ينقل ابن خلكان عن الشيخ نصر الله بن مجلى انه قال :
رأيت أمير المؤمنين في المنام فقلت له : لقد ظلمتكم قريش و ظلمكم بنو امية في مكة و منعوا عنكم الخبز و الماء و لم يألوا جهداً في أذاكم و الهزء بكم ، حتى هاجرتم الى المدينة ثم جيشوا الجيوش لحربكم ، و قتلوا شيوخكم و لكنكم عندما أمكنكم الامر و فتحتم مكة لم تنتقموا منهم بل قلتم :
( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن )
حتى كانت فاجعة كربلاء لولدك الحسين عليه السلام
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ألم تسمع شعر أبن صيفي في ذلك فقلت : لا ، قال اسمعه منه .
و انتبهت من النوم فذهبت الى ابن صيفي ، فحدثته بما رأيت في منامي ، فبكى علا نحيبه و قال :
أقسم بالله اني قلت البارحة شعراً و لم اكتبه بعد و لم اخبر به احداً ثم قرأ عليَّ :
ملكنا فكان العفو منا سجيـــة *** فلما ملكتم سال بالدم ابطــــــح
و حللتم قتل الاسارى و طالما *** غدونا عن الاسرى نعفو و نصفح
و حسبــــكم هذا التفاوت بيننا *** و كل انــــــاء بالذي فيه ينضح
و حيث ان هذه سيرة عظماء الدين .. و تلك سيرة اعدائهم ، فعلى المتدينين و المحبين لأهل البيت عليهم السلام اتباع مواليهم و جعل سلوكهم منسجماً مع سلوكهم عليهم السلام ليكونوا من شيعتهم و ليحذروا من اتباع اعدائهم و الاقتداء بهم
اللهم اجعلنا مستنين بسنن اوليائك مفارقين لاخلاق اعدائك مشغولين عن الدنيا بحمدك و ثنائك بحق محمد و آله الطاهرين صلواتك عليهم اجمعين
ابن صيفي هو سعد ابن محمد ابن سعد الصيفي : فقيه و اديب و شاعر و موثق توفي ببغداد عام 574 . " عن الكنى و الالقاب "
المصدر : كتاب القلب السليم للسيد عبد الحسين دستغيب ، ج 2 ، ص 447
تعليق