، او يكون الكلام في {وبحمده} بمعنى [الحمد له] كما قيل في تفسير قوله تعالى {ما انت بنعمة ربك بمجنون } أي [أي مانت بمجنون ،والنعمه لربك ] وكما قيل في قوله {سبحانك اللهم وبحمدك} أي [والحمد لله]
والفرق بين هذا التوجيه وبين ما سبق ان الاضافه في السابق من باب اضافة المصدر الى الفاعل او الى المفعول ، وها هنا الاضافه للاختصاص ، وليس المراد بالحمد حمد المسبح بل جنس المسبح ، ويصير مدلول الاضافه مدلول جمله اسميه هي [ان الحمد لك خاصه] و{الباء} في {وبحمده} للملابسه ، أي تسبيحي مختص بحالة كل حمد لك ، ويرشد الى هذا المعنى انهم يضعون {والحمد لله} مقام {الحمد لله} ،كما يقال:[انت كريم بحمد الله] ، [انت كريم والحمد لله] .
وهذا المعنى هو مراد النيشابوري في تفسيره ،
وفي علل الشرائع لعلي بن ابراهيم القمي قال:سئل امير المؤمنين "عليه السلام" عن معنى قوله { سبحان ربي العظيم وبحمده} فقال {سبحان} الله : انفة لله "عز وجل" ،و{ربي} خالقي ، و{العظيم} هو العظيم في نفسه غير موصوف بالصغر ، وعظيم في ملكه وسلطانه ، واعظم من ان يوصف تعالى الله
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد سيد المرسلين وال بيته الطيبين الطاهرين
تعليق