إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المختار الثقفي بين الحقيقة والوهم ...........

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المختار الثقفي بين الحقيقة والوهم ...........


    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمدٍ وآله الطاهرين


    الأخوة والأخوات الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..




    ان المتتبع للتأريخ وخاصة التأريخ الاسلامي يجد فيه الكثير من المفارقات بل قد يجد التناقض والتضارب في بعض المنقولات ، وخاصة فيما يرتبط بالنبي وآل بيته الكرام (صلوات الله عليهم أجمعين) حيث نجد بعض المؤرخين يثني على بعض الشخصيات التي حاولت وبكل ما تستطيع ان تطفيء نور الاسلام وتئده في مهده لو استطاعت



    وفي الوقت نفسه نجدهم يغبنون شخصيات أخرى حقها فيجردونها حتى من ابسط الامور وهو هويتها الاسلامية فينسبونهم الى الشرك تارة والى الزندقة او الى الانحراف تارة أخرى ويختلقون لذلك الأحاديث الكاذبة او يستندون عمدا أو من غير عمد الى احاديث يوحي ظاهرها بذلك دون الالتفات الى او ذكر ما يقابلها من احاديث أخرى تعارضها حتى يكون القارئ على علم ودراية واطلاع .




    ومن هذه الشخصيات التي لم ينصفها التاريخ هو ( المختار بن أبي عبيد الثقفي )




    وسنذكر شيئاً عن هذه الشخصية التي قد يجهلها الكثيرون والتي اثيرت حولها الكثير من الشبهات وألصقت بها عددا من التهم والأكاذيب ..


    من هو المختار ؟




    المختار بن أبي عبيد الثقفي هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عفرة بن عميرة بن عوف بن ثقيف الثقفي(1)


    ولد في الطائف سنة ( 1 هـ )


    وكان مولده في عام الهجرة (2)


    قام بالثورة للأخذ بثأر الامام الحسين(عليه السلام) في الرابع عشر من ربيع الأول سنة 66هـ واستمر حكمه للكوفة ( 18 شهراً ) حاصره معصب بن الزبير في الكوفة ولم يستسلم

    قاتل مع عدد من اصحابه ومنهم السائب بن مالك الأشعري حتى
    قتل

    وكان ذلك في 14 رمضان سنة 67 هـ
    (3)



    __________________________________

    (1) [البداية والنهاية - (8 / 319)]
    (2) [الغارات - ابراهيم بن محمد الثقفي - (2 / 518)]
    (3) [ الامامة والسياسة - ابن قتيبة الدينوري - (2 / 33) ]



    يتبع ...

    التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق ; الساعة 26-01-2013, 11:38 PM. سبب آخر:

  • #2
    رحم الله المختار
    اخي الصدوق عندما جيء بنساء مالك بن نويرة ( رضوان الله عليه )
    الى المدينة سبايا ايام خلافة ابي بكر وقضية مقتل مالك معروفة
    التفت احدى نساء مالك الى الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام )
    وقالت له : بسببك يا علي سبينا
    من هنا جاء عدم انصاف المختار يا سيدي العزيز
    من قبل المؤرخين
    نشكركم على هذا الموضوع
    ونتمنى لكم دوام التقدم
    وفقكم الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

    تعليق


    • #3
      بسمه تعالى وبه نستعين

      احسنتم اخي الصدوق على هذا الموضوع القيم جعله الله في ميزان حسناتكم.

      يكفي في وثاقته وحقيقته وانه ليس وهم ما هو عن السيد الخوئي (قدس سره)حيث قال في ترجمته في معجم رحال الحديث ج : 19 / 102) يكفي في وثاقته وقد ترحم عليه ثلاثة من الائمة الاطهار صلوات الله عليهم .
      عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتى بعث الينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين . وهذه الرواية صحيحة .
      وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (لا تسبّوا المختار ، فانه قتل قتلتنا ، وطلب بثارنا ، وزوّج أراملنا، وقسّم فينا المال على العسرة).
      وعن عمر بن علي بن الحسين : ان علي بن الحسين (عليهما السلام) لما اتي برأس عبيد الله بن زياد، ورأس عمر بن سعد ، قال : فخرّ ساجداً وقال : الحمد لله الذي ادرك لي ثاري من اعدائي ، وجزى الله المختار خيرا)).
      قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
      صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
      ************
      السلام عليكِ يا أم أبيها

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة رافد الخزرجي مشاهدة المشاركة
        رحم الله المختار
        اخي الصدوق عندما جيء بنساء مالك بن نويرة ( رضوان الله عليه )
        الى المدينة سبايا ايام خلافة ابي بكر وقضية مقتل مالك معروفة
        التفت احدى نساء مالك الى الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام )
        وقالت له : بسببك يا علي سبينا
        من هنا جاء عدم انصاف المختار يا سيدي العزيز
        من قبل المؤرخين
        نشكركم على هذا الموضوع
        ونتمنى لكم دوام التقدم
        وفقكم الله

        أخي الفاضل رافد الخزرجي

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        وارحب بكم على مروركم الكريم واضافتكم القيمة



        يبدو أن من اتبع أهل البيت عليهم السلام عليه ان يدفع ضريبة هذا الاتِّباع

        وهو أن يعاديه أهل الباطل بل ويتحينون به الفرص لاغتيال شخصه او لقتل شخصيته وكلما زاد اخلاصا لأهل البيت عليهم السلام زاد حنقهم عليه

        فان لم يتمكنوا منه جردوا اقلاما تقطر سما زعافا ومدوا ألسنة حداد اشحة على الخير فلا يرعون فيه وفي غيره من المؤمنين الصالحين إلّا ولا ذمّة

        فينسبون الاباطيل ويختلقون الاكاذيب ..

