إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مظاهر الحبّ في الحياة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مظاهر الحبّ في الحياة

    بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم

    اللهم صلّ على محمد وآل محمـــد



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إنّ للحب مظاهر، إذ ليس الحبّ شيئاً يستقر في صقع النفس من دون أن يكون له انعكاس خارجي على أعمال الإنسان وتصرّفاته، بل انّ من خصائص الحبّ أن يظهر أثره على جسم الإنسان وملامحه، وعلى قوله وفعله، بصورة مشهودة وملموسة قال تعالى : ((يحبهم الله ويحبونه))


    فحبّ الله ورسوله الكريم لا ينفك عن اتّباع دينه، والاستنان بسنّته، والإتيان بأوامره والانتهاء عن نواهيه، ولا يعقل أبداً أن يكون المرء محبّاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أشدَّ الحبّ، ومع ذلك يخالفه فيما يبغضه ولا يرضيه، فمن ادّعى حباً في نفسه وخالفه في عمله، فقد جمع بين شيئين متخالفين متضادّين.
    ولنعم مانسب للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في هذا الصدد موجهاً كلامه إلى مدّعي الحبّ الإلهي كاذباً:


    تعصي الإله وأنتَ تظهر حبّه هذا لعمري في الفعال بديع
    لو كان حبّك صادقاً لأطعته إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع(1)



    نعم إنه لا يقتصر أثر الحبّ على هذا، بل له آثار أُخرى في حياة المحب، فهو يزور محبوبه ويكرمه ويعظّمه ويزيل حاجته، ويذبّ عنه، ويدفع عنه كلّ كارثة ويهيئ له ما يريحه ويسرّه إذا كان حيّاً.



    وإذا كان المحبوب ميّتاً أو مفقوداً حزن عليه أشدّ الحزن، وأجرى له الدموع كما فعل النبي يعقوب (عليه السلام) عندما افتقد ولده الحبيب يوسف (عليه السلام) فبكاه حتى ابيضّت عيناه من الحزن، وبقي كظيماً حتى إذا هبّ عليه نسيم من جانب ولده الحبيب المفقود، هشَّ له وبشَّ، وهفا إليه شوقاً وحبّاً.



    بل يتعدّى أثر الحبّ عند فقد الحبيب وموته هذا الحدّ، فنجد المحبّ يحفظ آثار محبوبه، وكلّ ما يتّصل به، من لباسه وأشيائه، كقلمه ودفتره وعصاه ونظّارته. كما ويحترم أبناءه وأولاده، ويحترم جنازته ومثواه، ويحتفل كلّ عام بميلاده وذكرى موته، ويكرمه ويعظّمه حبّاً به ومودّة له.





    إلى هنا ثبت، أنّ حبّ النبي وتكريمه أصل من أُصول الإسلام لا يصحّ لأحد إنكاره، ومن المعلوم أنّ المطلوب ليس الحبّ الكامن في القلب من دون أن يرى أثره على الحياة الواقعية قال تعالى : ((قل لا أسئلكم عليه أجرٌ إلّا المودّة في القربى))

    وعلى هذا يصّح للمسلم، القيام بكلّ ما يعدّ مظهراً لحبّ النبي، شريطة أن يكون عملا حلالا بالذات، ولا يكون منكراً في الشريعة، نظير:


    1 ـ تنظيم السنّة النبويّة; وإعراب أحاديثها، وطبعها، ونشرها بالصور المختلفة، والأساليب الحديثة، وفعل مثل هذا بالنسبة إلى أقوال أهل البيت وأحاديثهم.


    2 ـ نشر المقالات والكلمات; وتأليف الكتب المختصرة والمطوّلة حول حياة النبي وعترته، وإنشاء القصائد بشتّى اللغات والألسن في حقّهم، كما كان يفعله المسلمون الأوائل.


    فالأدب العربي بعد ظهور الإسلام يكشف عن أنّ إنشاء القصائد في مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ممّا يعبّر به أصحابها عن حبّهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) . فهذا هو كعب بن زهير ينشئ قصيدة مطوّلة في مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) منطلقاً من إعجابه وحبّه له (صلى الله عليه وآله) ، فيقول في جملة ما يقول:


    بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيّم إثرها لم يُفْد مكبول
    نُبِّئتُ أنّ رسول الله أوعدني والعفوُ عند رسول الله مأمول





    ويقول:



    مهلا هداك الذي أعطاك نا فلة القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
    إنّ الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول(2)


    وقد ألقى هذه القصيدة في حضرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه، ولم ينكر عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) .


