بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد
..............
إن مخالفة النفس فيما تهوى وتكره لمن أهم أسس التزكية،وخاصة عند (إصرار) النفس على رغبة
جامحة في مأكل ،أو ملبس،
جامحة في مأكل ،أو ملبس،
أو غير ذلك.. فأن الوقوف أمام النفس
ــ ولو في بعض الحالات ــ ضروري لتعويد النفس على التنازل عن هواها لحكم العقل ،ولإشعارها أن
للعقل دوره الفعّال في إدارة شؤون النفس،بتنصيب من المولى الذي جعل العقل رسولاً باطنياً، وقد
روي عن أمير المؤمنين(علية السلام)أنه قال:
((إذاصعبت عليك نفسك ، فأصعب لها تذل لك))البحار(ج78ص119)
ومن الملحوظ إحساس العبد(بهالة) من السمو والعزة،عند مخالفة شهوة من الشهوات،وهذه الحالة جائزة
معجلة في الدنيا قبل الآخرة،إذ يجد حلاوة الإيمان في قلبه..هذه الحلاوة تجبر حرمان النفس من الشهوة
العاجلة ،بل يصل الأمر إلى أن يعيش الإنسان حالة التلذذ في ترك اللذائذ،لما فيها من السمو والتعالي عن
مقتضيات الطبع ، بل يصل الأمرعند(الكُمّلين)إلى مرحلة يتلذذون فيها (برضا) الحق عنهم حين تلذذهم
بالمباحات ، أكثر من تلذذهم (باللذة) نفسها..فمثلاً يرون أن لذة رضا المولى على عبده بالزواج ،ألذ
لديهم من عملية المعاشرة نفسها ، وهذا معنى لا يوفق له
إلّا ذو حظٍ عظيم.
تعليق