        بارك الله تعالى بكم

        شكرا لكم

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سيد علاء العوادي مشاهدة المشاركة
          بسمه تعالى وبه نستعين

          احسنتم اخي الصدوق على هذا الموضوع القيم جعله الله في ميزان حسناتكم.

          يكفي في وثاقته وحقيقته وانه ليس وهم ما هو عن السيد الخوئي (قدس سره)حيث قال في ترجمته في معجم رحال الحديث ج : 19 / 102) يكفي في وثاقته وقد ترحم عليه ثلاثة من الائمة الاطهار صلوات الله عليهم .
          عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتى بعث الينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين . وهذه الرواية صحيحة .
          وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (لا تسبّوا المختار ، فانه قتل قتلتنا ، وطلب بثارنا ، وزوّج أراملنا، وقسّم فينا المال على العسرة).
          وعن عمر بن علي بن الحسين : ان علي بن الحسين (عليهما السلام) لما اتي برأس عبيد الله بن زياد، ورأس عمر بن سعد ، قال : فخرّ ساجداً وقال : الحمد لله الذي ادرك لي ثاري من اعدائي ، وجزى الله المختار خيرا)).
          نعم أخانا الفاضل وسيدنا الجليل

          فقد نقل السيد الخوئي وقبله علماء آخرون روايات في مدح المختار

          سنشير اليها خلال حلقات الموضوع باذن الله تعالى

          شاكر لكم كرم مروركم

          وفّقكم الله تعالى لما يحبّ وسدّد خطاكم

          تعليق


          • #6




            ... وتزوج أبوه دومة بنت عمرو بن وهب بن معتب؛ وكان قبل تزوجه إياها يختار نساء قومه فرأى في منامه قائلاً يقول له:

            تزوج دومة ... فإنها عظيمة الحومة ... لا يسمع فيها من لائم لومه



            فتزوجها فلما اشتملت على المختار رأت في منامها قائلاً يقول لها:
            أبشري بولد ... أشد من الأسد
            . إذا الرجال في كبد ... يتغالبون على بلد.
            له فيه الحظ الأسد،

            فلما ولد قيل لها :

            إن ابنك قبل أن يتسعسع ... وبعد أن يترعرع.
            كثير التبع قليل الهلع ... خنشليل غير ورع
            يدان بما صنع.


            وكان مع أبيه أبي عبيد بن مسعود حين وجهه عمر بن الخطاب إلى العراق في الثقل، وكان له يوم قتل أبوه ثلاث عشرة سنة، وكان يقول:

            والله لأعلون منبراً بعد منبر.
            ولأفلن عسكراً بعد عسكر

            ولأخفين أهل الحرمين.
            ولأذعرن أهل المشرقين والمغربين.
            وإن خبري لفي زبر الأولين.
            (1)

            عُرف عنه أنه كان فارسا شجاعا كما سيأتي ، وقد ورث هذا عن أبيه الذي كان كذلك .




            وزعم ابن كثير وغيره أن المختار كان كذابا ونقل حديثا عن البيهقي ومسلم اولّوه في المختار والحجاج
            " ان في ثقيف كذابا ومبيرا" وأولوا الكذاب بأنه المختار والمبير هو الحجاج ، ثم زعم ان المختار ادعى النبوة وأن الملائكة تأتيه ونقل في ذلك أكثر من قصة (2)



            ومن الطبيعي أن تحاك حول المختار مثل هذه التهم لكونه حارب الأمويين وكان ممن ضعضع أركان دولتهم فهم له ألد الأعداء لذا فمن الطبيعي أن يبغضوه ويلفقوا عليه مختلف التهم من قبل أصحاب الأقلام المأجورة ووعاظ السلاطين
            اضافة الى ذلك عداء الزبيريين له وحقدهم عليه
            مضافا الى هذا عداء أشراف أهل الكوفة من المنتفعين من الأمويين والزبيريين حيث ان المختار ألّب الموالي على الأشراف واستعان بهم على محاربة أعدائه

            فكل هؤلاء اجتمعوا على عداء المختار وتقاسموا الحقد عليه ، فمن الطبيعي أن تلصق به التهم وتلفق فيه الأحاديث .
            لكن مثل هذه الأمور لا تصمد أمام العقل والنقل

            أما العقل فلأن الناس بعد اطلاعهم وتعلمهم في تلك الفترة بسبب كثرة التعلم لا يصدقون من يدعي النبوة وأن من يقدم على مثل هذا الادعاء يحكم على نفسه بالفشل والخسران ، فلا يعقل أن مثل المختار صاحب الحنكة والفطنة أن يجازف بمثل هذه التهورات التي لا يقدم عليها الا السذج ويقنعون بها المغفلين .
            أما النقل فسيأتي ما وردت من روايات في مدحه والترحم عليه والاشادة بفطنته منها أنه لم أتى به أبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) مسح الامام على رأسه وقال :
            " كيّس كيّس " (3)

            قال الجوهري في تاج العروس : والكَيْسُ : العقْلُ والفِطْنَةُ والفِقْهُ
            (4)

