بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
فإن الاسلام دين اللّه الخاتم ، وشريعته الأخيرة للبشرية جمعاء في كافة أقطارها، على مدى عصورها وأزمانها، وقد جاء هذا الدين لينقذ البشرية من الجهل ، ويُخرجها من ظلماته إلى نور العلم والهدى، فكان الحثُ على العلم وبيان قيمة العلماء من المعالم البارزة في القرآن الكرم وكلام أئمة الدين .وقد ورد في القرآن الكريم ما يزيد على 750 اية في العلم ومشتقّاته، من مدح العلماء، وحثٌ على طلب العلم، وبيانٍ لأهمية العلم في حياة الانسان، ويكفيك منها قوله تعالى: ( قُلْ هَل يَستوِي الَّذينَ يَعلَمُون وَالذين لا يَعلَمُون ) وقوله تعالى: ( اِنمَا يخْشَى اللّهَ مِن عِبَادِهِ العُلماءُ )وقال صلى الله عليه واله: (أربع تلزم كل ذي حجى من اُمتي ، قيل : وما هن يا رسول اللّه ؟ قال : استماع العلم ، وحفظه ، والعمل به ، ونشره ).
وقال صلى اللّه عليه واله : (العلم خزائن ومفاتيحها السؤال ، فسلوا يرحمكم اللّه ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمجيب ، والمستمع ، والمحب له ).
وقال عليه السلام : (من يرد اللّه تعالى به خيراَ يفقهه في الدين ).
وقال : (إن اللّه لايقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤساء جهالاً فَسُئلوا، فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا) .
وقال : (من ازداد فى العلم رشداً، ولم يزدد في الدنيا زهداً، لم يزدد من اللّه إلاّ بعداً).
وقال : (انما مما أخاف على اُمتي زلات العلماء).
وبعد هذه المقدمة نبين إلى أي حد يمكن لطالب العلم ان يتحمل في طلبه لكسب العلم
فقد ذكر لنا احد الثقات انه كان هناك طالبين يجدان في طلب العلم وكانا فقيرين بحيث لم يجدا شيئاً يأكلانه وفي احد الايام ذهب احد الطلبة الى الشارع متخفياً ، وفي عتمة الليل اخذ يجمع قشور الرقي ويضعها في كيس له ورجع الى البيت الذي كانا يسكنانه فأخذ ينتظر الى ان ينام صاحبه حتى يأكل قشور الرقي ولكن هذه الليلة صاحبه لم ينم فانتظر كثيراً ولكنه لم يتحمل لشدة جوعه فقال : لصاحبه لماذا لم تنم ؟
فقال :له لم يأتني نوم
فقال له: اسمع اني لم اتحمل !! سوف اخبرك بشيء ولكن اريد منك ان تعدني بان لا تخبر احدا به ؟
فقال له تكلم : فقال : اني لم اكل شيئاً منذ البارحة مما اضطرني ذلك الى اخذ قشور الرقي من فضلات البيوت لكي اكلها ولكنك لم تنم فلم اتحمل جوعي فأخبرتك!! فالظاهر انك لا تريد النوم الى الصباح .
فضحك الاخر على ما قال
فقال: له لماذا تضحك؟
فقال: لأنني فعلت كما فعلت انت وكنت انتظر نومك حتى اكل القشور التي معي .... وبعد اعترافهما كل واحد للآخر أكلا في سفرة واحدة .وتحملا الكثير في طلب العلم والاجر يكون عند الخالق العظيم.
نتمنا من طالب العلم ان يكون قدوةً للآخرين
والحمد لله رب العالمين
تعليق