قصة من حياة وزهد الحاج هادي السبزواري صاحب كتاب المنظومة
رحمه الله
كان قد طرق سمع ( ناصر الدين شاه ) كلمات اطراء حول مؤلف كتاب (المنظومة) في المنطق والحكمة ، الحاج هادي السبزواري ، فأحب ان يراه عن كثب ، رحمه الله
ولذلك عزم على السفر إلى خراسان - ولكن سفراً غير رسمي - حتى يتوفق لرؤيته .
فلما وصل في طريقه إلى نيشابور ، زاره فيها العلماء وشخصيات البلد ،
ولم يكن فيما بينهم الحاج هادي السبزواري ،
فأضطرّ ان يذهب وحده إلى سبزوار علّه يحظى هناك بزيارته .
ولما وصلها توجّه إلى داره ودخل عليه بلا خبر مسبق ،
فرآه جالساً على حصير عادي في بيت متواضع ،
خال من كل زخارف الحياة ومباهجها ، فتعجب من ذلك .
لكن زاد تعجبه لما صار وقت تناول طعام الغداء ،
حيث جاء إليه خادمه بطبق فيه قرصان يابسان من الشعير ،
وقليل من الملح الجريش ، ومقدار من اللبن الحامض ،
وملعقتان من خشب ، ووضعه أمامهما .
عندها توجه السبزواري إلى الملك وقال له : تفضل على اسم اللّه .
فلما رأى الملك انّه لا يستطيع الأكل منه ،
اخرج منديلاً وأخذ كسرة من ذلك الخبز الشعير اليابس للتبرك ووضعها فيه ،
ليكون قد شارك السبزواري في طعامه وغدائه ،
ثمّ عزم على مغادرته فقام وهو يودّعه ليخرج من عنده .
فشيّعه السبزواري ببيت من الشعر مضمونها :
إنك لو رأيت عندي الحصير العادي والبيت المتواضع ، فلا تتأثر فإن الأسد الذي هو سلطان الغاب يسكن الأهوار والأجمات .
فاستحسن الملك كلامه وودعه وهو متعجب من شدة زهده وتقشفه .
----------------------------------
من كتاب ( من اخلاق العلماء ) للسيد محمد الشيرازي .
تعليق