            ومن النقل أيضاً شهادة زوجته عمرة له بالصلاح والايمان عندما أحضرها وضرتها مصعب بن الزبير وسألهما عن المختار ، فقالت رغم علمها بأن ابن الزبير سيسجنها أو يعذبها ان تذكر المختار بسوء : ( ما عملته رحمه الله إلا مسلماً من عباد الله الصالحين ) (5)

            __________________________________________
            (1) أنساب الأشراف – للبلاذري – ج6 – ( أمر المختار وقصصه )
            (2) البداية والنهاية - ابن كثير - البداية والنهاية - (6 / 265):
            (3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (37 / 1)
            (4) تاج العروس من جواهر القاموس - (16 / 461)
            (5) أنساب الأشراف – للبلاذري – ج6 – ( دخول مصعب ابن الزبير الكوفة )

            يتبع ...



            تعليق


            • #7
              يقول الشيخ جعفر بن محمّد بن نما - رحمه الله تعالى - في رسالته (رسالة شرح الثار على جُل أحوال المختار )



              وكان مولدُه في عام الهجرة.. فإذا ترعرع حضر مع أبيه وقعة قُسّ الناطف وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان يتفلّت للقتال فيمنعه سعد بن مسعود عمُّه.

              فنشأ مقداماً شجاعاً، يتعاطى معالي الأمور، وكان ذا عقلٍ وافر، وجوابٍ حاضر، وخِلالٍ مأثورة، ونفسٍ بالسخاء موفورة، وفطرةٍ تُدرك الأشياء بفراستها، وهمّةٍ تعلو على الفراقد بنفاستها، وحَدَسٍ مُصيب، وكفٍّ في الحروب مُجيب.. مارسَ التجاربَ فحنّكَتْه، ولابَسَ الخطوبَ فهذّبَتْه .



              وينهض الشباب بالمختار، فتُعرَف فيه شمائل النخوة والإباء ورفض الظلم، ويُسمَع منه ويُرى فيه مواقف الشجاعة والتحدّي أحياناً، وهذا أشدّ ما تخشاه السلطات الأُمويّة، فتُلقي القبضَ عليه وتُودعه في سجن عبيد الله بن زياد في الكوفة؛ تمهيداً لتصفية القوى والشخصيّات المعارضة، والتفرّغ لإبادة أهل البيت النبويّ بعد ذلك حيث لا أنصار لهم ولا أتباع .


              وتقتضي المشيئة الإلهيّة أن يلتقي المختار في السجن بمِيثم التمّار، فيبشّره هذا المؤمن الصالح الذي نهل من علوم إمامه عليٍّ أمير المؤمنين عليه السّلام، فيقول للمختار: إنك تفلتُ وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السّلام، فتقتل هذا الجبّارَ الذي نحن في سجنه ( أي ابن زياد )، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخَدَّيه.
              ولم تطل الأيّام حتّى دعا عبيدالله بن زياد بالمختار من سجنه ليقتله، وإذا بالبريد يطلع بكتاب يزيد بن معاوية إلى ابن زياد يأمره بتخلية سبيل المختار، وذلك أنّ أخت المختار كانت زوجة عبدالله بن عمر، فسألت زوجها أن يشفع لأخيها إلى يزيد، فشفّع فأمضى يزيد شفاعته، فكتب بتخلية سبيل المختار على البريد.. فوافى البريد وقد أُخرج المختارُ ليُضرَبَ عنقه، فأُطلِق!


              يتبع ...

              تعليق


              • #8
                بعد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) بايع المختار الحسن(عليه السلام)



                وزعم الطبري وابن الاثير وغيرهما ان المختار قد حرض عمه سعد بن مسعود على تسليم الامام الحسن بن علي (عليهما السلام) الى معاوية بعد أن نزل عندهم نتيجة طعنه(عليه السلام) من قبل أحد الخوارج بخنجر في فخذه ، قالا :



                (... وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن وكان عم المختار بن أبى عبيد عاملا على المدائن وكان اسمه سعد بن مسعود فقال له المختار وهو غلام شاب هل لك في الغنى والشرف قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمنبه إلى معاوية فقال له سعد عليك لعنة الله أثب على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه بئس الرجل أنت ... ) (1)



                لكن هذا الكلام قد رد عليه السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث بعد ذكره لهذا الخبر عن بعض كتب علمائنا ، فقال :




                ( وروى الصدوق - قدس سره - مرسلا أن الحسن سلام الله عليه لما صارفي مظلم ساباط ، ضربه أحدهم بخنجر مسموم ، فعمل فيه الخنجر ، فأمر(عليه السلام) أن يعدل به إلى بطن جريحي ، وعليها عم المختار بن أبي عبيدة مسعودابن قيلة ، فقال المختار لعمه : تعال يحتى تأخذ الحسن ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق ، فنظر بذلك الشيعة من قول المختار لعمه ، فهموا بقتل المختار فتلطفعمه لمسألة الشيعة بالعفو عن المختار ففعلوا .


                وهذه الرواية لارسالها غير قابلة الاعتماد عليها ، على أن لو صحت لأمكن
                أن يقال إن طلب المختار هذا لم يكن طلبا جديا ، وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي عمه ، فإن علم أن عمه يريد ذلك لقام باستخلاص الحسن (عليه السلام) .فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن عليه السلام .) (2)


                __________________________________________________ ______________


                (1) تاريخ الطبري - (4 / 122) - الكامل في التاريخ - احداث سنة إحدى وأربعين
                (2) معجم رجال الحديث - (ج 19 / ص 106)



                يتبع ...



