بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ان اللعن هو من الكلام القبيح اذاكان المقصود به المؤمن ،الا انه اذا كان على الظالم فهو في مرضاة الله
فقد قال سبحانه: ”لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَبِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًاعَلِيمًا“
(النساء: 149
وأنه قد ثبت بالادلة القاطعة أن عمر بن الخطاب ظالم لما ورد عن إمامنا أميرالمؤمنين (عليه السلام) إذ كان يدعو عليه بقوله:
{اللهم اجزِ عمر، لقد ظلم الحجر والمدر}
(الجمل للمفيد ص92)
فمن الممكن ان يكون من مصاديق السوء من القول في الاية اعلاه، ويكون ويكون لعنه محبوباً عند الله تعالى بنص الآية الكريمة.
وإنك لو دققت في ما نقول لوجدت أننا إنما نصف الأفراد بما يستحقون، فقولنا مثلا أن عمركان ظالما فاجراً أو ما شاكل ذلك، ليس شتماً وإنما هو بيان لصفته الحقيقية بناءًعلى ما نملكه من أدلة، وقولنا أن خالد بن الوليد مجرم سفاح وغد ليس شتماً وإنما هوبيان لصفته الحقيقة بناءً على ما نملكه من أدلة، وهكذا. وهذا الأسلوب هو أسلوب القرآن الحكيم، فقد قال الله تعالى في بيانه لصفة علماء اليهود المعاصرين للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله: ”مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّلَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا“. (الجمعة: 6).
كما أنه مما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله، حيث قال:"إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات فيالاخرة". (الكافي للكليني ج2 ص375).
وماينقل من كلام عامة الناس ان الشيعة يشتمون ومساواة اللعن بالشتم فهذا خلط وغير صحيح، ذلك لأن اللعن هو دعاء لله تعالى بأن يطرد فلاناً من رحمته ويوقع عليه عذابه، وهو مشروع ودليله قراني لقوله تعالى:”أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ“. (البقرة: 160).
واللعن هو من آداب الإسلام ومن منهاج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يلعن حتى في صلاته، فقد أخرج البخاري: ”عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله (ص) إذارفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يقول اللهم العن فلاناً وفلاناًوفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد“. (صحيح البخاري ج5 ص35).
وكانت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) تدعو على أبي بكر وتلعنه في كل صلاة، فقد أخرج ابن قتيبة - وهو من كبار علماء أهل الخلاف - أنها (عليها السلام)قالت لأبي بكر: ”والله لأدعونَّ عليك في كل صلاة أصليها“.
(الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص25).
وكان أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) يلعن في قنوت كل صلاة أبا بكر وعمر وعائشةوحفصة في الدعاء المعروف بدعاء صنمي قريش. (راجع كتب الأدعية ككتاب مصباح الكفعمي والبلد الأمين وأيضا كتاب المحتضر).
وكان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يلعنون أعداء الله في الصلوات وفي أدبار الصلوات كما كان يفعل الإمام الصادق عليه السلام، فقد أخرج الكليني عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: ”سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء، أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وعائشة وحفصةوهند وأم الحكم أخت معاوية“. (الكافي ج3 ص342).
واريد ان اوضح امر مهم لاخوانناالمخالفين اننا لا نلعن إلا رموز الكفر والنفاق وأعلام الضلالة والبدعة، أماعوام المخالفين لنا فلا نلعنهم بل ندعو الله تعالى أن يهديهم إلى الحق بإذنه.
ولانسمح لاي شخص يدعي التشيع ان يلعن احد المخالفين وان كانذلك فهذا تصرف شخصي ولايحسب على الكل ، فإن بعض ممن يدعون الاسلام المسلمين أيضاً يصنعون ذلك مع اخوانهم المسلمين،بل ويفجّرون القنابل والمتفجرات في أسواقهم فيقتلون نساءهم وأطفالهم، ويقومون بشتى الأعمال الإرهابية الوحشية باسم الإسلام، فهل يصحّ لمسلم أن يعمّم ذلك على جميع المسلمين ويحسب أن هذه هي تعاليم الإسلام؟! كلا وحاشا، إنما نطالبهم بأن يكونوا منصفين فلا يحمّلوا سائرالمسلمين جريرة ما تصنعه القلة الإجرامية الوهابية الإرهابية منهم. فكذلك نتمنى منكم أن تكون منصفين اتجاه الشيعة، فلا تعمّموا تصرفات أفراد منهم على الجميع.
مع أنكم لو تأملتم قليلا لرأيتم أن الشيعة أكثرالناس ضبطاً للنفس والتزاماً بالأخلاق الفاضلة وردّ الإساءة بالإحسان، وأن مايصيبهم من مخالفيهم وخصومهم من القتل والذبح والاضطهاد والشتم والتحقير أضعاف مضاعفه من الزمر الارهابيه الوهابيه التي لاتعرف سوى منطق القتل وسفك الدماء والذي يدمي القلب ان كل هذه الجرائم هي بأسم الاسلام ،فأين هو الانصاف الايحق لنا نحن ان نشتكي الى الله بل مثل هؤلاء لايستحقون اللعن انصفونا يامنصفين
تعليق