إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رد على دعوى موقع فيصل نور في البداء بمسألة موت اسماعيل ابن الامام الصادق عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد على دعوى موقع فيصل نور في البداء بمسألة موت اسماعيل ابن الامام الصادق عليه السلام

    بِسم اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين .
    دأب المخالفون لأتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) النيل من هذه المدرسة العظيم التي تُستَسقى المعرفة والعلم من كتاب الله ورسوله الكريم والعترة الطاهر (عليهم السلام) فاخذو على عاتقهم الطعن بكل معتقداتها.
    ومن المعتقدات التي تؤكد عليها هذه المدرسة مسألة البداء لذا جعلوا يخاطبون سذج العوام بما يخدعهم ويشتت افكارهم ومن تلك الخدع التي سلطوا الضوء عليها مسألة البداء في قضية اسماعيل بن الامام الصادق (عليه السلام) فذكر موقع فيصل نور للرد على الشبهات بهذا الخصوص ما هذا نصه:
    وكانت روايات الشّيعة في حياة جعفر الصّادق تتحدّث بأخبار تنسبها لجعفر أنّ الإمامة ستكون بعد موته لابنه إسماعيل، ولكن وقع ما لم يكن بالحسبان، إذ مات إسماعيل قبل موت أبيه فكانت قاصمة الظّهر لهم، وحدث أكبر انشقاق باق إلى اليوم في المذهب الشّيعي، وهو خروج طائفة كبيرة منهم ثبتت على القول بإمامة إسماعيل وهم الإسماعيليّة، رغم أنّهم فزعوا إلى عقيدة البداء لمعالجة هذه المعضلة فنسبوا روايات لجعفر تقول: "ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني.. إذ اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنّه ليس بإمام بعدي" [التّوحيد لابن بابويه: ص336، وانظر مثل هذا المعنى في أصول الكافي 1/327.].
    الرد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
    ان ما وقع من خلاف في من يكون خليفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة الامام الصادق (عليه السلام) هل هو الامام الكاظم (عليه السلام) ام انه اسماعيل ابن الامام الصادق (عليه السلام).
    وقبل ان نبحث في هذا الموضوع ونذكر الرد فلا بدة من مقدمة نذكرها:
    المقدمة
    اولاً : من هو اسماعيل وما علاقة الامام الصادق (عليه السلام) به .
    ثانياُ : هل ورد اسمه في نص خبر حديث اللوح الذي تذكره لمدرستين .
    ثالثاً : في الدلائل على وفاته حال حياة ابيه (عليه السلام) .
    اولاً: من هو اسماعيل وما علاقة الامام الصادق (عليه السلام) به.
    هو إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ), وامه هي فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) ولد عام 110 ھـ وكان اسماعيل اكبر ابناء الامام الصادق (عليه السلام) العشرة وكان الإمام (عليه السلام) شديد الولوع به وكثير الأشفاق عليه ، ولذا كان قوم من الشيعة يظنون انه الإمام بعد أبيه، ولكن إسماعيل توفي في حياة والده (عليه السلام) ونوفى عام 158 ھـ وقد حزن عليه الإمام كثيراً ، ثمّ حينما حملت الجنازة من المدينة الى البقيع كان (عليه السلام) بين فترة وفترة يأمر ان يضعوا الجنازة, فيفتح عن وجهه ويشهد الناس على ان هذا الميت هو ابنه اسماعيل مات حتف انفه . وفي هذا دلالة قاطعة على ان الامام الصادق (عليه السلام) كان يرى في عمله هذا حفظ التشيّع والامامة, كما كان الامام الصادق (عليه السلام) حريصاً كل الحرص على ان قضية الامامة والخلافة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) هي امر سماوي حيث أوضح الإمام ( عليه السلام ) بأنّ المسألة ليست راجعة إليهم يضعون الأمر فيمن يشاؤون ، فقال : « أترون الأمر إلينا نضعه حيث نشاء ؟ كلا والله ، إنّه لعهد معهود من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى رجل فرجل ، حيث ينتهي إلى صاحبه » ( 3 ) . كمال الدين : ص 213 - 214 ، ح 9 ؛ بصائر الدرجات : ص 471 ، ح 3
    ثانياً: كان قد عُهد بهم عهد معهود من الله إلى نبيّه ، وبلّغه رسوله إلى علي وبعض الصحابة ، أمثال جابر الذي نقل حديث اللوح ، وسلمان وغيرهما.