                تعليق


                • #9
                  وذكر السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث عند ذكره للمختار الثقفي أمورا ثلاثة ، نذكرها :


                  ( ... الاوّل: أنه ذهب بعض العلماء إلى أنّ المختار بن أبي عبيدة لم يكن حسن العقيدة، وكان مستحقّاً لدخول النار، وبذلك يدخل جهنم، ولكنه يخرج منها بشفاعة الحسين عليه السلام، ومال إلى هذا القول شيخنا المجلسي : قدّس اللّه نفسه : وجعله وجهاً للجمع بين الاخبار المختلفة الواردة في هذا الباب. البحار: باب أحوال المختار 49، من المجلد 45 من الطبعة الحديثة، في ذيل حديث 5، الذي حكاه عن السرائر.
                  واستند القائل بذلك إلى روايتين، الاولى: ما رواه الشيخ باسناده، عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي القيسى، عن بعض من رواه، عن أبي عبداللّه عليه السلام، قال: قال لي يجوز النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) الصراط، يتلوه علي ، ويتلو عليا الحسن، ويتلو الحسن الحسين، فاذا توسّطوه نادى المختار الحسين عليه السلام: يا أبا عبداللّه إني طلبت بثارك فيقول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله للحسين عليه السلام: أجبه فينقض الحسين في النار كأنه عقاب كاسر، فيخرج المختار حممة ولو شقّ عن قلبه لوجد حبّهما في قلبه. التهذيب: الجزء 1، باب تلقين المحتضرين من الزيادات، الحديث 1528.

                  وذكر في السرائر عن كتاب أبان بن تغلب، قال: حدّثني جعفر بن إبراهيم بن ناجية الحضرمى، قال: حدثّني زرعة بن محمد الحضرمى، عن سماعة بن مهران، قال: سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول: إذا كان يوم القيامة مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بشفير النار، وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، فيصيح صائح من النار: يارسول اللّه يارسول اللّه يارسول اللّه أغثنى. قال: فلا يجيبه، قال: فينادي ياأمير المؤمنين ياأمير المؤمنين ثلاثاً أغثنى، فلا يجيبه، قال: فينادي ياحسن ياحسن ياحسن أغثنى، قال فلا يجيبه، قال: فينادي ياحسين ياحسين ياحسين أغثني أنا قاتل أعدائك، قال فيقول له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد احتجّ عليك، قال: فينقض عليه كأنه عقاب كاسر، قال: فيخرجه من النار، قال: فقلت لابي عبداللّه عليه السلام: من هذا جعلت فداك؟ قال عليه السلام: المختار، قلت له: فلم عذّب بالنار وقد فعل مافعل؟ قال عليه السلام: إنه كان في قلبه منهما شى‏ء، والذي بعث محمداً صلّى اللّه عليه وآله بالحقّ لو أنّ جبرئيل، وميكائيل، كان في قلبهما شى‏ء لاكبّهما اللّه في النار على وجوههما (إنتهى). السرائر: في المستطرفات، ما استطرفه من كتاب أبان بن تغلب.

                  ثم علق السيد الخوئي(قدس سره) فقال :

                  أقول: الروايتان ضعيفتان، أما رواية التهذيب فبالارسال أوّلاً، وبأمية بن علي القيسي ثانياً. وأما ما رواه في السرائر فلانّ جعفر بن إبراهيم الحضرمي لم تثبت وثاقته، على أنّ رواى‏ؤة أبان عنه وروايته عن زرعة عجيبة، فإنّ جعفر بن إبراهيم، إن كان هو الذي عدّه الشيخ من أصحاب الرضا عليه السلام فلا يمكن رواية أبان عنه، وإن كان هو الذي عدّه البرقي من أصحاب الباقر عليه السلام فروايته عن زرعة عجيبة، وقد أشرنا في ترجمة محمد بن إدريس، إلى أنّ كتاب بن إدريس فيه تخليط.
                  هذا وقد قال بن داود فيما تقدّم منه (478) بعد ماذكر روايات المدح وما روي فيه (المختار) مما ينافي ذلك: قال الكشّي نسبته إلى وضع العامّة أشبه : إنتهى.
                  أقول: ما نسبه بن داود إلى الكشّى، لم نجده في اختيار الكشّى، ولعلّ نسخة أصل الكشّي كان عنده، وكان هذا مذكوراً فيه، وقد ذكرنا أنه مضافاً إلى ضعف إسناد الروايات الذامّة، يمكن حملها على صدورها عن المعصوم تقية، ويكفي في حسن حال المختار إدخاله السرور في قلوب أهل البيت سلام اللّه عليهم بقتله قتلة الحسين عليه السلام، وهذه خدمة عظيمة لاهل البيت عليهم السلام يستحقّ بها الجزاء من قبلهم، أفهل يحتمل أنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وأهل البيت(عليهم السلام) يغضّون النظر عن ذلك، وهم معدن الكرم والاحسان، وهذا محمد بن الحنفية بين ما هو جالس في نفر من الشيعة وهو يعتب على المختار (في تأخير قتله عمر بن سعد) فما تمّ كلامه، إلاّ والرأسان عنده فخرّ ساجداً، وبسط كفيه وقال:
                  اللّهم لاتنس هذا اليوم للمختار وأجزه عن أهل بيت نبيّك محمد خير الجزاء، فواللّه ما على المختار بعد هذا من عتب. البحار: باب أحوال المختار من المجلد 45، من الطبعة الحديثة، المرتبة الرابعة مما حكاها عن رسالة شرح الثار لبن نما، في ذكر مقتل عمر بن سعد وعبيد اللّه بن زياد.


