السَّبيل الَّذي لا يَختَلِجُ دوُنَك مِنَ الدُّخُول فِي كِفالَتِك الَّتي اَمَرتَ بِها

[المحسن]

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم اللهم صلّ على محمد وآل محمـــد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وردت هذه العبارة " والسَّبيلَ الَّذي لا يَختَلِجُ دوُنَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كِفالَتِكَ الَّتي اَمَرتَ بِها "في الزيارة المطلقة لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام . فما معنى الإختلاج ؟ وماتعني هذه العبارة ؟ العبارة المذكورة متعلقة بجملة (ألتمس منك) المتقدمة، والمعنى: إني التمس منك السبيل المستقيم غير المضطرب، لان الاختلاج هو الاضطراب أي أن الداعي بهذا الدعاء يلتمس من الامام الحسين عليه السلام أن يأخذ بيده في ذلك السبيل المستقيم ويمنعه عن الاضطراب والزيغ والضلال الذي يشتط به بعيدا عن استمرارية السير فيه لبلوغ الاستقامة وتحقيق الغاية وهي النجاة من النار و دخول الجنة. والكفالة هنا هي الحفظ والرعاية والشفاعة التي أمر الله تعالى الحسين عليه السلام بها لشيعته، فالداعي يلتمس من سيد الشهداء الامام الحسين عليه آلاف التحية والسلام أن يجعله في كنف حفظه وحمايته ويحوطه ببره ورعايته وبركاته ويجعله ممن ينال شفاعته. و أن هذه الفقرة من الدعاء على قصرها جامعة لكافة اسباب النجاة وسلوك سبيله، فالتماس السبيل هو المقامالأول للسالك الذي يروم سلوك سبيل النجاة من المهالك والأهوال ودخول الجنة التي وعد المتقون، وتمييز السبيل المضطرب المعوج من السبيل المستقيم (( إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين)) وهذا هو المقام الثاني ومداومة السير بتجنب ما يؤدي إلى الإبتعاد و الانحراف عنه هو المقام الثالث ولا يمكن ذلك إلا بحفظ المرشد ورعايته وبركته وهورحمة الله الواسعة الإمام الحسين عليه السلام، والشفاعة المجعولة من قبل الله عزوجل لذلك المرشد هي الموجبة لتحقيق الإستقامة و بلوغ الغاية على خير وجه فإذا تفضل بها الشافع على مشفوعه حصل المقام الرابع قال تعالى : ( ولايشفعون إلاّ لمن ارتضى )) وأخيرا حصول النجاة بدخول الجنة هو المقام الاخير والغاية المرجوة. رزقنا الله وإياكم زيارة الإمام الحسين عليه السلام وشفاعته إنه سميع مجيب .... ***********************