    وهذا اللوح ذكر في كتب الفرقين نذكر نصه :
    قال الحافظ رجب البرسي في كتاب مشارق أنوار اليقين في حقائق اسرار أمير المؤمنين : روى جابر عن الزهراء ( عليه السلام ) حديث اللوح ونسخته :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا كتاب من الله العزيز الحكيم إلى محمد نبيه وسفيره
    نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين . عظم يا محمد أمري
    واشكر نعمائي ، انني أنا الله لا اله الا أنا فمن رجا غير فضلي
    وخاف غير عدلي عذبته عذابا أليما ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل ،
    اني لم أبعث نبيا قط فأكملت أيامه الا جعلت له وصيا ، واني
    فضلتك على الأنبياء وجعلت لك عليا وصيا وأكرمتك بشبليك
    وسبطيك حسن وحسين ، فجعلت حسنا معدن وحيي بعد أبيه ،
    وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وأعطيته مواريث
    الأنبياء فهو سيد الشهداء ، وجعلت كلمتي الباقية في عقبه اخرج
    منه تسعة أبرار هداة أطهار ، منهم سيد العابدين وزين أوليائي ،
    ثم ابنه محمد شبيه جده المحمود الباقر لعلمي ، هلك المرتابون
    في جعفر الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني ان اهيج بعده
    فتنة عمياء ، من جحد وليا من أوليائي فقد جحد نعمتي ، ومن
    غير آية من كتابي فقد افترى علي ، ويل للجاحدين فضل موسى
    عبدي وحبيبي ، وعلي ابنه وليي وناصري ومن أضع عليه أعباء
    النبوة يقتله عفريت مريد ، حق القول مني لأقرن عينه بمحمد
    ابنه موضع سري ومعدن علمي ، واختم بالسعادة لابنه علي الشاهد
    على خلقي ، اخرج منه خازن علمي الحسن الداعي إلى سبيلي ،
    وأكمل ذلك بابنه زكي العالمين عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر
    أيوب يذل أوليائي في غيبته وتتهادى رؤوسهم إلى الترك والديلم وتصبغ
    الأرض بدمائهم ويكونون خائفين ، أولئك أوليائي حقا بهم اكشف
    الزلازل والبلاء ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك
    هم المهتدون .
    وذكره (فرائد السمطين) للحمويني الحنفي (ت722هـ)و(در بحر المناقب) لابن حسنوية الحنفي. ولعله في اختلاف في الالفاظ
    ثالثاُ: في الدلائل على وفاته حال حياة ابيه (عليه السلام) .
    من الدلائل على عدم امام سماعيل ما حدث به الامام الصادق (عليه السلام) به اصحابه من موته حال حياة ابيه (عليه السلام) :
    روى النعماني في الغيبة : 327 ، الحديث 8: عن زرارة بن أعين ، أنّه قال : دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السّلام) و عند يمينه سيّدُ ولده موسى (عليه السّلام) ، وقُدّامه مرقد مغطى ، فقال لي : « يا زرارة ، جئني بداود بن كثير الرقي ، وحمران ، وأبي بصير ». ودخل عليه المفضل بن عمر ، فخرجت فأحضرت مَنْ أمرني بإحضاره ، ولم يزل الناس يدخلون واحداً إثرَ واحد ، حتى صرنا في البيت ثلاثين رجلاً.
    فلمّا حشد المجلس قال : « يا داودُ إكشف لي عن وجه إسماعيل » ، فكشف عن وجهه فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام) : « يا داود أحيٌّ هو أم ميت؟ » قال داود : يا مولايَ هو ميّت ، فجعل يعرض ذلك على رجل رجل ، حتى أتى على آخر مَن في المجلس ، و انتهى عليهم بأسرهم وكلٌّ يقول : هو ميّت يا مولاي ، فقال : « اللهمّ اشهد » ، ثمّ أمر بغَسْله وحنوطه ، وادراجه في أثوابه.