                  الامر الثانى: أنّ خروج المختار وطلبه بثار الحسين عليه السلام، وقتله لقتلة الحسين عليه السلام لاشكّ في أنه كان مرضياً عند اللّه، وعند رسوله والائمة الطاهرين عليهم السلام، وقد أخبره ميثم، وهما كانا في حبس عبيد اللّه بن زياد، بأنه يفلت ويخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام، ويأتي في ترجمة ميثم. كيف يكون كذلك وهم كانوا في أعلى درجة النصب الذي هو أعظم من اليهودية والنصرانية، ويظهر من بعض الروايات أنّ هذا كان بإذن خاص من السجّاد عليه السلام. وقد ذكر جعفر بن محمد بن نما في كتابه أنه اجتمع جماعة قالوا لعبدالرحمان بن شريح: إنّ المختار يريد الخروج بنا للاخذ بالثار، وقد بايعناه ولا نعلم أرسله إلينا محمد بن الحنفية، أم لا، فانهضوا بنا إليه نخبره بما قدم به علينا، فإن رخص لنا اتبعناه وإن نهانا تركناه، فخرجوا وجاؤا إلى بن الحنفية (إلى أن قال) فلما سمع (بن الحنفية) كلامه (عبدالرحمان بن شريح) وكلام غيره حمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ وقال:
                  أما ما ذكرتم مما خصّنا اللّه فإنّ الفضل للّه يعطيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم، وأما مصيبتنا بالحسين فذلك في الذكر الحكيم، وأما الطلب بدمائنا قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين، فلما دخل ودخلوا عليه، أخبر خبرهم الذي جاؤا لاجله، قال:

                  " ياعم، لو أنّ عبداً زنجياً تعصّب لنا أهل البيت لوجب على الناس مؤازرته، وقد ولّيتك هذا الامر فاصنع ماشئت "


                  فخرجوا وقد سمعوا كلامه وهم يقولون أذن لنا زين العابدين عليه السلام ومحمد بن الحنفية القصة. البحار: الجزء 45، ص‏365، الطبعة الحديثة، المرتبة الثانية مما حكاه عن رسالة بن نما في ذكر رجال سليمان بن صرد وخروجه.


                  الامر الثالث: أنه نسب بعض العامّة المختار إلى الكيسانية، وقد استشهد لذلك بما في الكشّي من قوله: والمختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب، بن الحنفية، وسمّوا الكيسانية وهم المختارية، وكان بقية كيسان... إلى آخر ما تقدّم، وهذا القول باطل جزماً، فإنّ محمد بن الحنفية لم يدع الامامة لنفسه حتى يدعو المختار الناس إليه، وقد قتل المختار ومحمد بن الحنفية حيٌّ ، وإنما حدثت الكيسانية بعد وفاة محمد بن الحنفية، وأما أنّ لقب مختار هو كيسان، فإن صحّ ذلك فمنشأه ما تقدّم في رواية الكشّي من قول أمير المؤمنين عليه السلام له مرّتين ياكيس، ياكيس، فثنّى كلمة كيس، وقيل كيسان.)
                  معجم رجال الحديث - (ج 19 / ص 107)



                  يتبع ...

                  تعليق


                  • #10
                    أما الأخبار التي وردت في المختار فهي على قسمين كما صنفها السيد الخوئي (قدس سره) في معجم الرجال ، فقال :

                    (( ... والاخبار الواردة في حقه على قسمين : مادحة وذامة ، وأما المادحة فهي متضافرة ، منها ما ذكره الكشي ( 59 ) :

                    1 - إبراهيم بن محمد الختلي ، قال : حدثني أحمد بن إدريس القمي ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، قال : حدثني الحسن بن علي الكوفي ، عن العباس بن عامر ، عن سيف بن عميرة ، عن جارود بن المنذر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال :

                    ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلواالحسين ( عليه السلام ) " . وهذه الرواية صحيحة .


                    2 - حمدويه ، قال : حدثني يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن المثنى ، عن سدير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :

                    " لا تسبّوا المختار ، فإنه قتل قتلتنا ، وطلب بثارنا ، وزوّج أراملنا ، وقسّم فينا المال على العسرة " .


                    3 - محمد بن الحسن ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد ، عن محمدابن الحسين ، عن موسى بن يسار ، عن عبدالله بن الزبير ، عن عبدالله بن شريك ، قال : دخلنا على أبي جعفر ( عليه السلام ) يوم النحر وهو متكئ ، وقد أرسل إلى الحلاق فقعدت بين يديه ، إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ثم قال : من أنت ؟ قال : أنا أبومحمد الحكم بن المختار بن أبي عبيدةالثقفي : وكان متباعدا من أبي جعفر ( عليه السلام ) - فمد يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثم قال : أصلحك الله إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك ، قال
                    ( عليه السلام ) :

                    " وأي شيء يقولون ؟ "

                    قال : يقولون كذاب ، ولاتأمرني بشيء إلا قبلته .

