بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين إلى قيام يوم الدين.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين إلى قيام يوم الدين.
إن إحراق بيت الزهراء (عليها السلام) من الأمور المسلمة القطعية في أحاديثنا وكتبنا ، وعليه إجماع علمائنا ورواتنا ومؤلفينا ، ومن أنكر هذا أو شك فيه أو شكك فيه فسيخرج عن دائرة علمائنا ، وسيخرج عن دائرة أبناء طائفتنا كائنا من كان .
قد ذكر المفيد قدس الله سره الشريف في أماليه : ص 59 / 50 : عن الجعابي ، عن العباس بن المغيرة ، عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن سعيد بن عفير ، عن ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن أبي هلال ، عن مروان بن عثمان ، قال : " لما بايع الناس أبا بكر دخل علي عليه السلام والزبير ، والمقداد ، بيت فاطمة عليها السلام ، وأبوا أن يخرجوا . فقال عمر بن الخطاب : أضرموا عليهم البيت نارا ، فخرج الزبير ، ومعه سيفه . . إلى أن قال :
وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام نحو العالية ، فلقيه ثابت بن قيس بن شماس ، فقال ما شأنك يا أبا الحسن ؟ ! .
فقال : أرادوا أن يحرقوا علي بيتي ، وأبو بكر على المنبر يبايع له ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره الخ . . .
فقال له ثابت : لا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك . فانطلقا جميعا حتى عادا إلى المدينة ، فإذا فاطمة عليها السلام واقفة على بابها ، وقد خلت دارها من أحد من القوم ، وهي تقول : لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم ، تركتم رسول صلى الله عليه وآله وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ، وصنعتم بنا ما صنعتم ، ولم تروا لنا حقا" .
اننا لو لاحظنا هذا الحديث الشريف وتمعنا النظر به لرأينا ان الذي يرويه الامام علي (عليه السلام) من خبر الهجوم على الدار من انه دليل واضح على ان الحادثة انما حصلت وكان قائد حملتها هو الخليفة الاول وبفعل الخليفة الثاني اذا معنا بكل ما قاله الامام (عليه السلام) من قوله الشريف وبيانه لحادثة حرق الدار حيث قال (عليه السلام) في جوابه لثابت بن قيس - أرادوا ان يحرقوا عليّ بيتي – وهذا دلالة واضحة واشارة واضحة من الامام (عليه السلام) على ان الاعتداء على بيت النبي (صلى الله عليه وآله) حاصل بلا شبه و لا اشكال ثم قال (عليه السلام) - وأبو بكر على المنبر يبايع - يعني الامام (عليه السلام) من مقولته هذه ان ابا بكر كان على علم بما يحدث وما يجري في بيت علي (عليه السلام) من الاعتداء والهجوم ثم قال (عليه السلام) – ولا يدافع – ولعل في هذا المقطع اشارة من الامام (عليه السلام) بان ابا بكر كان راضيا بما يحدث ومطلعاً بما يجر خارج المسجد النبوي من اعتداء على بيت الرسالة حيث انه لم يدافع عما يفعله عمر بن الخطاب من الاعتداء وإجبار من كان داخل الدار على المبايعة ثم قال (عليه السلام) – ولا ينكر – ومن الواضح لكل من له ادنى التفاته الى محور ما يحصل في أي حادثة تحدث ان الانكار ولو باللسان دليل على الرفض والمنعة وعدم الانكار بل عدم الاكتراث بما يحصل وغض النظر عما يحصل ويدور هو بلا خلاف قبول بما يحدث وحيث ان ابا بكر لم ينكر ما يحدث فذاك اكبر برهان على قبوله ذلك الهجوم والتعدي عل بيت الرسلة .