    فلمّا فرغ منه قال للمفضل : « يا مفضّل احسر عن وجهه » ، فحسَر عن وجهه ، فقال : « أحيٌّ هو أم ميّت؟ » فقال : ميّت ، قال : « اللهم اشهد عليهم » ؛ ثمّحُمِل إلى قبره ، فلما وضع في لَحده قال : « يا مفضل اكشف عن وجهه » وقال للجماعة : « أحيٌّ هو أم ميت؟ » قلنا له : ميت فقال : « اللهمّ اشهد ، واشهدوا ، فإنّه سيرتاب المبطلون ، يريدون إطفاء نور اللّه بأفواههم ـ ثم أومأ إلى موسى ـ واللّه متم نوره ولو كره المشركون » ، ثم حثونا عليه التراب ثمّ أعاد علينا القول ، فقال : « الميّت ، المحنَّط ، المكفَّن ، المدفون في هذا اللحد من هو؟ » قلنا : إسماعيل ، قال : « اللهم اشهد » ، ثمّ أخذ بيد موسى (عليه السّلام) و قال : « هو حقّ ، والحقّ منه ، إلى أن يرث اللّه الاَرض ومن عليها ».
    عن الوسائل: الجزء 2، الباب 29 من أبواب التكفين، الحديث ,روى الشيخ الطوسي بسنده عن أبي كهمس ، قال : حضرتُ موتَ إسماعيل وأبو عبد اللّه (عليه السّلام) جالس عنده فلمّا حضره الموت ، شدّ لحييه وغمّضه ، وغطّى عليه المِلْحَفة ، ثمّ أمر بتهيئته ، فلمّا فرغ من أمره ، دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن : إسماعيل يشهد أن لا إله إلاّ اللّه.
    روى الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة ص72: بسنده عن أبي كهمس قال حضرت موت إسماعيل ورأيت أبا عبد اللّه (عليه السّلام) وقد سجد سجدة فأطال السجود ، ثمّ رفع رأسه فنظر إليه ، ثمّ سجد سجدة أُخرى أطول من الاَولى ثمّ رفع رأسه ، وقد حضره الموت فغمّضه وربط لحيته ، وغطّى عليه الملحفة ، ثمّقام ، ورأيتُ وجهه وقد دخل منه شيء اللّه أعلم به ، ثمّ قام فدخل منزله فمكث ساعة ثمّ خرج علينا مدهِناً ، مكتَحلاً ، عليه ثياب غير ثيابه التي كانت عليه ، ووجهه غير الذي دخل به ، فأمر ونهى في أمره ، حتى إذا فرغ ، دعا بكفنه ، فكتب في حاشية الكفن : إسماعيل يشهد أن لا إله إلاّ اللّه.
    و هذه الروايات و خاصّة ما نقلناه عن أبي خديجة الجمّال حاكية عن جلالة إسماعيل ، ويوَكّدها تقبيل الاِمام له بعد موته مراراً.
    قال المفيد في الاِرشاد: 284: لمّا توفي إسماعيل جزع أبو عبد اللّه عليه جزعاً شديداً، وحزن عليه حزناً عظيماً، وتقدّم سريرَه بغير حذاء ولا رداء، وأمر بوضع سريره علي الاَرض قبلَ دفنه مراراً، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه.
    اما من ذكر هذا الامر من علماء العامة :
    وقال ابن عنبة في عمدة الطالب: 233: وأمّا إسماعيل بن جعفر الصادق - عليه السّلام- ويكني أبا محمد، وأُمّه فاطمة بنت الحسين الاَثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليه السّلام- ويعرف بإسماعيل الاَعرج، وكان أكبر ولد أبيه، وأحبَّهم إليه، كان يحبُه حباً شديداً، وتوفي في حياة أبيه «بالعريض»، فحمل علي رقاب الرجال إلي البقيع، فدفن به سنة ثلاث وثلاثين ومائة، قبل وفاة الصادق - عليه السّلام- بعشرين سنة، كذا قال أبو القاسم ابن خداع نسّابة المصريين.
    وقال ابن خلدون في تاريخه: 4|39: تُوفّي قبل أبيه، وكان أبو جعفر المنصور طلبه، فشهد له عامل المدينة بأنّه مات.