                    فقال
                    ( عليه السلام ) :

                    " سبحان الله أخبرني أبي والله إن مهر أمي كان مما بعث
                    به المختار ، أو لم يبن دورنا ، وقتل قاتلينا ، وطلب بد مائنا ؟ رحمه الله ، وأخبرنيوالله أبي أنه كان ليتم عند فاطمة بنت علي يمهد لها الفراش ويثني لها الوسائد ، ومنها أصحاب الحديث ، رحم الله أباك رحم الله أباك ، ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه ، قتل قتلتنا ، وطلب بدمائنا " .



                    4 - جبرئيل بن أحمد ، قال : حدثني العبيدي ، قال : حدثني علي بن أسباط ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عن علي بن حزور ، عن الاصبغ : قال : رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه ويقول
                    : يا كيس يا كيس " .

                    5 - حدثتي محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبوالحسن علي بن أبي علي الخزاعي ، قال : حدثني خالد بن يزيد العمري المكي ، قال : ـ حدثني ـ الحسن بن زيد بن علي بن الحسين ، قال : حدثني عمر بن علي بن الحسين : ان علي بن الحسين (عليهما السلام) لما أتي برأس عبيدالله بن زياد ، ورأس عمر بن سعد ، قال : فخر ساجدا وقال (عليه السلام ):

                    " الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي ، وجزى الله المختار خيراً ".
                    (1)
                    __________________________
                    (1) معجم رجال الحديث - (19 / 103)




                    يتبع ...

                    تعليق


                    • #11
                      وقال السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث نقلا عن الكشي :

                      وأما الروايات الذامة فهي كما تلي :
                      1 - محمد بن الحسن ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد الرازي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عبدالله المزخرف ، عن حبيب الخثعمي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
                      كان المختار يكذب على علي بن الحسين (عليه السلام) .


                      2 - جبرئيل بن أحمد ، حدثني العبيدي ، قال : حدثني محمد بن عمرو ، عن يونس ابن يعقوب ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) وبعث إليه بهدايا من العراق ، فلما وقفوا على باب علي بن الحسين دخل الآذن يستأذن لهم فخرج إليهم رسوله فقال :
                      أميطوا عن بابي فإني لا أقبل هدايا الكذابين ، ولا أقرأ كتبهم ،

                      فمحوا العنوان وكتبوا المهدى ـ اليه ـ محمد بن علي ، فقال أبو جعفر
                      (عليه السلام) : والله لقد كتب إليه بكتاب ما أعطاه فيه شيئا إنما كتب إليه يا ابن خير من طشى ومشى ، فقال أبو بصير لابي جعفر عليه السلام : أما المشي فأنا أعرفه فأي شيء ( الطشي ) ؟ فقال أبوجعفر (عليه السلام) : الحياة .

                      3 - محمد بن مسعود ، قال : حدثني ابن أبي علي الخزاعي ، قال : ـ حدثني ـ خالد ابن يزيد العمري ، عن الحسن بن زيد ، عن عمر بن علي : ان المختار أرسل إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) بعشرين ألف دينار فقبلها ، وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت ، قال : ثم إنه بعث إليه بأربعين ألف دينار بعدما أظهر الكلام الذي أظهره ، فردها ولم يقبلها ، والمختار هو الذى دعا الناس إلى محمد ابن علي بن أبي طالب بن الحنفية وسموا الكيسانية ، وهم المختارية ، وكان لقبه كيسان ولقب بكيسان لصاحب شرطته المكنى أبا عمرة ، وكان اسمه كيسان وقيل إنه سمى كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو الذي حمله على الطلب بدم الحسين ودل على قتلته ، وكان صاحب سره والغالب على أمره . وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين ( عليه السلام ) أنه في دار ، أو موضع ، إلا قصده ، وهدم الدار بأسرها وقتل كل من فيها من ذي روح ، وكل دار بالكوفة خراب فهي مما هدمها ، وأهل الكوفة يضربون به المثل ، فإذا افتقر إنسان قالوا : دخل أبوعمرة بيته ، حتى قال فيه الشاعر :
                      إبليس بما فيه خير من أبي عمرة * يغويك ويطغيك ولا يعطيك كسرة " .




                      وهذه الروايات ضعيفة الاسناد جدا ، على أن الثانية منهما فيها تهافت .وتناقض . ولو صحت فهي لا تزيد على الروايات الذامة الواردة في حق زرارة ، ومحمد بن مسلم ، وبريد وأضرابهم .

                      معجم رجال الحديث - (19 / 104)

                      يتبع ...

                      تعليق


                      • #12
                        شبهات حول المختار :

                        وقد اثيرت شبهات وتسؤلات حول المختار وثورته نشير الى بعضاً منها ونحاول الرد عليها باختصار :


                        الشبهة الأولى :
                        التشكيك بولاء المختار لأهل البيت(عليهم السلام) :


                        وهذا الامر مدفوع بأمور عديدة ، منها :


                        1 – مبايعته للامام الحسين(عليه السلام) على يد مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) وايواؤه لمسلم بن عقيل وجعل بيته مركزا لاجتماع الناس لمبايعة مسلم بن عقيل للامام الحسين وتأيد الثورة ثورة اهل الكوفة ضد يزيد وبني أمية وهذا بحد ذاته يعتبر مجازفة خطيرة لا يقدم عليها الا من كان راسخ الايمان ثابت العقيدة صادق المحبة والولاء لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله ) .