    وهذا هو حسّان بن ثابت الأنصاري يرثي النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ويذكر فيه مدائحه، ويقول:


    بطيبة رسم للرسول ومَعْهَد مُنير وقد تعفو الرسوم وتحمد


    إلى أن قال:


    يدلّ على الرحمان من يقتدي به وينقذ من هول الخزايا ويرشد
    إمام لهم يهديهم الحقّ جاهداً معلم صدق إن يطيعوه يَسْعَدوا(3)


    وهذا هو عبد الله بن رواحة ينشئ أبياتاً في هذا السياق فيقول فيها:


    خلّوا بني الكفار عن سبيله خلّوا فكلّ الخير في رسوله
    يا ربّ إنّي مؤمن بقيله أعرف حقّ الله في قبوله(4)


    هذه نماذج ممّا أنشأه الشعراء المعاصرون لعهد الرسالة في النبيّ الأكرم ونكتفي بها لدلالتها على ما تقدم.


    ولو قام باحث بجمع ما قيل من الأشعار والقصائد حول النبي الأكرم لاحتاج في تأليفه إلى عشرات المجلّدات. فإنّ مدح النبيّ كان الشغلَ الشاغل للمخلصين والمؤمنين منذ أن لبّى الرسول دعوة ربّه، ولا أظنّ أنّ أحداً عاش في هذه البسيطة، ونال من المدح بمقدار ما ناله الرسول (صلى الله عليه وآله) من المدح بمختلف الأساليب والنظم.






    وهناك شعراء مخلصون أفرغوا فضائلَ النبيّ ومناقبه في قصائد رائعة وخالدة، مستلهمين ما جاء في الذكر الحكيم والسنّة المطهّرة في هذا المجال، فشكر الله مساعيهم الحميدة وجهودهم المخلصة.


    3 ـ تقبيل كلّ ما يمتّ إلى النبيّ بصلة; كباب داره، وضريحه وأستار قبره، انطلاقاً من مبدأ الحبّ له صلى الله عليه وآله.

    وهذا أمر طبيعي وفطري، فبما أنّ الإنسان المؤمن لا يتمكّن بعد رحلة النبي (صلى الله عليه وآله) من تقبيل الرسول (صلى الله عليه وآله) (5) فيقبّل ما يتّصل به بنوع من الاتصال، وهو كما مرّ آنفا أمر طبيعي في حياة البشر حيث يلثمون ما يرتبط بحبيبهم ويقصدون بذلك نفسه. فهذا هو المجنون العامري كان يقبّل جدار بيت ليلى ويصرّح بأنّه لا يقبّل الجدار، بل يقصد تقبيل صاحب الجدار، يقول:



    أمرّ على الديار ديار ليلى أُقبّل ذا الجدار وذا الجدارا
    فما حبّ الديار شغفن قلبي ولكن حبّ من سكن الديارا


    4 ـ إقامة الاحتفالات في مواليدهم; وإلقاء الخطب والقصائد في مدحهم، وذكر جهودهم ومقاماتهم في الكتاب والسنّة، شريطة أن لا تقترن تلك الاحتفالات بالمنهيّات والمحرّمات.


    ومن دعا إلى الاحتفال بمولد النبيّ في أيّ قرن من القرون، فقد انطلق من هذا المبدأ، أي حبّ النبي صلى الله عليه وآله الذي أمر به القرآن والسنّة بهذا العمل.


    وهذا هو مؤلف تاريخ الخميس يقول في هذا الصدد: "لا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده، ويعملون الولائم، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرّات، ويعتنون بقراءة مولده الشريف، ويظهر عليهم من كراماته كلّ فضل عظيم"(6).

    وكذلك الحال لأهل بيت النبي صلوات الله عليه وعليهم
    تجسيدا لقوله تعالى : ((قل لا أسئلكم عليه أجرٌ إلّا المودّة في القربى))

    ******************************************


    1- سفينة البحار، مادة "حب".