    بعد هذه المقدمة الوجيزة اقول:
    ان ذكر اسماعيل بن الامام الصادق (عليه السلام) لم يذكر في نص حديث اللوح ولا حتى كناية بل ان الحديث نص على امامة الامام الكاظم بعد أبيه (عليهما السلام), ثم إنه (عليه السلام) ودفعاً للشبهة عن الناس، ومنعاً للالتباس أو الاحتمال الظن بإمامة إسماعيل (عليه السلام) أو بقائه على الحياة كشف الإمام الصادق (عليه السلام) عن وجه أسماعيل مرات عديده بعد وفاته كما ذكرة في المقدمة الاولى ، وأشهد ثلاثين من صحابه على موته فشهدوا بذلك ثم أمر (عليه السلام) بغسله وتجهيزه ودفنه، واستشهد أصحابه على دفنه أيضاً من رؤساء قومه ، فشهدوا كلهم على موته ودفنه، بل تواترة الروايات على انه مات في حياة ابيه الصادق (عليه السلام), ومع ذلك كله لما استشهد الإمام الصادق (عليه السلام) بقي فريق من الناس يقولون بإمامة اسماعيل مدعين حياته . وقال فريق منهم وهم اكثر عدداً بإمامة أبنه محمد بن إسماعيل ، وذهبوا إلى أن الإمامة في ولده إلى أخر الزمان ، وكلا الطرفين من الطائفة المعروفة بأسم الإسماعيلية ، واما بقية الشيعة القائلين بإمامة إسماعيل ، فقد رجعوا إلى الحق وقالوا بإمامة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) بعد استشهاد أبيه الصادق (عليه السلام) .
    والشاهد الثاني: على موت و عدم امامة اسماعيل ما حصل بحضور الامام الصادق (عليه السلام) والخليفة العباسي المنصور انه رفع إلى المنصور أن إسماعيل بن جعفر رؤي بالبصرة مر على مقعد فدعا له فمشى بإذن الله تعالى بعث المنصور إلى الصادق (عليه السلام) إن إسماعيل في الأحياء وإنه رؤي في البصرة فأنفذ السجل إليه وعليه شهادة عامله بالمدينة فسكت المنصور واقر .
    بل تحدى كل من الشيخ الصدوق والشيخ المفيد بعدم وجود اي دليل يدل على امامته خلفاً لأبيه (عليه السلام):
    قال الشيخ الصدوق:
    ( بِمَ قلتم إنّ جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) نصّ على إسماعيل بالإمامة ؟ وما ذلك الخبر ؟ ومن رواه ؟ ومن تلقّاه بالقبول ؟ فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً ، وإنّما هذه حكاية ولّدها قوم قالوا بإمامة إسماعيل ، ليس لها أصل ) كمال الدين : ص 75 .
    واما قول الشيخ المفيد:
    ( إنّه ليس أحد من أصحابنا يعترف بأنّ أبا عبد الله ( عليه السلام ) نصّ على ابنه إسماعيل ، ولا روى راو ذلك في شاذ من الأخبار ، ولا في معروف منها ) الفصول المختارة : ج 2 ، ص 308 - 309 .
    فان كان هنالك دليل على امامته صريح فليطرح بصراح التعبير لا على كونه توقعات وافتراءات لأولي المأرب السيئة ,بل ماطرح خلاف ذلك اصلاً , وهكذا تحدّى علماء الشيعة ومفكّروهم بعدم وجود أي نص في ذلك ، ولو كان شاذّاً وغير معروف على إمامة إسماعيل .
    فلقد روى الكليني والمفيد وابن الصبّاغ والعلاّمة المجلسي عن الفيض بن المختار ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) خذ بيدي من النار ، من لنا بعدك ؟ قال : فدخل أبو إبراهيم - وهو يومئذ غلام - فقال : « هذا صاحبكم فتمسّك به » الكافي : ج 1 ، ص 368 ، ح 1 ؛ الفصول المهمة : ص 231 ؛ الإرشاد : ج 2 ، ص 217 ؛ بحار الأنوار : ج 48 ، ص 18 ، ح 18 .
    وروى المفيد والطبرسي وغيرهم ، أنّ أبو عبد الله قال بحق موسى بن جعفر : ( وهو القائم مقامي والحجّة لله تعالى على كافّة خلقه من بعدي ) ( 4 ) ( 4 ) إعلام الورى : ج 2 ، ص 7 ؛ الإرشاد : ج 2 ، ص 220 .