                        2- موقفه من عبيد الله بن زياد ومناهضته له مما دعا بابن زياد الى أن يضربه على عينه بالقضيب ويودعه السجن ثم يعزم على قتله لولا كتاب يزيد عليه اللعنة باطلاق سراحة بالتماس من ابن عمر .

                        3 – دفاعه عن محمد بن الحنفية وابن عباس واطلاقه سراحهما بعد ان حاصرهما وحبسهما ابن الزبير في حجرة زمزم وتهديده لهما بالاحراق بالنار اذا لم يبايعا مما دعا بابن الحنفية الى الكتابة للمختار فارسل المختار لهما من خلصهما من يد ابن الزبير .


                        4 – قتله لمعظم المشاركين في قتل الامام الحسين(عليه السلام) انتقاماً للحسين (عليه السلام) وتوليه الأخذ بثأره
                        (عليه السلام) .





                        الشبهة الثانية :
                        ان المختار يقول بامامة محمد بن الحنفية ولا يقول بامامة زين العابدين (عليه السلام) :


                        الجواب : أن المختار كان يقول بامامة زين العابدين(عليه السلام) ولم يقل بامامة محمد ابن الحنفية وانما كان يرجع لابن الحنفية ليخبره برأي الامام السجاد ولا يرجع الى الامام زين العابدين (عليه السلام)
                        مباشرةبسبب خطورة الاوضاع السياسية في ذلك الوقت ز
                        والدليل على اعتقاد المختار بامامة زين العابدين(عليه السلام) :

                        1 - أن المختار كان يبعث الى الامام(عليه السلام) بالاموال وكان الامام (عليه السلام) يقبلها منه ، فلو لم يقل المختار بامامة زين العابدين (عليه السلام) لما بعثها اليه ولكان أجدر به أن يبعثها الى محمد بن الحنفية ، ثم أن الامام السجاد (عليه السلام) وهو حجة الله في الارض ولا تغيب عنه أحوال الناس لو لم يعلم بصدق المختار وسلامة نيته لما كان
                        (عليه السلام) يقبل منه شيئاً .

                        2 - قول المختار وهو يثني على الامام زين العابدين (عليه السلام) ويصفه بانه أمام الهدى عندما خطب في جمع من الناس وفيهم جمع من الشيعة عندما جاءه وفد من أهل الكوفة كانوا قد ذهبوا الى المدينة للتحقق من دعوى المختار بطلب الثأر ، حيث قال :

                        ( يا معشر الشيعة إن نفرا أحبوا أن يعلموا مصداق ما جئت به، فخرجوا إلى إمام الهدى والنجيب المرتضى وابن المصطفى المجتبى - يعني زين العابدين عليه السلام - فعرفهم أني ظهيره ورسوله، وأمركم باتباعي وطاعتي..)

                        [بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 45 / ص 365) - ذوب النضار- ابن نما الحلي - (ص 99 )]

                        3 - لو لم يكن المختار معتقداً بامامة زين العابدين(عليه السلام) لحكم بكفره وارتداده ولسمعنا من المعصومين
                        (عليهم السلام) ما يثبت ذلك ، ولما نال المختار ذلك النصيب من مدح المعصومين (عليهم السلام) له في حياته وبعد وفاته .

                        يتبع ...



                        تعليق


                        • #13
                          الشبهة الثالثة : بيعة المختار لابن الزبير رغم عدائه لأهل البيت(عليهم السلام)



                          وفي الرد على ذلك نقول :

                          1 - إن ابن الزبير ادعى في بداية ثورته الثأر لأهل البيت(عليهم السلام) من بني أمية وهذه كانت غاية المختار وامنيته
                          فكانت احدى اسباب بيعة المختار لابن الزبير هذه الغاية



                          2 - ان بني أمية كانوا يمثلون الخطر الأكبر على الاسلام والمسلمين على حد سواء ، لذلك قرر المختار الانظمام لابن الزبير لمواجهة سلطة بني امية حيث كان يرى المختار أن خطر بني أمية اشد من خطر ابن الزبير لأن بني أمية لم يكونوا يحترموا اي مقدسات أو أعراف أو تقاليد وان كان ابن الزبير على شاكلتهم لكنه كان يتظاهر باحترامه للمقدسات والمثل .



                          3 – بعد توسع سلطة ابن الزبير رأى المختار نفسه مضطراً لمبايعته ولو مؤقتاً لأنه ان لم يبايع باختياره وهو في موقع القوة سيبايع مضطراً وهو في موقف الضعيف .



                          4 – كانت بيعية المختار لابن الزبير بشروط فرضها المختار على ابن الزبير اعطت للمختار صلاحيات واسعة عند ابن الزبير وحرية كبيرة للتحرك في حكومته .



                          5 – بعد ان رأى المختار كذب ومكر ابن الزبير وخديعته للناس وزيف شعاراته قرر نقض بيعته له والرجوع الى الكوفة .

                          يتبع ...