    2- السيرة النبوية لابن هشام 2: 513.

    3- السيرة النبوية لابن هشام 2: 666.4- المصدر نفسه 2: 371.

    3- المصدر نفسه 2: 371.

    5-(لاحظ صحيح البخاري 2: 17 كتاب الجنائز) دخل أبو بكر حجرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد رحيله وهو مسجّى ببرد حبرة فكشف عن وجهه ثمّ أكبّ عليه يُقبّله ثمّ بكى فقال: بأبي أنت يا نبيّ الله لا يجمع الله عليك موتتين، أمّا الموتة التي كتبت عليك فقد متّها.

    6- الديار بكري، تاريخ الخميس 1: 323.






    التعديل الأخير تم بواسطة المحسن ; الساعة 14-02-2013, 05:45 PM. سبب آخر:
    ************************************************** ********************

    صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

    من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

    لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


    فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

    http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    الاخ الكريم (( المحسن ))
    وفقك الله ونور قلبك
    وحببك الى الخلق
    دعائي لكم بالتوفيق
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

    تعليق


    • #3
      الاخ الكريم المحسن
      وفقكم الله وجزاكم خير الدارين

      نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا
      حيدرية حشمتنا فاطمية آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية .أدعيتنا سجادية علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية .كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية.حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية

      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وال محمد
        شكرا للاخ الكريم المحسن وجزاكم الله خيرا

        نعم حب الرسول وال بيته عليهم السلام يمثل في الواقع حبّ لله وللقيم الربانية والكمالات الالهية ، وهو يسمو بالمؤمن في مدارج الوصول إلى الكمال الذي يريده الله سبحانه ,وحبهم يضمن للمؤمن امور عدة منها:
        حبّ أهل البيت عليهم السلام حبّ لله وفي الله قال تعالى :﴿ والَّذِينَ آمَنُوا أشدُّ حُبّاً للهِ معرفة للحق والسلامة من الانحراف ,واستكمال للدين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «حبّ أهل بيتي وذريتي استكمال الدين »,وطاعة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى « وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقد فَازَ فَوزَاً عَظيماً »,والتمسّك بالعروة الوثقى قال صلى الله عليه وآله وسلم : « من أحبّ أن يتمسك بالعروة الوثقى ، فليتمسك بحبّ علي وأهل بيتي »اطمئنان للقلب وطهارته قال تعالى ﴿ ألا بِذكرِ اللهِ تَطمَئنُّ القُلوبُ ﴾,والشفاعة يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :« شفاعتي لاُمتي من أحب أهل بيتي ، وهم شيعتي »,والتوبة والمغفرة وقبول الاَعمال قال صلى الله عليه وآله وسلم :« حبنا أهل البيت يكفّر الذنوب ويضاعف الحسنات »وخير الدنيا والآخرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :« من رزقه الله حب الاَئمة من أهل بيتي ، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكّنّ أحدٌ أنه في الجنة ، فإنّ في حبّ أهل بيتي عشرين خصلة ، عشر منها في الدنيا ، وعشر منها في الآخرة .
        جاء عن الاِمام الكاظم عليه السلام أنّه قال :« من عادى شيعتنا فقد عادانا ، ومن والاهم فقد والانا ؛ لاَنّهم منّا ، خلقوا من طينتنا ، من أحبّهم فهو منّا ، ومن أبغضهم فليس منّا ... »

        تعليق


        • #5


          بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم

          اللهم صلّ على محمد وآل محمـــد

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


          الشكر الوافي والإمتنان التام الكافي للأخوين المبدعين
          رافد الخزرجي
          و
          أبي مرتضى العيداني

          على تعليقكما المطعم بالذهب الخالص , ومداخلتكما الهادفة البناءة...


          وأثمّن مشاعركما الجياشة , وعباراتكما الوهاجة...

          كما أن كلّ الشكر وكلّ الإمتنان لكم أختي المبدعة

          زينب قدوتي

          على تعليقكم النير المبارك...

          وعلى مداخلتكم المتميزة الراقية...


          أشكركم فردا فردا...

          وجعلنا الله وإياكم جميعا من أهل المودة...






          ************************************************** ********************

          صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

          من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

          لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


          فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

          http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167

          تعليق

          يعمل...
          X