    اما الجواب عن الشبهة التي طرحة في ما جاء في اول البحث بان الامام الصادق (عليه السلام) قال "ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني.. إذ اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنّه ليس بإمام بعدي"
    فالجواب عليه هو :
    اولاً معنى البداء :
    قال الشهرستاني في كتاب الملل والنحل: ج 1 ، ص 237 - 238في ترجمة المختارية : " البداء له معان :
    البداء في العلم ، وهو أن يظهر له خلاف ما علم ، ولا أظنّ عاقلاً يعتقد هذا الاعتقاد .
    والبداء في الإرادة وهو أن يظهر له صواب على خلاف ما أراده وحكمه ، والبداء في الأمر وهو أن يأمر شيئاً ثم [ يأمر ] بعده بخلافه، فمن لم يجوّز النسخ ظنّ أنّ الأوامر المختلفة في الأوقات المختلفة متناقضة .
    واما رأي الامامية في البداء فقد اكتفيت بذكر معنى البداء في ما جاء تصحيح اعتقادات الإمامية - للشيخ المفيد ص 65:
    قال أبو عبد الله: قول الإمامية في البداء طريقه السمع دون العقل، وقد جاءت الأخبار به عن أئمة الهدى عليهم السلام والأصل في البداء هو الظهور قال الله تعالى: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} يعني به: ظهر لهم من أفعال الله تعالى بهم ما لم يكن في حسبانهم وتقديرهم، وقال: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم} يعني: ظهر لهم جزاء كسبهم وبان لهم ذلك، وتقول العرب: قد بدا لفلان عمل حسن، وبدا له كلام فصيح، كما يقولون: بدا من فلان كذا، فيجعلون اللام قائمة مقامه، فالمعنى في قول الإمامية بدا لله في كذا أي: ظهر له فيه ومعنى ظهر فيه أي ظهر منه، وليس المراد منه تعقب الرأي ووضوح أمر كان قد خفي عنه، وجميع أفعاله تعالى الظاهرة في خلقه بعد أن لم تكن فهي معلومة له فيما لم يزل، وإنما يوصف منها بالبداء ما لم يكن في الاحتساب ظهوره، ولا في غالب الظن وقوعه، فأما ما علم كونه وغلب في الظن حصوله، فلا يستعمل فيه لفظ البداء.
    وقول أبي عبد الله عليه السلام: "ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل" فإنما أراد به ما ظهر من الله تعالى فيه من دفاع القتل عنه وقد كان مخوفا عليه من ذلك مظنونا به، فلطف له في دفعه عنه.
    وقد جاء الخبر بذلك عن الصادق عليه السلام فروي عنه أنه قال: "كان القتل قد كتب على إسماعيل مرتين فسألت الله في دفعه عنه فدفعه" وقد يكون الشيء مكتوبا بشرط فيتغير الحال فيه.
    قال الله تعالى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ}.
    فتبين أن الآجال على ضربين: ضرب منها مشترط يصح فيه الزيادة والنقصان، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ}. وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ} فبين أن آجالهم كانت مشترطة في الامتداد بالبر والانقطاع بالفسوق.
    وقال تعالى [فيما خبر به] عن نوح في خطابه لقومه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا} إلى آخر الآيات.
    فاشترط لهم في مد الأجل وسبوغ النعم الاستغفار فلما لم يفعلوه قطع آجالهم وبتر أعمارهم واستأصلهم بالعذاب، فالبداء من الله تعالى يختص ما كان مشترطا في التقدير وليس هو الانتقال من عزيمة إلى عزيمة ولا من تعقب الرأي، تعالى الله عما يقول المبطلون علوا كبيرا.
    وقد قال بعض أصحابنا: إن لفظ البداء أطلق في أصل اللغة على تعقب الرأي [والانتقال من عزيمة إلى عزيمة] وإنما أطلق على الله تعالى على وجه الاستعارة كما يطلق عليه الغضب والرضا مجازا غير حقيقة، وإن هذا القول لم يضر بالمذهب، إذ المجاز من القول يطلق على الله تعالى فيما ورد به السمع، وقد ورد السمع بالبداء على ما بينا، والذي اعتمدناه في معنى البداء أنه الظهور على ما قدمت القول في معناه، فهو خاص فيما يظهر من الفعل الذي كان وقوعه يبعد في النظر دون المعتاد، إذ لو كان في كل واقع من أفعال الله تعالى لكان الله تعالى موصوفا بالبداء في كل أفعاله، وذلك باطل بالاتفاق.
    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها
يعمل...
X