                          تعليق


                          • #14
                            بعض الأخطار من أخبار المختار :





                            1 - ارسال المختار جارية للامام زين العابدين فولدت للامام(عليه السلام) زيداً :


                            قال الشيخ ابن نما الحلي ذوب النضار :

                            وعن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت أزور على بن الحسين (عليهما السلام) في كل سنة مرة في وقت الحج، فأتيته سنة وإذا على فخذه صبي، فقام الصبي يمشي فوقع على عتبة الباب، فانشج رأسه ، فوثب (عليه السلام) إليه مهرولا، فجعل ينشف دمه ويقول:

                            " اني اعيذك أن تكون المصلوب في الكناسة "

                            قلت: بأبي أنت وامي، وأي كناسة ؟ قال
                            (عليه السلام) :

                            " كناسة الكوفة "

                            قلت : ويكون ذلك ؟ قال
                            (عليه السلام) :

                            " اي والذي بعث محمّداً بالحق نبيّاً، لئن عشت بعدي لترين هذا الغلام في ناحية من نواحي الكوفة ، وهو مقتول مدفون منبوش مسحوب مصلوب في في الكناسة، ثم ينزل فيحرق ويذرى في الهواء "


                            فقلت: جعلت فداك، وما اسم هذا الغلام ؟ فقال
                            (عليه السلام) :

                            " ابني زيد "

                            ثم دمعت عيناه وقال
                            (عليه السلام) :

                            " لاحدثنك بحديث ابني هذا، بينا أنا ليلة ساجد وراكع إذ ذهب بي النوم فرأيت كأني في الجنة، وكأن رسول الله صلى الله عليه وآله وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام قد زوجوني حورأ من حور العين، فواقعتها واغتسلت عند سدرة المنتهى ووليت، هتف بي هاتف ، ليهنئك زيد.

                            فاستيقظت وتطهرت وصليت صلاة الفجر ، فدق الباب رجل فخرجت إليه فإذا معه جارية ملفوف كمها على يده، مخمرة بخمار، قلت: ما حاجتك ؟
                            قال: اريد علي بن الحسين عليهما السلام.
                            قلت: أنا هو .
                            قال: أنا رسول المختار بن أبي عبيدة الثقفى اليك وهو يقرؤك السلام ويقول: وقعت هذه الجارية في ناحيتنا فاشتريتها بستمائة دينار، وهذه ستمائة دينار أخرى فاستعن بها على دهرك، ودفع الي كتابا كتبت جوابه،
                            وقلت: ما اسمك ؟
                            قالت : حوراء،
                            فهيؤوها لي وبت بها عروساً، فعلقت بهذا الغلام، فأسميته زيداً، وستري ما قلت لك"


                            قال أبو حمزة الثمالي: فوالله لقد رأيت كل ما ذكره عليه السلام في زيد


                            كتاب ذوب النضار- (ص 64)


                            يتبع ...


                            تعليق


                            • #15

                              2 - خبر مقتل حرملة على يد المختار بدعاء الامام زين العابدين :

                              قال الشيخ الطوسي (أعلى الله مقامه) :




                              عن المنهال بن عمرو ، قال :

                              دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) منصرفي من مكة فقال لي :

                              " يا منهال ، ما صنعَ حرملةُ بن كاهلة الأسدي "

                              فقلت : تركته حيّاً الكوفة .

                              قال : فرفع يديه جميعا، فقال (عليهما السلام) :

                              " اللّهُمَّ أذِقْهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقْهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقْهُ حَرَّ النّارِ "

                              قال المنهال : فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيد، وكان لي صديقا، قال فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني، و ركبت إليه فلقيته خارجا من داره، فقال :

                              يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه ، ولم تهننا بها، و لم تشركنا فيها .

                              فأعلمته أني كنت بمكة، وأني قد جئتك الآن، و سايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس، فوقف وقوفا كأنه ينتظر شيئا، و قد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهلة، فوجه في طلبه،


                              فلم نلبث أن جاء قوم يركضون و قوم يشتدون حتى قالوا :

                              أيها الأمير، البشارة، قد أخذ حرملة بن كاهلة، فما لبثنا أن جيء به، فلما نظر إليه المختار قال لحرملة :

                              الحمد لله الذي مكنني منك.

                              ثم قال : الجزار الجزار .

                              فأتي بجزار، فقال له : اقطع يديه، فقطعتا، ثم قال له : اقطع رجليه، فقطعتا، ثم قال : النار النار، فأتي بنار قصب فألقي عليه واشتعلت فيه النار.

                              فقلت : سبحان الله !!

                              فقال لي : يا منهال، إن التسبيح لحسن، ففيم سبحت ؟

                              فقلت : أيها الأمير، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة على علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال لي :


                              " يا منهال ، ما صنعَ حرملةُ بن كاهلة الأسدي "

                              فقلت : تركته حيّاً بالكوفة، فرفع يديه جميعا فقال (عليهما السلام) :


                              " اللّهُمَّ أذِقْهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقْهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقْهُ حَرَّ النّارِ "

                              فقال لي المختار : أ سمعتَ علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول هذا ؟!

                              فقلت : والله لقد سمعته !!

                              قال : فنزل عن دابته و صلى ركعتين فأطال السجود، ثم قام فركب، وقد احترق حرملة، و ركبت معه وسرنا، فحاذيت داري، فقلت :

                              أيها الأمير، إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي .

                              فقال : يا منهال ، تعلمني أن علي بن الحسين (عليهما السلام) دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ثم تأمرني أن آكل !!

                              هذا يوم صوم شكرا لله (عزّ و جلّ) على ما فعلته بتوفيقه .




                              كتاب الأمالي للشيخ الطوسي - ره - ( ص 239 )




                              يتبع ...

                              تعليق

                              يعمل...
                              X