تويت
نقل أن الأصمعي وهو وزير هارون الرشيد العباسي كان ذاهبا للصيد ، فتاه عن القافلة عند مطاردته للصيد، و في هذه الحال شاهدت خيمة وسط الصحراء وكنت ظمآنا وكان الجو حارا جدا فقلت: دعني أذهب ألى هذه الخيمة لكي أستريح ثم ألتحق بالقافلة.
الأصمعي الذي كان وزيرا لنصف العالم في ذلك اليوم يقول: عندما خطوت نحو الخيمة شاهدت أمرأة شابة و جميلة في داخل الخيمة ما أن رأتني تلك المرأة حتى حيتني وقالت:
تفضل فولجت فأجلستني في مكان وجلست في مكان آخر في الخيمة قلت : ناوليني شيئا من الماء لكي اشرب فتغير لونها وقالت: ماذا أفعل ان زوجي لم يأذن لي بأن أعطيك ماءا ولكن عندي قدرا من الحليب وهذا الحليب لغذائي لن آكل الغذاء واشرب أنت الحليب.
يقول الأصمعي: شربت الحليب ولم تكلمني المرأة فجأة شاهدتها وقد تبدل حالها نظرت فرأيت سوادا قادما من بعيد قالت : جاء زوجي أخذت الماء الذي لم تعطني اياه لكي أشربه وخرجت من الخيمة كنت أشاهدهما عن كثب كان عجوزا اسودا قبيح المنظر ساعدته على النزول من الجمل و غسلت يديه و رجليه وأدخلته الخيمة بأحترام فوجدته عجوزا سيء الخلق لم يأبه بي كثيرا بل كان يعامل تلك المرأة بخشونة.
يقول الأصمعي : أستأت من خلق الرجل الى الحد الذي نهضت من مكاني وفضلت البقاء تحت الشمس على البقاء داخل الخيمة لذلك خرجت من تلك الخيمة لم يأبه بي ذلك الرجل ولكن السيدة رافقتني عند الخروج قلت لها : سيدتي اني أسف لك أنت بهذا الجمال والشباب وتتعلقين بهذا العجوز بأي شيء تعلقت؟
بماله وهذا وضعه المأساوي وسط الصحراء أم بأخلاقه وتلك أطواره الغريبة؟ أم بجماله! وهو مجرد عجوز دميم المنظر بماذا؟
يقول : فجأة شاهدت السيدة وقد شحب لون وجهها قالت : يا أصمعي اني اسفة عليك لم أكن أظن أنك وزير هارون تريد أن تمحي محبتي زوجي من قلبي عن طريق النميمة يا أصمعي هل هل تدري لماذا أفعل هكذا؟
لأني سمعت حديث النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
(الايمان نصفه الصبر و نصفه الشكر) بمعنى أن الايمان له جناحان : صفة الصبر وصفة الشكر.
ويجب أن أشكر الله لأنه منحني الجمال والشباب و الخلق الحسن وشكري لله هو انسجامي مع زوجي وحتى يكتمل ايماني ويتم سأصبر على سوء معاملته
الدنيا تمضي وأنا أريد أن أكمل ايماني أن أرحل عن الدنيا بايمان كامل.
*جهاد النفس للأستاذ مظاهري *
تعليق